حفظ اللسان هو ألا يتحدث المسلم إلا بخير وأن يبتعد عن قبيح الكلام ويتخير كلامه الذي هو عنوان على عقله وأدبه حيث يُستدل على عقل الرجل بكلامه، وعلى أصله بفعله، فالإنسان مسؤول عن كل لفظ يخرج منه حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}. خلال حلقة جديدة من برنامجه »حاملة الأمانة« على قناة الرحمة تحدث الشيخ علاء سعيد عن ضرورة حفظ المسلم للسانه وأهمية ذلك فى الدين حيث حثنا عليه الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم حين قال: »إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنَا«، وقال الله »صلى الله عليه وسلم«: »لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه«. وأورد الشيخ علاء أمور عدة لمن أراد أن يسلم من سوءات اللسان أولها هي ألا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضراً عنه أو عن غيره، وعليه أن يتخير الوقت المناسب للكلام، فكما نقول »لكل مقام مقال«. وعلى المؤمن أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، وحسبما يحتاج إليه الموقف حيث يقال: »اقتصر من الكلام على ما يقيم حجتك ويبلغ حاجتك، وإياك وفضوله أي زيادته فإنه يزلُّ القدم، ويورث الندم«. وأضاف الشيخ علاء: على المسلم الحق عدم المغالاة في المدح وعدم الإسراف في الذم، لماذا؟ لأن المغالاة في المدح نوع من التملق والرياء، والإسراف في الذم نوع من الانتقام والمؤمن أكرم على الله وعلى نفسه من أن يوصف بشيء من هذا، كما عليه أن لا يرضي الناس بما يجلب عليه سخط الله يقول الرسول »صلى الله عليه وسلم«: »من أرضى الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس«. فحفظ المسلم للسانه خير في كل الأحوال، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام أفضل؟ فقال عليه الصلاة والسلام: »مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده« وقال عقبة بن عامر: يا رسول الله، ما النجاة؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: »أمسك عليك لسانك«، ويقول الحق جل وعلا (وإذا مروا باللغو مروا كرامًا) وقال الرسول »صلى الله عليه وسلم«: »من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت«. وواصل الشيخ علاء الحديث عن الأمور التي يسلم بها المسلم من سوءات اللسان حيث أشار أنه عليه أن يستعمل الألفاظ السهلة التي توصل المعنى بوضوح، فعن الرسول »صلى الله عليه وسلم«: »إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليّ وأبعدَكم مني يوم القيامة الثرثارون »أي كثيرو الكلام«، والمتشَدِّقُون »المتطاولون على الناس في الكلام« و»المتفيهقون«، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: »المتكبرون«. وشيء آخر يسلم به الإنسان من سوءات اللسان وهو ألا يتكلم بفحش أو بذَاءة ولا ينطق إلا بخير ولا يستمع إلى بذيء، وعليه أن يشغل لسانه دائمًا بذكر الله ولا يخرج منه إلا الكلام الطيب. وأضاف الشيخ: جميعنا نعرف الجملة العظيمة التي قالها لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه »إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب« لا شك أن هذه الجملة بمثابة وصية عظيمة لو عمل بها الناس لاستراحوا وأراحوا، فاللسان رغم صغره فإن خطره عظيم، ومن ثم فلا أحد ينجو من شر اللسان إلا إذا قيدنا اللسان بلجام الشرع، أما من أطلق عذبة اللسان، وجعله مرخياً سلك به الشيطان في كل ميدان. انتبهوا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: »من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه«، وقال »صلى الله عليه وسلم«: »لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبُه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جارُه بوائقه«، تخيل بلسانك تكسب جارك أو تخسره للأبد بكلمة طيبة فقط تنشأ المودة والجيرة الحسنة بينك وبينه.