مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد آراء أطباء حول تطورات كورونا حدوث طفرة قاتلة للفيروس نهائياً ليس مستبعداً بعد ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا 19 في بريطانيا وهولندا والدانمارك وأستراليا ونظرا لانتشار عدواها بسرعة.. تحوم هواجس كبيرة حول عمليات التطعيم باللقاحات المسوقة عالميا منذ أيام. سألنا أطباء وباحثين عن دواعي التخوفات من التطعيم بها والفروق بين السلالة الجديدة والسلالات المنتشرة منذ ظهور الحالة الأولى في ووهان الصينية نهاية العام الماضي كما سألناهم عن رؤيتهم لهذا الظهور وهل كان متوقعا؟ وعن صعوبة محاولات مقاومة كوفيد المستفحل في الكوكب الأزرق. الدكتور محمد الطاهر عيساني طبيب : 200 ألف طفرة لفيروس كوفيد في العالم منذ ظهوره تمثل الطفرات الفيروسية عموما ولفيروس كوفيد 19 على وجه الخصوص شكلا طبيعيا وعاديا في تطور الأوبئة وتماديها..إذن هي حالة معروفة ومتوقعة.. حيث تظهر تغيرات طفيفة على شكل الفيروس من جهة مما يمنح له صفة بيولوجية مشابهة للشكل الأولي للفيروس وهي ظاهرة مرتبطة بالفيروس في حد ذاته من ناحية تركيبة الmARN الرسول والذي هو عبارة عن سلسلة هشة من حمض الريبو نووي أحادي السلسلة يتميز أصلا بعدم ثباته نظرا لعدم اكتمال الآليات الإنزيمية في حد ذاتها مع ظهور أخطاء حين التركيب البروتيني مما يؤثر على طبيعة الغلاف البروتيني.. عشرات من الطفرات ظهرت أثناء الجائحة كلها أفرزت تباينا في قوة العدوَى خاصة ما هو مربط بمؤشر العدوَى أوR0.. التحذير الذي أرسلته الحكومة البريطانية على خلفية التزايد المطرد لحالات العدوَى مما يفيد بوجود طفرة فيروسية أكدتها السلطات الصحية البريطانية على لسان السيد مات هانكوك وزير الصحة وهي سلالة بذات الخطورة المعروفة لفيروس كوفيد وملامحه العامة مع تغير في شكل البروتينات التي تشكل مستقبلات اتصال مع الخلايا المخاطية للجهاز التنفسي ما يجعلها سريعة العدوَى بقوى تتعدى 70 من قدرات العدوَى..لم الطفرات الفيروسية؟ من المعروف أن الفيروسات التي تحملARN تحتوي على مورث صغير وقابل للتغيرات أو ما يسمى بالطفرات أي سلالات جديدة ما يمثل طفرة واحدة لكل 10 آلافنيكليوتيد..وهو عدد كبير جدا..بالمقارنة مع فيروسات ADNالتي تكون طفراتها تصل 100 ألف مرة أقل.. إذن هي قليلة. ولقد أحصى المختصون في علم الفيروسات ما لا يقل عن 200 ألف طفرة لفيروس كوفيد في العالم منذ ظهوره شهر ديسمبر 2019. تبقى الطفرة الفيروسية سلاحا ذو حدين..كما أكدت النشاط الخاص بالعدوَى يمثل السبب الأساسي لظهور هذه التغيرات أو الطفرات والتي تسبقها ظاهرة انتقاء طبيعي للسلالة الأكثر عدوَى أو الطفرة التي تمثل الشكل الآمن للفيروس مما يساعد على وفاته ونهاية الجائحة أو ما يسمى بالطفرة القاتلة MutageneLethale . من جهة أخرى يمكن أن نلاحظ قلقا ظاهرا لدى المختصين وخبراء الأوبئة لكن في المقابل يبدو أن الوضع ليس بالخطورة التي يمكن تصورها..