أولياء يمتنعون عن إرسال أبنائهم خشية الإصابة بكورونا هل تُغلق المدارس مجدداً؟ * بلحسين: الوضعية الوبائية بالجزائر أصبحت مقلقة * صنهاجي: لسنا أمام موجة ثانية للفيروس **س. عبد الجليل* أثار قرار تأجيل الدخول الجامعي والتكويني إلى غاية منتصف شهر ديسمبر القادم تساؤلات بشأن إمكانية التوجه نحو إعادة غلق المدارس والثانويات وتعليق الموسم الدراسي إلى إشعار آخر في ظل تنامي منحى الإصابات بوباء كورونا لاسيما أن الأطفال يعتبرون حاملين كتومين للفيروس حسب العديد من الدراسات التي تعتبرهم عاملا خطيرا في نشر الفيروس في حال إصابتهم به دون ظهور الأعراض عليهم.. وما إن تجاوزت الحصيلة الرسمية اليومية للإصابات بكورونا الرقم 600 حتى دق كثير من الأولياء ناقوس الخطر مطالبين بتعليق الدراسة في المدارس الابتدائية والمتوسطات والثانويات في الوقت الذي لم يتوان بعض الأولياء في الامتناع عن إرسال أبنائهم إلى الأقسام الدراسية خشية الإصابة بكورونا لاسيما بعد تسجيل حالات عديدة عبر المدارس. للإشارة فقد سجلت 642 إصابة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) و14 حالة وفاة خلال 24 ساعة في الوقت الذي تماثل فيه 288 مريضا للشفاء حسب ما كشف عنه أمس الاثنين الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا الدكتور جمال فورار. وضعية مقلقة.. أكد رئيس الخلية العملياتية لتحري ومتابعة التحقيقات الوبائية البروفيسور محمد بلحسين أن الوضعية الوبائية بالجزائر أصبحت مقلقة نتيجة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا وهو ما يفسر حسبه التدابير والقرارات التي اتخذت من قبل السلطات للحد من إنتشار هذه الجائحة. وأرجع البروفيسور بلحسين خلال استضافته أمس الإثنين في برنامج ضيف الصباح أن زيادة الإصابات مرتبط بثلاثة عوامل أولها المناخ الذي يعرف انخفاضا في درجة الحرارة وهو ما يسهل من إنتشار الفيروس. ثانيا استئناف الأنشطة التجارية والرياضية وعودة التلاميذ إلى المدارس والذي يعتبر مناخا مناسبا لانتشار العدوى. والعامل الثالث والذي يعتبر أكثر أهمية هو التخلي عن تطبيق التدابير الوقائية الأساسية . وكشف بلحسين أنه مع ارتفاع عدد الإصابات فلا بد أن تتخذ السلطات كل الإجراءات الضرورية للحد من إنتشار الفيروس كتوفير وسائل التشخيص وفرض الحجر الصحي على كل الحالات الإيجابية مع توفير التكفل التام بالمرضى مضيفا أنه لا بد من إحترام الإجراءات الوقائية التي يجب أن تطبق أيضا في جميع القطاعات . وأبرز بلحسين ايضا أن مصالحه تجد بعض الصعوبات للقيام بالتحقيقات الوبائية لانعدام التنسيق بين المستشفيات وعدم مساهمة المواطن في تسهيل هذه العملية ما يجعل من هذه التحقيقات غير دقيقة وفي بعض الأحيان بدون فائدة . ووجه البروفيسور محمد بلحسين تحية تقدير واعتراف لكل طاقم السلك الطبي المجند عبر مختلف مستشفيات الوطن لمواجهة هذه الجائحة. هل هي موجة ثانية؟ شدّد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور كمال صنهاجي على أن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كوفيد19 في الجزائر الأيام القليلة الماضية ليس مؤشرا على دخولنا موجة ثانية من جائحة كورونا داعيا إلى ضرورة الالتزام بكل التدابير الوقائية اللازمة ورفع الوعي الصحي للمواطنين. وأوضح البروفيسور صنهاجي لدى حلوله ضيفا على فوروم الاذاعة أمس الإثنين بالقول لست موافقا على تسمية ما نشهده الآن موجة ثانية وبصفة علمية كي تكون هناك موجة ثانية يجب ان يكون الفيروس متطورا ويكتسب طفرات جينية واذا تغيرت صفاته بطريقة معتبرة سينظر اليه الجهاز المناعي كانه فيروس جديد وسيقوم بردود مناعية جديدة . وأرجع صنهاجي أسباب ارتفاع عدد المصابين بكوفيد 19 في الاسبوع الماضي إلى التراخي في الاجراءات الاحترازية مع رفع الحجر التدريجي واستئناف الحياة اليومية والاقتصادية وكذا الدخول المدرسي وقال بالخصوص التدابير الاحترازية كانت مهمة ومعتبرة بالنسبة للدخول المدرسي لكن اذا كان التلميذ يصافح زميله ويتبادل معه الادوات المدرسية فالنتيجة واحدة وهذا مثال بسيط والأمر سيان في كل المجالات . وأكد صنهاجي أن الحل يكمن في رفع الوعي الفردي حيال ما نواجهه داعيا السلطات إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع المخالفين لتدابير الوقاية.