اليونيسكو تصنفه كتراث إنساني عريق الكسكسي.. سيد الأطباق التقليدية دون منازع رغم شساعة الجزائر وتنوع ثقافاتها إلا أن طبق الكسكسي يبقى القاسم المشترك في جميع المناطق الجزائرية إذ تتفنّن في تحضيره أنامل النسوة بمختلف الطرق وحسب عادات وتقاليد كل منطقة سواء في الأيام العادية أو في مناسبات الأعياد والأفراح وحتى الأحزان كما يرافق الطبق التقليدي الجزائريين في السراء والضراء دون أن يندثر مع الحقب الزمنية بجميع مراحلها رغم تعرض الجزائر لأنواع متعددة من الاستعمار. نسيمة خباجة يقوم طبق الكسكسي العريق المشترك لدول المغاربية الذي صنف مؤخرا ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية من قبل منظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونيسكو) بدور جامع وموحد وتوفيقي في المجتمعات التي تستهلكه بكثرة داخل العائلة وفي المناسبات الاجتماعية والودية وقد سجل هذا العنصر الجديد في قائمة التراث العالمي اللامادي لأبعاده الرمزية التي أعطته معاني اجتماعية وحس عميق في تعزيز الهوية وذلك بفعل عراقته وعصرنته في نفس الوقت مما يؤكد اسهامه في خلق تماسك اجتماعي حسب ما جاء في ملف الترشح المقدم باسم الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب خلال الدورة ال15 للجنة الحكومية الدولية لحفظ التراث الثقافي اللامادي. طبق جامع وموحد ويعمل طبق الكسكسي ب توطيد التعاون والتواصل الاجتماعي وتشجيع العيش معا إضافة إلى الاشتراك في حمل معاني ثقافية قوية من خلال تواجده في كل المناسبات الثقافية والأعراس الدينية والوعدات حيث للمرأة دور وحضور دائم. والكسكسي هو الطعام المقدم في كل مظاهر التعاون الاجتماعي الذي يحمل اسماء مختلفة مثل (التويزة أو التويزي وايضا المعونة والرغاتة والمعروف) كما نجده ايضا حاضرا في التقاليد المحلية مثل انزار (عادات تقام طلبا للغيث) في الجزائر والمغرب. تشجيع الحرف التقليدية ومن بين العناصر الأخرى المدرجة في هذا التصنيف صناعة الأواني المستعملة في تحضير هذا الطبق والتي تشجع نشاط الحرف التقليدية وحرف الخشب في اطار التنمية المستدامة. ويسمح تصنيف الكسكسي بكل ما يحمل من رموز اجتماعية -ثقافية على الصعيد العالمي بحسب الدول المشتركة في تقديم طلب التصنيف بتشجيع الحوار والتبادلات والاتصال والتفاعل بين أصحابه الأصليين والمتعاملين مع هذا العنصر الذي أصبح يحمل طابع متعدد الجنسيات معترف به. ويرتفع بعد هذا التصنيف الجديد عدد العناصر الجزائرية المصنفة في القائمة التمثيلية للتراث الإنساني الثقافي اللامادي لليونيسكو إلى سبعة وهي اهليل قورارة ولباس العروسة التلمساني والامزاد الذي قدم ملفه باسم الجزائرومالي والنيجر وركب سيدي الشيخ وعرس السبيبة لجانت والسبوع (احياء المولد النبوي الشريف) لتيميمون. الكسكسي تراث إنساني تم إدراج الكسكسي والمهارات الخاصة بتحضيره ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) وكانت اليونيسكو قد صنفت الكسكسي كملف متعدد الجنسيات باسم الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب. أما بالنسبة للجزائر فقد تم إعداد ملف التصنيف من قبل الأكاديمية ويزة غاليس من مركز أبحاث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا في حين شارك معهد التراث التونسي والمديرية المغربية للتراث الثقافي وخبراء موريتانيون في تكوين الملف وبهذا التصنيف الجديد يرتفع إلى عدد الأملاك الثقافية الجزائرية المدرجة إلى 7 حتى الآن على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني لليونيسكو. وقد تم تقديم الملف خلال الدورة الخامسة عشرة للجنة الحكومية الدولية للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي التي ستستمر افتراضيا حتى 19 ديسمبر. أما الممتلكات الثقافية الأخرى المدرجة في القائمة التمثيلية للتراث الإنساني غير المادي هي: اهليل غورارة (2008) و الشدة زي الزواج لتلمسان (2012) والامزاد (2013) وهو الملف الذي قدمته الجزائر والذي يتضمن كلا من مالي والنيجر وحج الركب لأولاد سيدي الشيخ (2013) واحتفال السبيبة (2014) الذي هو حدث سنوي يتم الاحتفال به في جانت (جنوب شرق الجزائر) وكذلك السبوع المولد النبوي (2015) ضيف شرف حظي طبق الكسكسي الذي تم مؤخرا تصنيفه كتراث غير مادي عالمي بمعرض كبير نظم الخميس الفارط داخل قصر المشور بتلمسان من طرف مركز تفسير اللباس التقليدي الجزائري بهذه المدينة. وقد شارك في هذه التظاهرة المنظمة بمناسبة تصنيف الكسكسي تراث مغاربي للإنسانية العديد من الجمعيات المحلية على غرار الجمعية الثقافية هواري بومدين بسبدو وجمعية أفراح عين دوز وجمعية الأخوين بالغزوات وجمعية النشاطات الثقافية لبني سنوس وجمعية شباب الأمل لتلمسان وذلك بهدف تثمين هذا الطبق المشهور عبر مختلف مناطق الجزائر وأوضحت مديرة المركز المذكور عمري رشيدة أنه يتم من خلال هذه التظاهرة إبراز مختلف أنواع الكسكسي في الجزائر والاختلاف بينها لاسيما من خلال طرق التحضير والمكونات التي يحتوي عليها (خضر لحم خروف لحم دجاج لحم مجفف وسمك وحتى الحليب واللبن). وقد قام المنظمون لهذه التظاهرة بتقديم شروحات للزوار حول التسميات المختلفة للكسكسي بمناطق البلاد على غرار كسكسي سكسو وطعام والنعمة والمردود والبربوشة وغيرها وكذا أدوات الطبخ المستعملة في تحضيره. وفي هذا الإطار شرحت عجوز من جمعية قرية عين الدوز للزوار مختلف مراحل تحضير هذا الطبق. ويتم تقديم هذا الطبق الذي صنف كتراث مغاربي غير مادي للإنسانية في مختلف المناسبات السعيدة منها والحزينة بتلمسان ومختلف ولايات الوطن على غرار مناسبات الختان والجنائز وأخرى مثل الوعدات والتويزة والاحتفال برأس السنة الأمازيغية يناير . وقد تم تخصيص جانب من هذا المعرض للصور الفوتوغرافية الفنية للمصور ناصر وضاحي من تيارت الذي يهتم بالتراث المادي وغير المادي بالجزائر.