لا تغير على مستوى القابلية للمرض من جهة لكن في المقابل يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على نوعية الاستكشافات المباشرة أي تقنيةPCR..وهو احتمال وارد..أما التساؤل والمرتبط بفعالية اللقاح في خضم ظهور هذه الطفرة في هذه النقطة أؤكد ما قاله خبراء منظمة الصحة العالمية إن الحال لا يدعو بتاتا للقلق.. بل بالعكس يستوجب التفاؤل ويؤكد مرة أخرى ضرورة مباشرة التلقيح في أقرب الآجال وللشرائح التي تمتلك الأولوية من ناحية السن أو وجود أمراض مزمنة أو بدانة أو شرائح الأسلاك الصحية. ما هو مهم في الأخير لا يمكننا أن نتكلم عن مقاومة الفيروس للتداوي إذ لا يوجد تداو أصلا ضد الفيروسات وإنما يمكن أن نتكلم على ظاهرة المقاومة الخاصة بفيروس كوفيد في مجال التلقيح إذ قد تظهر سلالة في المستقبل على المدى المتوسط على شكل طفرة جديدة ذكية بإمكانها أن تتخفى وأن تتجنب المناعة لكن لن يتأتى ذلك إلا بعد سنين من التلقيح على مئات الملايين من الناس وهو أمر لم يحدث بعد. في الأخير بودي أن أنبه للتسييس المفرط من طرف بوريس جونسن لما يحدث في بلاده من ظهور هذه الطفرة وتهويل خطرها على الإعلام ومحاولة إضافة خواف آخر إذ أن المعني بهذا الضغط في الحقيقة هو في الأصل الاتحاد الأوروبي الذي ما يزال يقايض إنجلترا على إثر انسحاب هذه الأخيرة من الاتحاد الأوروبيلأن أصل تزايد الحالات في المملكة يعود بالأساس إلى حالة التسيب في احترام قواعد الوقاية الخاصة ب كوفيد19 . الدكتور محمد فتحي عبد العال باحث : الإعلان عن سلالة جديدة ل كورونا عصف بأمل محاصرته أدى اعلان بريطانيا عن سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد إلى حالة من الذعر حول العالم فأغلقت دول عدة حول العالم مجالها الجوي وقد جاء الإعلان في أعقاب حالة من الأمل بعثها اكتشاف اللقاحات أخيرا. لكن هذا الإعلان عصف بحالة الأمل تلك وسط مخاوف من عودة الفيروس بصورته المتحورة للانتشار من جديد وبصورة أسرع وسط توقع ذلك بنسبة قد تصلإلى 70‰ مما يهدد بالخروج عن دائرة السيطرة مرة أخرى وسار التساؤل حول جدوى اللقاحات الحالية. بحسب الدراسات الأولية فالتحور قد حدث في بروتين سبايك وهو الذي يمنح الفيروس المستجد شكله التاجي الشهير علاوة عن كونه المفتاح لدخول الفيروس لخلايا الجسم فضلا عن أنه الهدف الأساسي للقاحات الرئيسية الحالية وللعلاج بالأجسام المضادة وقد حدثت الطفرةN105Y في الجزء الأكثر أهمية من بروتين سبايك والخاص بالتلامس والارتباط بخلايا الجسم وهي منطقة ارتباط المستقبلات ReceptorBinding Domainمما يسهل من اختراق الفيروس لخلايا الجسم ويجعله أكثر حدة وقدرة على العدوَى. إضافة لدراسات أخرى تشير لطفرة أخرى هي حذف جزء صغير من بروتين سبايك وهو H96/V70وقد تم اكتشافها في السابق لدى حيوانات المنك المصابة ب كورونا مما يجعل الأجسام المضادة في أجساد المتعافين أقل فاعلية في صد الصورة المتحورة الجديدة من الفيروس. تعتمد فكرة لقاحات فايزر-بيونتك و مودرنا على استخدام نسخة اصطناعية من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد وهي الحمض