تخوض معركة البناء بعد النكبة بكل عزم عائلات تعود إلى قراها بتيزي وزو
تمكنت عدة عائلات منكوبة كانت قد فرت من الحرائق التي مست عدة مناطق بولاية تيزي وزو من العودة لقراها بعدما استقبلت بالبويرة التي شهدت هبة تضامنية لمساعدتهم في هذه الظروف الصعبة بحيث تحاول تلك العائلات لململة جراحها والبداية من جديد بكل تحد وعزم . نسيمة خباجة الحرائق الأخيرة خلفت خسائر مادية معتبرة بالإضافة إلى الخسائر البشرية وأدخلت العائلات المتضررة في نكبة وحزن شديد بعد احتراق أراضيها ومنازلها ولعل أن العودة إلى الحياة الطبيعية يتطلب خوض معركة البناء والتشييد بكل حزم كما تعزم الدولة على مرافقة العائلات المتضررة للخروج من محنتها وتعويضها عن الأضرار المادية الناجمة عن احتراق أراضيها ومنازلها ومواشيها. في نفس السياق كان حوالي 100 شخص من بينهم عائلات قد فروا من منطقة آث واسيف وتيمغراس (بلدية بومهدي) وتم استقبالهم في المركز الوطني للرياضة والتسلية بتيكجدة أين وفرت لهم كافة ظروف الحياة والراحة. وفي هذا الصدد قال المكلف بالإعلام بذات المركز محمد أمزيان بلقاسمي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية: استقبلنا حوالي 100 شخص من بينهم عائلات وأطفالهم وقمنا بوضع تحت تصرفهم كل شيء لمساعدتهم في هذه الأوقات الصعبة . وأشار ذات المتحدث إلى أنه تم استقبال عدة أشخاص مرضى والتكفل بهم على مستوى المركز قبل عودتهم لقراهم بعد ثلاثة أيام. وتسببت الحرائق التي إندلعت في 9 أوت الجاري بعدة بلديات بولاية تيزي وزو في وفاة 49 مواطنا وأكثر من20 جنديا حسب حصيلة مؤقتة للنائب العام لدى مجلس قضاء تيزي وزو. كما تسببت هذه الحرائق في إتلاف أكثر من 25.000 من الغطاء النباتي من بينها 8.800 شجرة مثمرة و100.880 رأس من الحيوانات حسب المصالح المختصة. مساعدات ومؤونة للعائلات وفي لفتة تضامنية قام المركز الوطني للرياضة والتسلية بتيكجدة بإرسال مساعدات على شكل أسرة كاملة للعائلات المنكوبة خصوصا في منطقة آث واسيف وقرية تيمغراس القريبة من تيكجدة وأوضح السيد بلقاسمي نزود أيضا بالماء العائلات والأشخاص المخيمين على مستوى موقع أسوال. هذه العائلات تمكنت من العودة لقراها الخميس الماضي . كما تم استقبال حوالي 40 عائلة هربت من النيران بآث واسيف من طرف لجنة القرية المحاذية بإيلييتن التابعة لبلدية صهاريج حيث فتح السكان لهم منازلهم وساهموا في نجدتهم وقاموا بتقديم المساعدات اللازمة لهم وأشاد عز الدين سيدهم شاب من قرية آث عباس (واسيف) بالهبة التضامنية من طرف مواطني إيلييتن لمساعدة السكان المنكوبين بالبلديات المجاورة بتيزي وزو. وقال في هذا الصدد أحيي الهبة التضامنية الكبيرة من طرف قرية إيلييتن التي استقبلتنا في ظروف جيدة وأشكرهم كثيرا . تآزر مع العائلات المنكوبة وفر هذا الشاب مع عائلته إلى ولاية البويرة من قرية آث عباس أين بدأوا بصعوبة في تسوية أوضاعهم عقب هذه المحنة الصعبة التي مروا بها. وقال في هذا الصدد تم إتلاف كل شيء هنا جراء الحرائق حتى منازلنا. سنعيد بناء كل شيء رغم أنه أمر صعب . ومن جهته أوضح الشاب بلال مرزوق عضو لجنة القرية لوكالة الانباء الجزائرية استقبلنا حوالي 40 عائلة أتلفت منازلهم جراء النيران بآث واسيف وآث يني. كل شيء جرى في ظروف تضامنية وأخوية. نجحت لجنتنا في توفير كل الإحتياجات للعائلات وأطفالهم . وذكر ذات المتحدث أن معظم العائلات تمكنت من العودة لقراها بعد ثلاثة أيام. ونبقى دائما تحت تصرف إخواننا بتيزي وزو . كما احتضنت قرية تاقربوست عاصمة بلدية أغبالو بأقصى شرق البويرة حوالي عشرة عائلات منكوبة فرت من حرائق غابة إفرحونن عين الحمام وآث مسلاين (بلدية أقبيل) وبفضل التجند التام لسكان تاقربوست وبتأطير من جمعية أقراو الخير تم إستقبال هذه العائلات والتكفل بها . قمنا بإجلاء حوالي 10 عائلات من إفرحونن وعين الحمام وآث مسلاين وبعضهم عاد لقراهم حسبما أوضحه يوغرطا تاوعديت عضو هذه الجمعية. وقال المتحدث: هيأنا المدرسة الابتدائية طراد حسين لإستقبال أربع عائلات أخرى فيما تم التكفل بالباقي من طرف أقاربهم بتاقربوست . وتواصل جمعية أقراو الخير في إطار العملية التضامنية نشاطاتها لمساعدة السكان المنكوبين بولاية تيزي وزو. وكان الوزير الأول وزير المالية السيد أيمن بن عبد الرحمان قد أعلن الخميس الماضي بتيزي وزو أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمر باستحداث صندوق خاص لتعويض المتضررين من حرائق الغابات للتكفل في أقرب وقت ممكن بانشغالاتهم مؤكدا أن هذا التعويض سيشمل كل المناطق المتضررة منطقة بمنطقة وأنه تم تسخير كل الإمكانيات الوطنية من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها .