كورونا أخلطت أوراق المصطافين والوكالات موسم صيفي كئيب بالولايات الساحلية عاشت معظم الولايات الساحلية خلال هذا الموسم تذبذبا في استقبال زوارها من المصطافين بسبب ما فرضته الجائحة لاسيما مع الموجة الثالثة التي كانت أكثر شراسة في الجزائر مما أدى إلى إصدار الغلق الفوري والمستعجل للشواطئ -سابقا- فعادت العائلات أدراجها وكانت الشواطئ كئيبة وخالية من عشاق نسمات البحر. نسيمة خباجة تشهد أغلب الولايات الساحلية على غرار ولاية مستغانم موسم اصطياف حذر في إطار تدابير الوقاية الصارمة من فيروس كورونا مما أجبر العائلات المستغانمية والوافدة على الولاية على البحث عن عطلة آمنة تراعي إجراءات الوقاية من العدوى وتساعد على قضاء هذه الفترة الصيفية في أحسن الظروف. وبدت شواطئ مستغانم خلال فترة الغلق على غرار سيدي المجدوب و المطربة بالكورنيش الشرقي للمدينة (خروبة) وشاطئ صابلات ببلدية مزغران خالية تماما من المصطافين فعلى غير العادة في مثل هذا الوقت من السنة لا وجود لأي حركة في هذا المكان الذي كان قبل أسابيع فقط يعج بالضوضاء وسيارات المواطنين القادمين من مختلف ولايات الوطن. نفس المشاهد تعرفها الواجهة البحرية صلامندر التي كانت تعرف في مثل هذا الشهر الذي يعتبر ذروة موسم الاصطياف حركية كبيرة للمصطافين ونشاطا تجاريا رائجا فبعض المطاعم السياحية مغلقة والمقاهي رفعت الطاولات تطبيقا لإجراءات غلق الشواطئ المطبقة سابقا. الموجة الثالثة تلغي التحضيرات بدأت ولاية مستغانم التحضير لموسم الاصطياف لهذه السنة مبكرا فرصدت أغلفة مالية هامة لتهيئة الشواطئ وتجهيزها لاستقبال المصطافين في أحسن الظروف حسب المدير الولائي للسياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي عبد السلام منصور وقال السيد عبد السلام في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية أن الموسم وبالرغم من تأخره شهرا كاملا وافتتاحه في شهر جويلية الماضي عرف توافدا كبيرا للمصطافين والعائلات من مختلف ولايات الوطن وبلغ الحجز على مستوى الفنادق والإقامات السياحية التي يبلغ عددها 33 مؤسسة سياحية وطاقتها الإجمالية 3.800 سرير 100 في المائة. ورفعت هذه المؤشرات الإيجابية آمال المهنيين ولاسيما الوكالات السياحية التي قدمت خدمات الإيواء (الحجز) والإطعام والنقل والترفيه للعائلات (برنامج سياحي متكامل) في موسم جيد من شأنه المساهمة في التعافي من تأثيرات الحالة الوبائية للعام الماضي يضيف ذات المسؤول. تلاشت هذه الآمال بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وإقرار السلطات العمومية لعدد من الإجراءات الوقائية والتي مست على الخصوص في السابق غلق الشواطئ وفضاءات الترفيه والتسلية (حديقة موستالاند و خروبة أكوابارك ) والحجر الصحي المنزلي من الثامنة ليلا إلى السادسة صباحا في اليوم الموالي طبقا للإجراءات السابقة. ولم تشمل هذه القرارات -وفقا للسيد عبد السلام- الفنادق والإقامات السياحية التي واصلت النشاط مع التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي الوقائي وتكثيف لخرجات مفتشي السياحة لمراقبة مدى الالتزام بالقواعد الصحية ولاسيما التباعد الجسدي وارتداء القناع الواقي. وأدت هذه الإجراءات إلى إلغاء عدد كبير من الحجوزات على مستوى الفنادق (80 في المائة) ولاسيما تلك التي لا تتوفر على المسابح وتراجعت نسبة شغل الأسرة على مستوى هذه المؤسسات السياحية إلى ما بين 35 و40 في المائة وفقا لما ذكره الممثل الولائي للفيدرالية الوطنية للفندقة والإطعام نور الدين ماز. وقال السيد ماز إن سبع مؤسسات فندقية من مجموع 34 مؤسسة على مستوى الولاية لا تزال تعمل في ظل هذه الظروف الاستثنائية بينما فضلت عديد المطاعم السياحية التي تعول على الفترات المسائية غلق أبوابها بشكل كامل داعيا إلى التكيف مع الوضعية الصحية والتطبيق الصارم للبروتوكول الوقائي. انشغالات تواجهها وكالات السياحة والأسفار التي تعاني بدورها للسنة الثانية على التوالي من تأثيرات كوفيد-19 التي أدت إلى تعليق الرحلات الجوية والبحرية (بيع التذاكر) وإلغاء الحجوزات في الفنادق خاصة في الخارج وتوقف نشاط العمرة الرائج خلال شهر رمضان المبارك يقول مدير وكالة أوديسي فوياج على بوكبير لوكالة الانباء الجزائرية. وكبدت هذه الوضعية الوكالات السياحية خسائر كبيرة مع عجز المهنيين على إيجاد بدائل من خلال السياحة الداخلية أو تنظيم الرحلات إلى الجنوب أو الولايات الساحلية يضيف ذات المتحدث. عطلة حذرة وحركة محدودة وبعيدا عن ذلك لم تؤثر الإجراءات الاستثنائية بشكل كبير على سوق كراء المنازل الذي يعرف إقبالا معتبرا للعائلات القادمة من عدة ولايات حسب المهتمين بهذا النوع من الإقامة لقضاء العطلة. وتتراوح الأسعار بين 5 آلاف و12 ألف دج لليلة الواحدة حسب قرب المكان من البحر والتجهيزات التي يتوفر عليها المسكن محل الإيجار وهي أسعار مناسبة بالمقارنة مع الفنادق والإقامات السياحية خاصة للباحثين عن عطلة بتكاليف أقل. وعرفت سوق الكراء انتعاشا خلال شهر جويلية الماضي قبل أن تخسر النصف (50 في المائة) بسبب تردد العائلات التي فضلت بعضها تقليص مدة الإيجار إلى خمسة أيام وقضاء عطلة بحركة أقل وفي أماكن مفتوحة. وفضلت السيدة عقيلة وهي موظفة قضاء العطلة بالمنزل والتنزه مع أطفالها بالواجهة البحرية جبل الديس-شاطئ الشليف مع الحرص الدائم على التباعد الاجتماعي خلال هذه الفترة التي كانت في السابق تطبعها المناسبات العائلية ولاسيما حفلات الزفاف. وقالت ذات المتحدثة أن هذه الجائحة غيرت كثيرا من سلوكياتنا ودفعتنا لتكييف علاقاتنا مع المخاوف الصحية وجعلتنا نحرص دائما على حماية أنفسنا وغيرنا . وبلغ عدد الوافدين على ولاية مستغانم العام الماضي بعد فتح موسم الاصطياف الذي دام شهرا ونصف (من 15 أوت إلى 30 سبتمبر) 5ر4 مليون مصطاف وهو ما يمثل أقل من 50 في المائة من المصطافين خلال 2019.