النووي الريبوزي المرسال MRNA مما يحفز الجهاز المناعي للجسم لإنتاج أجسام مضادة قادرة على التصدي للفيروس الحقيقي عند مهاجمته الجسم فهو أشبه بالرسالة التي توجه للجهاز المناعي ليكون الجسم في حالة الجاهزية المستمرة وعلى الرغم من أمان اللقاح من الناحية النظرية إلا أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم من الناحية العملية لحداثة هذه التكنولوجيا. وقد استثنى من اللقاح الأطفال والحوامل والمرضعات لعدم كفاية الدراسات حول سلامة الاستخدام في هذه الحالات. وقد حصل لقاح فايزر-بيونتك على تصريح استخدام طارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ويتطلب أخذ حقنتين يفصل بينهما 21 يومًا. وبحسب الشركتين المصنعتين فتبلغ نسبة الفاعلية للقاح فايزر-بيونتك 95 بالمائة بعد سبعة أيام من الجرعة الثانية. ويعني هذا أن أكثر من 95 بالمائة من الأشخاص الذين سيتلقون اللقاح سيتمتعون بالحماية من الإصابة بمرض شديد ناتج عنفيروس كورونا المستجد لكن اللقاح يحتاج إلى درجة حفظ 70 درجة مئوية تحت الصفر مما جعله ليس الخيار الأمثل لبعض الدول النامية. في المقابل يمثل اللقاح الصيني سينوفارم خيارا مثاليا لبعض الدول النامية حيث يحفظ في الثلاجات العادية وسط ضبابية شديدة فيما يتعلق بدرجة فاعليته وأمانه في ظل غياب الدراسات الكافية حوله ويقوم على الفكرةالتقليدية في صناعة اللقاحات من الاعتماد على حقن جزيئات فيروسية ميتة غير نشطة. ومع الإعلان البريطاني عن السلالة الجديدة سارعت ألمانيا إلى طمأنة العالم والإعلان أن اللقاحات الحالية تمتلك الفاعلية الكافية للتصدي للسلالة الجديدة ويرجع هذا التفاؤل إلى أن اللقاحات فايزر-بيونتك و موديرنا تدرب جهاز المناعة على مهاجمة بروتين سبايك للفيروس من عدة أجزاء للتغلب علىمسألة الطفرات المحتملة به غير أنه في وجهة نظري أمر يحتاج إلى التريث والمزيد من الوقت للبرهنة عليه بشكل فعلي وواقعي. فالفيروس جديد ونتعلم منه الجديد كل يوم كما تقول منظمة عموم الصحة الأمريكيةPAHO. وفيما يخص السؤال المحير منذ فترة حول استمرار إيجابية المسحة لدى البعض على الرغم من تعافيهم من كورونا المستجد وخلوهم من الأعراض فقدنجح فريق من الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد في تقديم تفسير مثير لذلك قد يقلب الموازين حول تشخيص كوفيد 19 حيث ذهبت الدراسة والتي نشرت في مجلةScienceإلى أن جينوم RNA الخاص ب كوفيد 19 يمكنه الاندماج مع الحمض النووي للكروموسومات البشرية DNA مختبريا باستخدام جين انزيم النسخ العكسي والذي يحول RNA إلى DNA وبالتالي يبقى الفيروس مختبأ فيمكان غير متوقع داخل كروموسومات الخلايا البشرية ولكن ليس بشكل دائم وتأتي هذه التجربة بنتائج على خلاف المشهور بين العلماء من أن الفيروسات تقوم بإدخال حمضها النووي RNA في الخلايا المصابة ولكن يبقى في معزل عن الحمض النووي للخليةDNA. الحقيقة أن هذه الدراسة لو تأكدت فلربما تقلب مسألة أمان وسلامة لقاحات فايزر-بيونتك و موديرنا على المدى الطويل رأسا على عقب.