ذكرت مجلة »تايم« الأمريكية أن حزب الله اللبناني أنشأ موقعاً صغيراً على قمة أحد الجبال النائية في جنوب لبنان، وقد تم اختيار هذا الموقع بدقة، إذ يشبه منطقة التلال والوديان في وادي البقاع، وهي ساحة القتال الجديدة المتوقعة حال اندلاع نيران الحرب مرة أُخرى بين حزب الله وإسرائيل. ونقلت المجلة عن أحد مقاتلي الحزب، قوله: »الحرب قادمة لا محالة، ولكننا لا نعرف متى سيحدث ذلك بالضبط«، مضيفاً أنهم وضعوا لتلك الحرب خطة كبيرة، مؤكداً أن هذه الحرب سوف تشهد نهاية إسرائيل. ونقلت صحيفة »الرأي« الكويتية عن تقرير المجلة، بينما يُصرُّ كل من حزب الله وإسرائيل على أنهما لا يريدان حرباً أخرى، ينكر كلا الطرفين استعدادَهما لاحتمال اندلاع نيران حربٍ جديدة بينهما. ومنذ نهاية المواجهة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، أنشأ حزب الله خطوطاً دفاعية جديدة ومواقع لإطلاق النار، في التلال المحيطة بالبقاع. وكان نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم قال الأسبوع الماضي: »إن إسرائيل تعيش في حالة من الارتباك لأنها تدرك أن أي اعتداء على لبنان سوف يفشل، مؤكداً على احتمال اندلاع مواجهة مسلحة جديدة بين الميليشيا اللبنانية وحزب الله في القريب العاجل«. وأشارت المجلة إلى أن ذلك من المحتمل ألا يحدث، ولكن مقاتلي حزب الله لا يبدون فقط مستعدين لتلك الحرب، بل إنهم يتطلعون بشوق لخوضها. ونقلت عن أحد أولئك المقاتلين قوله: »لا يهم، يمكننا إعادة إعمار ما سيتم هدمه. فكرامتنا أكثر أهمية من السقوف فوق رؤوسنا«. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي أعلن الأربعاء الماضي أن 87 سناتورا من أصل 100 وقعوا رسالة للرئيس باراك أوباما لتأييد ما أسموه »حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة تهديدات حزب الله وحماس وإيران«. وأوضح أعضاء مجلس الشيوخ أنهم يدعمون بالكامل »حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها«. وردا على آلاف الهجمات بالصواريخ على إسرائيل من قبل حماس في غزة، اتخذت إسرائيل إجراءات لمنع إدخال بضائع إلى غزة قد تستخدم لتنفيذ هذه الهجمات«. وكانت صحيفة »يديعوت أحرونوت« العبرية نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية خشيتها من أن يستخدم حزب الله وقوع مواجهات دامية خلال عملية الاستيلاء على سفينتي المساعدات اللبنانيتين المتجهتين إلى قطاع غزة، ذريعة لإطلاق الصواريخ، الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تعمل على المستوى الديبلوماسي وبعثت برسائل إلى سوريا ولبنان من خلال المجتمع الدولي. وزعمت في الرسائل أن »حزب الله وجهات سورية يقفان وراء أسطول الحرية الجديد«. ولفتت الصحيفة إلى قيام عدد من الدول الغربية، وخصوصا الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، بممارسة الضغوط على الحكومة اللبنانية، لحملها على إلغاء الحملة، مشيرة إلى أن إسرائيل تخشى أن تؤدي مواجهة عنيفة محتملة لدى الاستيلاء على السفن إلى أن تجرّ المنطقة إلى الحرب«. ونقلت صحيفة »المستقبل« اللبنانية عن كبير معلقي الصحيفة، أليكس فيشمان، قوله: »إن إسرائيل سوف تنظر إلى السفن اللبنانية التي ستحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة على أنها »سفن عدوَّة« بكل معنى الكلمة. وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد أوضحت أن سوريا ولبنان هي »دول عدوة«، وبالتالي فإن سفن هذه الدول البحرية التي تمس بما يسمى ب»السيادة الإسرائيلية« سوف »يجري التعامل معها بما يتناسب«. وفي سياق ذي صلة قالت »يديعوت«، إن الجهات الأمنية الاسرائيلية المختصة قررت تدريب وتأهيل 20 شرطية مقاتلة من وحدات حرس الحدود الاسرائيلية المختلفة لمهمة التصدي للسفينة النسائية المرتقب إبحارها إلى غزة. ونسبت الصحيفة إلى مصادر عسكرية أنه سيكون باستطاعة شرطيات حرس الحدود التعامل بشكل أفضل مع النساء على ظهر السفينة المذكورة في ضوء الاعتقاد السائد بأن عملية الاستيلاء على هذه السفينة ستجري أيضا أمام عدسات الكاميرات مثلما حدث في الاستيلاء على سفينة »مرمرة« التركية. وقالت »يديعوت أحرونوت« إن الشرطيات يتلقين حالياً تدريبا خاصا مع البحرية الإسرائيلية - أفراد الصاعقة، ومع باقي القوات المقرر مشاركتها في مهمة الاستيلاء على السفينة النسائية. وقالت جهات أمنية إسرائيلية: »ومع ذلك فإن قوات الكوماندوس البحري هم الذين سينفذون عملية الاستيلاء بالذات، أما الشرطيات المقاتلات فسينضممن إلى العملية في المرحلة الثانية«.