في لقاء نظم بأدرار.. إبراز إسهامات علماء الجزائر في تعزيز العلاقات مع إفريقيا أبرز مشاركون في لقاء نظم يوم الاثنين بأدرار إسهامات علماء الجزائر في تعزيز العلاقات الجزائرية مع بلدان إفريقيا من خلال جهودهم التنويرية في مختلف مجالات العلوم والفكر. وخلال هذا اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة بأدرار ضمن فعاليات الملتقى الحادي عشر للمولد النبوي الشريف الذي نظمته المدرسة القرآنية مالك بن أنس للشيخ الراحل مولاي التهامي غيتاوي استعرض مشايخ وأساتذة جامعيون نماذج حية من علماء الجزائر ومنطقة توات بالخصوص الذين ساهموا في تعزيز العلاقات مع حواضر إفريقية منذ حقب تاريخية طويلة. وفي هذا الجانب تناول أستاذ التاريخ بجامعة أدرار باعثمان عبد الرحمن جهود العالم سيدي عبد الرحمن التينيلاني الذي اتخذ من الترحال وسيلة لطلب العلم ونشره حيث تنقل إلى حواضر شمال مالي على غرار تومبوكتو وآراوان وتاودني والتي تنقل إليها رفقه شيخه عمر بن المصطفى الرقادي وأخذ عن شيوخ هذه المنطقة الكثير من العلوم. وبدوره تطرق الأستاذ بلحوتية محمد من ذات المؤسسة الجامعية إلى دور الطرق التيجانية والقادرية والشيخية التي ساهمت في توثيق العلاقات الجزائرية - الإفريقية من خلال انتشار مريديها في عديد بلدان الساحل والعمق الإفريقي. من جانبه حث الأستاذ عبيد محمد من جامعة بشار في تدخله في هذا اللقاء على ضرورة استغلال التكنولوجيات الحديثة في تدوين وتوثيق مآثر هؤلاء الأعلام وترجمتها في أعمال وثائقية وفنية مما يساهم في جعلها مرجعا علميا وشاهدا على جهود علماء وأعلام الجزائر في ربوع إفريقيا في شتى المجالات. وبدوره أكد المحاضر الدباغ محمد من جامعة أدرار أن قيام بعض علماء الجزائر بتدوين رحلاتهم نحو بلدان إفريقية ساهم كثيرا في رسم صورة مقربة عن تلك الجهود التي بذلوها في الحقب الماضية كما شكلت –حسبه مرجعا لعديد الباحثين في التأريخ لهذه الروابط والعلاقات التي تركت بصمات ناصعة في سجل الجهود العلمية والتنويرية التي بذلها علماء الجزائر في العمق الإفريقي. وفي السياق ذاته تمت الدعوة إلى اقتفاء آثار علماء وأعلام الجزائر على غرار الشيخ عبد الكريم المغيلي في تعزيز العلاقات الجزائرية الإفريقية في مختلف جوانبها الإجتماعية والإقتصادية. كما اقترح المشاركون استحداث قناة تلفزيونية جزائرية تعنى بالشأن الإفريقي في ما يتعلق بالتعريف والتبادلات في شتى المجالات الثقافية والإجتماعية والإقتصادية تعزيزا لهذه الرابطة القارية التي أسس معالمها علماء المنطقة منذ القرون الماضية. وأوضح شيخ المدرسة القرآنية مالك بن أنس بأدرار مولاي محمد المهدي غيتاوي نجل الشيخ الراحل أن اختيار موضوع هذه الطبعة من الملتقى السنوي يهدف إلى تثمين وتوثيق دور وجهود أعلام الجزائر ومنطقة توات إلى جانب القوافل التجارية في نشر القيم الإجتماعية وتعاليم الدين الحنيف في بلدان العمق الإفريقي والتي شكلت أرضية خصبة مهدت لإرساء أواصر علاقات متينة بين الجزائر وعمقها الإفريقي.