في ظل ظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر هل يتم تأجيل الدخول المدرسي؟ جاءت دعوة بعض نقابات قطاع التربية إلى تأجيل الدخول المدرسي المقرر في سبتمبر القادم لتفتح باب التساؤلات بشأن إمكانية إرجاء الموعد الهام للمنظومة التربوية بكاملها لاسيما في ظل الظروف الصحية المعقدة وموجة الحرائق التي شهدتها العديد من ولايات الجزائر. قبل أيام قليلة أكدت نقابات التربية أهمية الإسراع في عملية التلقيح ضد كوفيد-19 لمنتسبي القطاع تحسبا للدخول المدرسي المقبل والذهاب إلى تلقيح التلاميذ في فترات لاحق ونقل موقع الإذاعة الجزائرية عن مصدر نقابي قوله إن التوقيت بين الجرعة الأولى والثانية يجب أن يكون على الأقل 15 يوما ما يستدعي تأجيل الدخول المدرسي بنفس الفترة على الأقل مشددا على أن التأجيل لن يكون من أجل العطلة والراحة بل لتأمين عمال التربية ودعا بدوره إلى تلقيح التلاميذ أيضا. وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء الأحد الماضي قد أكد أن الدخول المدرسي والجامعي والمهني مرتبط بتلقيح جميع عمال ومنتسبي هاته القطاعات. وإلى جانب دعوة النقابات إلى تأجيل العودة للأقسام يخشى أولياء التلاميذ أن تتحول المدارس إلى بؤر لتفشي الوباء لاسيما أن المتحور دالتا أصبح يمس جميع الأعمار دون استثناء. ولا يُعد الهاجس الصحي السبب الوحيد لاحتمال تأجيل الدخول المدرسي حيث كانت الجزائر في الأيام الأخيرة على موعد مع موجة الحرائق التي خلفت الكثير من الأضرار والخسائر البشرية والمادية وقد تركت أثرا كبيرا في نفوس الجزائريين. ويبدو من المنطقي أن يتم تأجيل الدخول المدرسي على الأقل في المناطق التي تضررت كثيرا من هذه الحرائق. ولاتزال العائلات المنكوبة تنتظر تسوية وضعيتها علما أن بعضها قد خسرت البيوت التي تأويها فلا يمكنها مواكبة الدخول المدرسي في التوقيت المقرر. وكانت وزارة التربية الوطنية قد أعلنت في بيان أصدرته يوم 11 جويلية الماضي أن رزنامة الدخول المدرسي ستكون على النحو الآتي: الموظفون الإداريون: الأحد 29 أوت 2021 صباحا الأساتذة: الأربعاء أول سبتمبر 2021 صباحا التلاميذ: يوم الثلاثاء 7 سبتمبر 2021 صباحا وبذلك لم يتبق سوى أقل من أسبوعين على بداية الموسم الجديد من خلال دخول الإداريين نهاية الشهر الجاري. وفي ظل هذه الظروف والأوضاع لا يستبعد المتتبعون أن يتم تأجيل الدخول المدرسي بضعة أسابيع أخرى بقصد توفير الأجواء اللائقة واللازم توفيرها بما يسمح بتحقيق دخول آمن وناجح لكل أطراف المعادلة التربوية.