كارثة الجفاف تضرب القارة نهر الراين.. قلب أوروبا يتبخر! بات نهر الراين في ألمانيا شريان الحياة والتجارة الداخلية في 6 دول أوروبية مهدد بالجفاف الدائم بعد انخفاض مناسيب المياه وهو ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة ويفاقم أزمة الطاقة بالقارة العجوز. آخر التطورات: النمو الاقتصادي الألماني مهدد بالانخفاض بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام بسبب الجفاف التاريخي للنهر لارتفاع تكاليف الشحن وتأخر الشحنات والتأثير على إمدادات الفحم والبضائع والغذاء وهو ما ينذر بتفاقم تلك الأزمات في ظل الحرب الأوكرانية وقطع إمدادات الغاز الروسية. *ماذا حدث؟ التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار خلال شهر أغسطس الماضي كل ذلك أدى إلى استنزاف مياه النهر بشكل غير مسبوق. العلامة في كوب وهي إحداثية ونقطة ضيقة وضحلة على الطريق غرب فرانكفورت وصلت إلى 36 سنتمترا وعند مستوى 40 سنتمترا أو أقل تجد العديد من السفن أن عبور هذا الجزء من الممر المائي غير مجد اقتصاديًّا أو تضطر لتقليص حمولتها. رغم التفاؤل بهطول الأمطار هذا الأسبوع متجاوزة تلك المستويات لكنها ربما تنخفض مرة أخرى وفقًا لوكالة رويترز . تشير مستويات النهر المنخفضة بشكل خطير إلى الجفاف الذي أغلقه لمدة 6 أشهر عام 2018. يمتد بطول نحو 760 ميلًا من منبعه بجبال الألب السويسرية إلى مصبه في هولندا ويعبر 6 دول. يعد ممرا مائيا أساسيا لنقل السلع من أكثر مناطق الصناعات الثقيلة بأوروبا. *تأثيراته على اقتصاد أوروبا: ينقل نحو 200 مليون طن من بضائع الفحم وقطع غيار السيارات والمواد الغذائية والكيميائية. تمثل ألمانيا ثلث النقل النهري الأوروبي. بعد جفافه أغلقت حركة المرور التجارية. يسهم حاليًّا في مفاقمة أزمة تاريخية في إمدادات الطاقة تؤجج التضخم بأوروبا وتدفع ألمانيا نحو الركود. *كارثة لأوروبا ووفق تقارير غربية فإن انخفاض منسوب المياه نتيجة للأحوال الجوية الحارة والجافة سيرفع أسعار الطاقة ويبطئ عمليات الشحن ما يتطلب دفع أموال طائلة لتمرير البضائع وذلك حسب خبراء الاقتصاد في بنك دويتشه الألماني. أحدث تقرير ل اللجنة المركزية للملاحة على نهر الراين يقول إنه خلال عام 2020 عبر الراين نحو 28 مليون طن من منتجات الزيوت المعدنية و19 طنا من المواد الكيماوية و17 طنًّا من الفحم. شركة فورد تقول إنها حدّت من حمولات السفن من مدينة كولونيا الألمانية التي تُرسل إلى موانئ في بلجيكاوهولندا بنحو 30 في المائة بسبب انخفاض المياه لكنها زادت وتيرة الشحنات. تقول هيئة الممرات المائية والشحن في كولونيا إن المستويات المنخفضة للراين تعني أن المراكب اضطرت إلى تقليل حمولتها لتكون قادرة على الإبحار ما زاد الأسعار وخفّض سرعة نقل البضائع .