ربيقة يدعو إلى مواصلة توثيق وتدوين تاريخ الثورة وزارة المجاهدين تنجز شريطاً وثائقياً عن اتفاقيات إيفيان أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة أمس السبت بالجزائر العاصمة على مواصلة توثيق تاريخ الثورة التحريرية وتدوينه لتبليغه للأجيال الصاعدة. وفي كلمة له قرأها نيابة عنه مدير المركز الوطني للبحث في الحركة الوطنية والثورة التحريرية جمال الدين ميعادي في وقفة استذكارية لشهداء شهر مارس تحت شعار إخواني لا تنسوا الشهداء دعا الوزير أبناء لجزائر إلى أن يتخذوا الرصيد البطولي للشهداء نهجا متينا يعتزون به في رفع تحديات . كما اعتبر السيد ربيقة أن تضحيات الشهداء بمثابة درس بليغ للأجيال في تقوية الوحدة وتماسكها حيث شدد على ضرورة توثيق تاريخنا المجيد وتدوينه وتبليغه للأجيال الصاعدة . وأضاف الوزير أن شهر مارس يعد فرصة ل نستذكر ثلة من الشهداء أبطال الجزائر الصناديد وقادة الثورة التحريرية المجيدة الذين ارتوت دمائهم أرض الجزائر الطاهرة الزكية وخطوا ألمع سطور التاريخ وصنعوا ملاحم بطولية في الفداء والتضحية . ويرى بأنّ هذه الذكريات المجيدة التي يتم استحضارها كل مرة تبقى راسخة في تاريخنا البطولي مشيرا في هذا الإطار إلى أنه بعد أيام قلائل تحتفل الجزائر بالذكرى ال60 لعيد النصر المصادف ليوم 19 مارس 1962 تحت شعار إصرار وانتصار . واعتبر الوزير عيد النصر ثمرة جهد مقدس للشعب الجزائري ضد قوى الظلم حيث أرغم المستعمر على التفاوض للاعتراف بحق الشعب الجزائري في الحرية واستعادة الجزائر سيادتها كاملة غير منقوصة بعد التوقيع على اتفاقية إيفيان . وفي سياق آخر أنجزت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق شريطا وثائقيا عنوانه المفاوض الجزائري استوقف محطة حاسمة في مسار نضال الشعب الجزائري الذي توج بانتصار القضية الجزائرية وذلك في اطار احياء الذكرى ال60 لاتفاقيات إيفيان (19 مارس 1962-2022). و يبرز الشريط (52 دقيقة) لمخرجه الطيب توهامي من خلال شهادات مجاهدين وسياسيين ومؤرخين الدور الكبير الذي لعبه المفاوض الجزائري في مختلف مراحل المفاوضات مع المستعمر الفرنسي التي توجت بانتصار القضية الوطنية العادلة بعد أن أفضت هذه المفاوضات إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير تلاها وقف اطلاق النار والاعلان يوم 5 جويلية 1962 عن استرجاع السيادة الوطنية. وفي هذا الشأن أكدت شهادات كل من رضا مالك وحسين بن معلم وحسين زهوان وأساتذة ومؤرخون من أمثال عمار رخيلة وعمر بوضرية ومحمد عباس أن المفاوض الجزائري الذي تجسد في خيرة ابناء هذا الوطن آمن بالاستقلال ورغم مناورات الطرف الفرنسي وحنكته ودهائه في مناقشة القضايا الحساسة ظل صامدا ثابتا على مواقفه وهو الذي تربى على شق دروب الصعاب وتعلم من مدرسة الحركة الوطنية والثورة التحريرية وخوض غمار المستحيل ولم تكن نتيجة تلك المفاوضات الا ثمرة من ثمارها . لقد كان الوصول إلى مفاوضات ايفيان وافتكاك الاستقلال طويلا وشاقا ومرت هذه المفاوضات بمراحل جد صعبة نتيجة تهرب المستعمر الفرنسي وعدم جديته ومحاولاته لإضعاف الثورة التحريرية حسب الشهادات التي أكدت أن فرنسا لم تهضم فكرة التفاوض مع رجال نعتتهم بأبشع الصفات إلا أنها رضخت في الاخير إلى الامر الواقع وأجبرت على الجلوس معهم حول طاولة واحدة وكانوا هم من سيروا اللقاء والحوار . وسلط الشريط الوثائقي الضوء أيضا على عظمة وحنكة المفاوضين الجزائريين في المفاوضات مع المستعمر الذين حرصوا على عدم التنازل عن أي شبر من أرض الجزائر ولا عن وحدتها الوطنية في الوقت الذي كانت فيه الدبلوماسية الجزائرية تكسب مزيدا من التأييد الدولي وتعكف على تمتين أواصر الصداقة حتى مع أهم حليف لفرنسا وهي الولاياتالمتحدةالامريكية. و من منطلق الترويج والتعريف بمحطة المفاوضات المفصلية في مسار الثورة التحريرية استعرض الشريط الوثائقي مختلف مراحل مفاوضات ايفيان بدءا من اللقاءات السرية التي جرت بالقاهرة في 12 أفريل 1956 ثم في بلغراد في 25 جويلية من نفس العام مرورا بمحادثات مولان (25-29 جوان 1960) التي اضطرت الجنرال ديغول على اعلان مشروع الجزائر-جزائرية واستئناف مفاوضات ثانية سبقت زيارة هذا الاخير إلى الجزائر لشرح مشروعه الذي استقبل بمظاهرات عارمة رافضة. وتلا ذلك مفاوضات لوسارن بسويسرا في فيفري 1961 ليعترف ديغول اثرها بحق الجزائريين في اقامة دولتهم وتبدأ بعدها في 20 ماي 1961 مفاوضات ايفيان الاولى التي تأخرت بسبب رفض جبهة التحرير الوطني إشراك أطراف أخرى في المفاوضات ولم يحسم في قضاياها الجوهرية بسبب تعنت الطرف الفرنسي واصراره على المساس بالوحدة الترابية وملف وقف اطلاق النار. كما تحدث الشريط عن محادثات لوغران (جويلية 1961) التي علقت بسبب تنكر فرنسا للسيادة الجزائرية على الصحراء وتجددت في أكتوبر من نفس العام اللقاءات في مدينة بال وبعدها في مدينة لي روس ومفاوضات ثانية في فيفري 1962 التي وافق المجلس الوطني للثورة بالأغلبية على قراراتها لتعقد مفاوضات ايفيان الثانية (7-18 مارس 1962) وتتوج باعلان توقيع الاتفاقية واقرار وقف اطلاق النار ومرحلة انتقالية وتنظيم استفتاء تقرير المصير.