حرصاً على تمتين علاقات الأخوة وتوسيع مجالات التعاون* الرئيس تبون في تونس اليوم *ف. ز* يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ابتداء من هذا الأربعاء في زيارة دولة إلى تونس تدوم يومين حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية أمس الثلاثاء وجاء في البيان: بدعوة من أخيه قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى جمهورية تونس الشقيقة تدوم يومين ابتداء من الأربعاء 10 جمادى الأولى 1443 ه الموافق ل15 ديسمبر 2021 . تندرج هذه الزيارة -يضيف بيان رئاسة الجمهورية- في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون والارتقاء به إلى مستوى نوعي يجسد الانسجام التام والإرادة المشتركة لقيادتي البلدين وشعبيهما . وتشكل الزيارة فرصة لترجمة الديناميكية التي شهدتها علاقات البلدين منذ تولي الرئيسين عبد المجيد تون وقيس سعيد رئاسة البلدين في توقيت زمني واحد . وتتجلى هذه الديناميكية بشكل كبير في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين والتي كانت آخرها زيارة الوزير الاول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان إلى تونس على رأس وفد وزاري هام وقبلها زيارة رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن إلى الجزائر أواخر شهر نوفمبر المنصرم. كما تأتي زيارة الرئيس تبون إلى تونس ردا على زيارة الرئيس قيس سعيد إلى الجزائر في فبراير من سنة 2020 في أول خرجة له بعد انتخابه رئيسا للبلاد تعبيرا منه عن مدى عمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين. وقد تم خلال تلك الزيارة رسم الخطوط العريضة للتعاون المستقبلي بين الجزائروتونس حيث تم التأكيد على التطابق التام والمطلق في وجهات النظر بين البلدين على كل المستويات من بينها القضايا الجهوية والدولية وفي مقدمتها الملف الليبي. وجددت الجزائر يومها على لسان الرئيس تبون التزام الجانبين بالاستمرار في مكافحة الإرهاب مع تفعيل كل الآليات لمحاربته على الحدود على اعتبار أن أمن واستقرار تونس من أمن واستقرار الجزائر بالإضافة إلى الاتفاق على تنمية المناطق الحدودية والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين. وبالرغم من تداعيات جائحة كورونا وما سببته من غلق للحدود وتعطيل في حركة التبادل على المستوى العالمي إلا أن الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد حرصا على ضمان التواصل بين البلدين من خلال المكالمات الهاتفية التي لم تنقطع وذلك من أجل بحث مستجدات مختلف القضايا التي تعرفها المنطقة وسبل ترقية التعاون الثنائي ناهيك عن الزيارات المتعددة المتبادلة بين مسؤولي البلدين. و تجسيدا لعمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين اللذين امتزجت دماؤهما في ساقية سيدي يوسف خلال الثورة التحريرية المباركة فإن الجزائر كانت في كل مناسبة تجدد دعمها لاستقرار تونس وأمنه خاصة خلال الفترة الاخيرة التي عاشها هذا البلد. وبهذا الخصوص أكد الرئيس تبون مرارا بأن ما يمس تونس يمس الجزائر وأن من تسول له نفسه المساس بأمن تونس سيجد الجزائر بالمرصاد مشددا على أن الجزائر لا تقبل الضغط على تونس من قبل أطراف خارجية . وبشان القضايا الاقليمية أخذ الملف الليبي حيزا هاما من مشاورات وتنسيق البلدين انطلاقا من عوامل الجوار والاخوة التي تربط البلدان الثلاثة حيث أبدى الطرفان في كل المناسبات تمسكهما بالحل السلمي المبني على الحوار ولم الشمل حفاظا على أمن ليبيا ووحدتها الترابية وبعيدا عن لغة السلاح التي لم يجن منها الشعب الليبي إلا الدمار والخراب على مدى سنوات. إدخال مزيد من الديناميكية على التعاون الاقتصادي وعلى الصعيد الاقتصادي والتجاري فإن الجزائروتونس عازمتان على إدخال مزيد من الديناميكية على آليات تعاونهما لاسيما في مجالات التنمية والاندماج الاقتصادي وتنمية المناطق الحدودية لتستجيب لتحديات ومتطلبات المرحلة بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. كما يعمل الجانبان على استئناف انعقاد اجتماعات اللجان المشتركة لدفع التعاون والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي كمحرك للعمل والاندماج وتوحيد الفضاء المغاربي لصالح شعوب المنطقة مثلما أكد عليه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة لدى استقباله من طرف الرئيس التونسي. وضمن هذا التوجه تم خلال الزيارة الأخيرة للوزير الاول أيمن بن عبد الرحمان إلى تونس عقد جلسات عمل قطاعية في مجالات المالية التجارة وترقية الصادرات الطاقة الصناعة والمناجم وكذا الأشغال العمومية. للإشارة فان الجزائر مرتبطة مع تونس منذ 2008 باتفاقية تفضيلية سمحت برفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين بشكل محسوس.