تدابير وقائية مكثفة بعد تسجيل عدة حالات والسلطات تُطمئن طوارئ جزائرية بسبب كورونا الهندية* مدير معهد باستور: نجحنا في تطويق بؤرة السلالة الجديدة منحى الإصابات اليومية بكورونا يلامس الرقم 300 مجدداً* س. إبراهيم* تسببت كورونا الهندية في طوارئ جزائرية حقيقية خشية اتساع دائرة الإصابات بهذا الفيروس المتحور المخيف وإلى جانب تصريحات كل من وزير الصحة ومدير معهد باستور المُطمئنة نسبياً فقد اتخذت مديرية الصحة السكان وإصلاح المستشفيات لتيبازة تدابير وقائية شديدة لمحاصرة انتشار السلالة الهندية (B.1.617) بعد إكتشاف لأول مرة 6 حالات منها بالولاية فيما واصل منحى الإصابات اليومية بكورونا ليلامس الرقم 300 مجدداً. سجلت 282 إصابات جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) و9 وفيات خلال ال 24 ساعة السابقة في الجزائر فيما تماثل 159 مريضا للشفاء حسب ما كشفت عنه أمس الثلاثاء وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان لها. وقد بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة 122.999 حالة من بينها 282 إصابة جديدة بينما بلغ العدد الإجمالي للمصابين الذين تماثلوا للشفاء 85.693 شخص والعدد الإجمالي للوفيات 3.289 حالة. وحسب نفس المصدر يتواجد حاليا 26 مريضا في العناية المركزة. كما أفاد البيان بأنه تم إحصاء 22 ولاية لم تسجل بها أي حالة جديدة و17 ولاية سجلت أقل من 9 حالات فيما سجلت 9 ولايات أخرى أزيد من 10 حالات. وفي هذا الإطار توصي الوزارة المواطنين بضرورة الالتزام باليقظة مع احترام قواعد النظافة والمسافة الجسدية والارتداء الإلزامي للقناع الواقي والامتثال لقواعد الحجر الصحي. كما تؤكد على أن الالتزام الصارم من قبل المواطنين بهذه الإجراءات الوقائية إلى جانب أخذ الحيطة والحذر هي عوامل مهمة إلى غاية القضاء نهائيا على هذا الوباء. تحقيقات وبائية واسعة من جانب آخر أكدت مديرية الصحة بتيبازة أنه تمّ تجنيد فرق طبية للقيام بعملية تحقيقات وبائية واسعة بمحيط المصابين مع إخضاع الأشخاص الذين كانوا في احتكاك مباشر مع تسجيل أول حالة إيجابية للسلالة الهندية للحجر الطبي الطوعي حسب ما اوضحه لوأج مدير الصحة محمد بورحلة. وشملت التحقيقات الوبائية والتحاليل الطبية 60 شخصا أجروا جميعهم التحاليل الطبية المخبرية مع إخضاعهم للحجر الصحي المنزلي فيما تم عزل الحالات المؤكدة وإخضاعها أيضا للمراقبة الطبية الدورية من قبل فريق طبي متخصص حسب توضيحات المدير. وكان معهد باستور بالجزائر قد أعلن الإثنين عن إكتشاف لأول مرة عن ست (6) حالات من السلالة الهندية في ولاية تيبازة. وأوضح ذات المصدر أنه تم الكشف لأول مرة عن 06 حالات من السلالة الهندية (B.1.617) في ولاية تيبازة مشيرا إلى أن هذه السلالة التي تم اكتشافها هي من النوع الفرعي 2 (sous-type 2) الذي يحتوي على اختلافات مقارنة بالطفرة الهجينة المنتشرة حاليا في الهند (غياب طفرة E484K) . وبالمناسبة ذكر معهد باستور بأن منظمة الصحة العالمية قد صنفت هذه السلالة على أنها سلالة تحت المراقبة يأتي ترتيبها بعد ما يسمى بالسلالات المثيرة للقلق المتمثلة في السلالات البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية . وفي هذا السياق أكد مدير الصحة استقرار الحالة الصحية للحالات الست المصابة بالسلالة الهندية إلا أنه أعرب في نفس الوقت عن مخاوفه من تداعيات التراخي الصارخ وعدم التقييد بالتدابير الصحية الوقائية لمكافحة انتشار الوباء خاصة ما يلاحظ هذه الايام من لامسؤولية مفرطة داخل الأسواق والمراكز التجارية التي تعج بالحركة . كما جدد السيد بورحلة التذكير بأن الإبقاء على درجة كبيرة من اليقظة والوعي وروح المسؤولية لدى المواطن تبقى بالغة الأهمية ووحدها كفيلة بمحاصرة انتشار هذا الوباء بولاية تيبازة. للإشارة ظلت ولاية تيبازة لوقت طويل خارج دائرة الخطر وغير ملزمة بتدابير الحجر المنزلي التي تفرضها الحكومة كل أسبوعين قبل أن تدرج مجددا في القائمة الموسعة للولايات المعنية بتلك التدابير وعددها 39 ولاية في آخر تعديل على مواقيت الحجر المنزلي الذي أعلنت عنه مصالح الوزير الاول. ومع تسجيل هذه المستجدات بخصوص الوضعية الوبائية بولاية تيبازة في ظل ظهور سلالة جديدة يدعو مدير الصحة المواطنين إلى الالتزام بأشد الصرامة بالقواعد الأساسية