تباشير في زمن كورونا هكذا أنقذ العزل أرواح الملايين من الفيروس القاتل حملت الأيام الماضية مجموعة كبيرة من الأخبار الطيبة حول السيطرة على وباء فيروس كورونا المستجد سارس كوف 2 المسبب لمرض كوفيد-19 شملت تحقيق تقدم في خفض نسبة الوفاة وإنقاذ حياة الملايين وفهم العلماء للفيروس بشكل أكبر وتطوير وسائل التعقيم للقضاء عليه. ق.د/وكالات قال باحثون اوروبيون إن إجراءات العزل العام واسعة النطاق التي تشمل إغلاق المتاجر والمدارس خفضت معدلات انتقال فيروس كورونا المستجد في أوروبا بما يكفي للسيطرة على انتشاره وربما حالت دون وفاة أكثر من ثلاثة ملايين شخص. وقال علماء من جامعة إمبريال كوليدج لندن -في دراستهم المستندة إلى نموذج عن تأثير الإغلاق في 11 دولة-إن الخطوات المشددة التي اتخذ معظمها في مارس أدت إلى تأثير جوهري وساعدت في هبوط رقم تكاثر العدوى إلى أقل من واحد بحلول أوائل ماي. ويقيس هذا الذي يعرف بالرقم آر متوسط عدد الأشخاص الذين ينتقل إليهم المرض من شخص واحد مصاب بالعدوى. وقد تؤدي زيادة هذا الرقم على واحد إلى ما يعرف بالنمو الأسّي لانتشار المرض. كما توصلت دراسة أخرى أعدها علماء بالولايات المتحدة ونشرت إلى جانب دراسة فريق إمبريال كوليدج في دورية نيتشر إلى أن سياسات العزل العام التي فرضت في الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران وفرنسا والولايات المتحدة منعت أو أخرت إصابة نحو 530 مليون شخص بالفيروس. دراسة جديدة أجريت من قبل الجامعات الإيطالية وسلطات الصحة العامة المحلية ووجدت أن فيروس كورونا أصبح أقل فتكا خلال الأشهر القليلة الماضية. وعلى الرغم من عدم وجود دليل يثبت أن الطفرات الجينية ساهمت في التخفيف من خطورة الفيروس فإن العلاجات تحسنت بشكل كبير. وأوضحت المصادر أن الأطباء لاحظوا تراجعا في نسبة الوفيات بسبب فيروس كورونا بشكل كبير منذ بداية انتشار الوباء وأن الدراسة التي أجريت لمقارنة معدل الوفيات في فيرارا وبيسكارا في إيطاليا على مدى مارس وافريل هي الأولى التي تؤكد صحة هذا الاستنتاج. *انخفاض كبير ووجدت الدراسة أن معدل الوفيات الإجمالي انخفض بنحو 40 بالمائة من مارس إلى افريل مع تسجيل انخفاض كبير في فئة الذين تزيد أعمارهم على 80 عاما (من 36.3 بالمائة إلى 16.1 بالمائة) والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم (23 بالمائة إلى 12.1 بالمائة) ومرضى السكري (30.3 بالمائة إلى 8.4 بالمائة) ومرضى القلب والأوعية الدموية (31.5 بالمائة إلى 12.1 بالمائة) ومرضى الانسداد الرئوي المزمن (29.7 بالمائة إلى 11.4 بالمائة) وأمراض الكلى (32.3 بالمائة إلى 11.5 بالمائة). ويقول الباحثون إن دراستهم تؤكد أن الإدارة المبكرة للأدوية المناسبة تحسن بشكل كبير المسار السريري لمرض كوفيد-19. ويستخدم الأطباء مزيجا من العلاجات لكورونا بما في ذلك مضادات فيروس العوز المناعي البشري إتش آي في ومضادات التخثر والأجسام المضادة مثل توسيليزوماب (tocilizumab). وخلصت وول ستريت جورنال إلى أنه مع تقدم العلاج فإنه في حال ظهور موجة ثانية من مرض كوفيد-19 فمن المحتمل أن تكون أقل فتكا من الموجة الأولى. *فك لغز جديد وتوصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة دم أي (A) يحتاجون خلال علاجهم من مرض كورونا إلى ضعف كمية الأوكسجين وأنهم أكثر حاجة لأجهزة التنفس الاصطناعي مقارنة بأولئك الذين يحملون فصيلة دم أو (O). أما بالنسبة لبقية فصائل الدم أي بي (AB) وبي (B) فتتراوح شدة أعراض المرض لدى أصحابها بين هاتين الفصيلتين بشكل متفاوت كما ينقل موقع أن تي في الألماني عن الدراسة. وتكمن أهمية الدراسة في أنها قد تساعد في التنبؤ بمسار المرض بناء على فصيلة دم الشخص مما يجعل الأطباء قادرين على تقديم العلاج المكثف مبكرا للحالات التي من المتوقع أن تكون أصعب مما يساعد في عدم تطورها لمضاعفات خطيرة والوفاة. وأجرى الدراسة فريق باحثين ألماني نرويجي بقيادة توم كارلسن من المستشفى الجامعي في أوسلو وأندريه فرانك من جامعة كيل الألمانية وشملت الحصول على 2205 عينات من دم أشخاص أصحاء من كلتا الدولتين لمقارنتها مع أولئك الذين عانوا من مرض كورونا كما ينقل موقع أن تي في الألماني. يذكر أن الباحثين الصينيين سبق وأن توصلوا إلى استنتاج مماثل في وقت سابق لكن لم يتم تأكيد نتائج دراستهم. لكن الفريق البحثي من ألمانيا والنرويج أشاروا إلى أن نتائج دراستهم لم تخضع بعد لما يسمى مراجعة النظراء وهي تعني في عالم الأبحاث عملية تقييم عمل يقوم بها شخص ذو اختصاص وكفاءة من قبل المختصين في المجال ذاته.