استبشار بالتراويح.. واستنكار لالتهاب الأسعار بأيّ حال عُدتَ يا رمضان؟ يستقبل أبناء الجزائر والأمة الإسلامية رمضان شهر التوبة والغفران وكلهم أمل في أن يكون هذا الشهر الفضيل مناسبة للتطهر من الخطايا والتصالح مع ذواتهم وبعضهم وإصلاح شؤونهم الدينية والدنيوية وبينما شكّل قرار الترخيص بعودة صلاة التراويح إلى المساجد الجزائرية بعد غيابها العام الماضي بارقة أمل واستبشار كان التهاب أسعار العديد من المنتجات الاستهلاكية مثيرا للاستنكار والسخط بين المواطنين فبأيّ حال عُدتَ يا رمضان؟ عموماً عادت البهجة والسرور على وجوه الجزائريين إذ استبشروا خيراً بمناسبة رمضان هذا الموسم الذي يبدو أفضل من سابقه خصوصا بعدما أعلنت اللجنة الوزارية للفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأسبوع الفارط في بيان لها عن فتح المساجد المعنية بصلاة الجمعة والتراويح في الجزائر خلال الشهر الفضيل بشرط احترام البروتوكولات الصحية وشدّدت على أن تفتح المساجد لصلة العشاء قبل الأذان ب15 دقيقة وتغلق بعد أداء صلاة التراويح ب15 دقيقة وتؤدى صلاة العشاء بعد الأذان مباشرة بالإضافة إلى عدم تأدية صلاة التراويح في الطرق المتصلة بالمساجد حفاظا على النظام العام ويمكن الاستفادة من المرافق وساحات المساجد لاستيعاب أعداد المصلين في ظل احترام الإجراءات الوقائية المطلوبة أما بالنسبة للنساء فقد تم السماح لهن بأداء الصلاة شرط إتباع كل البروتوكولات الصحية ويستثنى منهن الحوامل والمرضعات ولا ينبغي لهن اصطحاب الأطفال وكبار السن والمرضى حرصا على سلامة الجميع والحد من إنتشار الفيروس. وفي سياق ذي صلة كانت قد أعلنت بالإضافة إلى الجزائر 6 دول عربية السماح بإقامة صلاة التراويح في المساجد مع تدابير احترازية مشددة ويتعلق الأم بكل من: الإمارات مصر والكويت والعراق والبحرين التي أعلنت فتح المساجد لصلوات الجمعة والتراويح خلال الشهر أمام الأشخاص المطعمين ضد فيروس كورونا شرط مرور أسبوعين على تلقيهم الجرعة الثانية وفق وكالة الأنباء الرسمية مساء الخميس أما بالنسبة للسعودية فقد أعلنت إقامة الفروض والتراويح وتوزيع وجبات فردية للإفطار بالمسجد الحرام في مكةالمكرمة لمن يحصل على تصريح من تطبيق اعتمرنا (تابع لوزارة الحج والعمرة) وذلك بعد نحو 10 أيام على إعلان إقامة التراويح بالمسجد النبوي في المدينةالمنورة وفق رئاسة شؤون المسجدين في 28 مارس الماضي مع السماح باستمرار فتح بقية مساجد المملكة خلال رمضان شرط الالتزام بالتدابير الوقائية من الفيروس. وعلى الصعيد الاجتماعي كانت معظم العائلات الجزائرية قد دخلت في حالة تأهب قصوى استعدادا لاستقبال شهر رمضان بداية من تنظيم وتنظيف البيوت إلى اقتناء المستلزمات الخاصة بهذا الشهر الفضيل وفقا لما توارثته من عادات وتقاليد الأجداد غير أن التهاب الأسعار قد نغّص هذه الاستعداد إلى جانب ندرة بعض السلع وفي مقدمتها الزيت والحليب. وشهدت الجزائر في أيام شعبان انتعاشا في حركية الأسواق خصوصا تجارة بيع الأواني والتوابل التي اكتسحت معظم طاولات الأسواق الشعبية والتي بدأت رائحة التوابل تملأ أرجائها معلنة بداية أجواء شهر رمضان الكريم فالمتجول في أسواق العاصمة يلاحظ الكم الهائل من أكياس التوابل المختلفة التي يلتف حولها والتي لا يمكن أن يمر دون أن تعطره رائحتها المختلفة كما بدأ قبل أيام من الآن التجار التحضير لاستقبال شهر رمضان الكريم من خلال عرضهم لمختلف السلع الرائجة في هذا الموسم والتي يكثر الإقبال عليها مثل الأواني الفخارية وأطقم القهوة والشاي وغيرها التي لا تغيب عن المطبخ ككل سنة أضف إلى ذلك حضور قوي ل العينة والفريك والزبيب والمشمش الجاف التي يلاحظ أيضا إقبالا معتبرا من طرف المواطنين عليها مقارنة مع العام الماضي في ظل الأزمة التي مرت بها الجزائر والعالم ككل بسبب فيروس كورونا. ووسط لهفة وتهافت كثير من المواطنين واستغلال المضاربين الوضع لتحقيق هامش كبير من الربح يعود رمضان وتعود معه نسمات روحية كما تعود معه صور التكافل والتضامن ومطاعم الرحمة.. وكل عام وأنتم إلى الله أقرب..