المنصوص عليها في البروتوكول الصحي (ارتداء الأقنعة الواقية والتباعد الجسدي والغسل المتكرر لليدين) والتي تمثل في هذه الظروف الضمان الوحيد للحد من انتشار هذا الفيروس وتجنب تسجيل المزيد من الحالات . وأعلن معهد باستور أمس أيضا عن تسجيل 37 حالة جديدة من السلالة البريطانية (B.1.1.7) عبر بعض ولايات الوطن وذلك في إطار البحوث الجينية المتعلقة بمراقبة السلالات المتحورة لفيروس SARS-CoV-2 التي يقوم بها المعهد. وتتوزع تلك الحالات حسب بيان معهد باستور كالتالي: 23 حالة في ولاية الجزائر و05 حالات في ولاية البليدة و03 حالات في كل من ولاية بجاية والمسيلة وحالة واحدة (01) بكل من ولاية قسنطينة والمدية وميلة. وقد بلغ إجمالي الحالات المؤكدة من هذه السلالة منذ تاريخ 25 فيفري الفارط 180 حالة في حين لم تسجل اي حالة للسلالة النيجيرية (B.1.525). بن بوزيد: دخول السلالة الهندية لكورونا لا يعني موجة ثالثة أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد أن تسجيل الإصابات الست بالسلالة الهنديةبالجزائر لا يعني بالضرورة أننا بصدد موجة ثالثة من الوباء معلنا عن مباشرة تحقيقات وبائية لتطويق رقعة الوباء. وقال عبد الرحمان بن بوزيد خلال زيارة عمل قادته إلى مستشفى سليم زميرلي بالحراش إن اكتشاف السلالة الهندية لفيروس كورونا التي تبين انها جاءت بعد اصابة رعية هندي مقيم حيث تم الكشف عنها بمستشفى القليعة وتبعها تحقيق للكشف عن باقي الاصابات داعيا المواطنين إلى ضرورة التحلي باحترام الإجراءات الوقائية باعتبارها الحل الأمثل حاليا لتفادي موجة ثالثة. من جهة أخرى أوضح وزير الصحة أن اتخاذ الهند لقرار تجميد تصدير لقاحات كورونا وتحويل إنتاجها إلى مواطنيها بسبب تدهور الوضع الصحي أثر على عدد الجرعات التي كانت ستتلقاها الجزائر. وقال بن بوزيد في السياق ذاته كنا ننتظر استلام كمية معتبرة من اللقاحات يوم الجمعة قادمة من الهند إلا أن هذه الاخيرة قررت وقف عمليات تصديرها للقاح بسبب الوضعية الوبائية التي تعاني منها حاليا معلنا أن الجزائر سبق لها أن دفعت ما قيمته 15 بالمائة من مبلغ الحصة التي كنا نود الحصول عليها وحاليا سندرس كل الاحتمالات الممكنة لمواجهة هذا الوضع . و أكد الوزير ان الديبلوماسية الجزائرية ستعمل من أجل الحصول على الحصص التي تلزمها من اللقاح فيما يبقى الالتزام بالبرتوكول الصحي والتدابير الوقائية أفضل سبيل للحفاظ على الاستقرار الذي وصلت اليه بلادنا في مواجهة هذه الجائحة . درار: الإصابات بالسلالة الهندية تعود لرعايا هنود وتم تطويق البؤرة كشف المدير العام لمعهد باستور فوزي درار أمس الثلاثاء أن الإصابات الستة من السلالة الهندية المسجلة بولاية تيبازة تعود لرعايا هنود يعملون بورشة بناء مشيرا إلى أن التحقيقات الوبائية أفضت إلى تطويق البؤرة لمنع انتشارها. وأوضح درار لدى نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح الذي تبثه القناة الإذاعية الأولى أن السلالة مختلفة عن تلك المتفشية في الهند وأنها من النوع الفرعي الذي يحتوي على اختلافات مقارنة بالطفرة الهجينة المتفشية حاليا في الهند. ويجدر التذكير بأن منظمة الصحة العالمية قد صنفت هذه السلالة على أنها سلالة تحت المراقبة يأتي ترتيبها بعد ما يسمى بالسلالات المثيرة للقلق المتمثلة في السلالات البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية. في السياق لفت درار إلى أنه وبعد تشخيص الإصابة الأولى بالسلالة الهندية شرعت المصالح المختصة في إجراء تحقيق وبائي أفضى إلى تحديد خمس حالات أخرى في نفس الموقع وتطويق البؤرة. من جهة أخرى أكد درار أن كل اللقاحات المستعملة حاليا ضد كورونا تبقى مقاومة وفعالة في الحماية ضد جميع السلالات الجديدة لكوفيد-19 المعلن عنها مؤخرا. على صعيد متصل شدد المدير العام لمعهد باستور أن تطبيق إجراءات الوقاية من تباعد جسدي وارتداء الكمامات واستخدام المعقمات والالتزام بالبرتكول الصحي يبقى السبيل الوحيد لاحتواء الوباء ومنع انتشاره مشيرا إلى أن الرهان معقود على وعي المواطن لإعطاء فرصة لعملية التلقيح حتى تؤتي أكلها. واستبعد درار أن تتأثر شحنات اللقاح المتفق عليها على اعتبار أنها تصنع في الهند الذي يعاني من تفشي كبير للوباء وقال إن القطاع الصحي ينتظر وصول شحنات جديدة من اللقاحات قريبا.