يستغلّ المواطنون هذه الأيام شواطئ البحر والصيف والحرارة ما أمكنهم، خاصّة وأنّ موسم الاصطياف هذه السنة سيكون مبتورا من شهر أوت، والذي سيتوافق هذه السنة مع شهر رمضان المبارك. وفيما يستغل البعض الصيف للاستجمام، يعود البعض إلى ممارسة تجارتهم المشبوهة، والتي ليست إلا بيع الأجساد والدعارة والموبقات، حيث يؤجرون الخيم التي ومن المفروض أن تخصص للعائلات المحترمة للمنحرفين والشواذ والفجار طبعا مقابل دنانير معدودات. اكتشفنا أنّ الكثير من الشواطئ استأنفت تجارتها المشبوهة، وهي تأجير خيم وحتى بيوت و»ديكيات« لطالبي المتعة، بعضها يفعل ذلك في الخفاء والسر، والبعض الآخر لا يتوانى في الكشف عن تجارته تلك دون احترام لا لباقي المصطافين ولا للعائلات التي ترتاد المكان، والتي قد لا تعلم مسبقا ما ينتظرها فيه من فسق وشذوذ، فتفاجئ بالتالي بممارسات تخل بكل الآداب والأخلاق والمبادئ، وتعصف بكل القيم التي حافظ عليها مجتمعنا، لتترك المجال لشرذمة من المنحلين أخلاقيا ينشرون الفساد والإثم والمأساة. في شاطئ من الشواطئ، وبقدر ما أعجبتنا وأدهشتنا الطبيعة الخلابة التي يتمتع بها، بقدر ما شعرنا بالاستياء من الممارسات التي سمعنا أن الشاطئ وبفضل، أو بسبب بعض المنحرفين والشواذ صار يعرفها، الشاطئ تطل عليه الطريق الرئيسية مباشرة، فما إن تمر من أمامه ولو بسيارتك حتى ترى روعة المنظر وكذلك الخيم المنصوبة على طول الشاطئ، وترى الأطفال والعائلات تلعب بالشاطئ، فيعجبك المنظر، ولا تتجاوزه حتى تقرر زيارته في مرة من المرات. لكن وللأسف، فإن الشاطئ ، ورغم أن ظاهره عائلات وتلاحم وحب، إلاّ أنّ باطنه يخفي بين تلك الخيم الكثير من الأمور التي يندى الجبين لمجرد سماعها، دعارة وشذوذ وفسق ومجون، سمعنا عن ذلك من صديق لنا زار المكان قبلنا، وقال إنه فوجئ بما رأى وسمع، وأردنا بدورنا التأكد من الموضوع، ودخلنا الشاطئ، وكانت معنا صديقة لنا، أقنعناها بأن تتقمص معنا دور الزبون، الباحث عن المتعة، فقبلت أن تفعل حتى تساعدنا على كشف ما من شأنه أن يزيل ولو القليل من تلك الشوائب التي غزت المجتمع، واقتربنا من صاحب تلك الخيم، أو الذي كان مكلفا باستئجارها، وسألناه عن ثمن إمضاء يوم كامل بها، فأجابنا بلهجة شديدة قائلا إنّ المكان مخصص للعائلات وفقط، ثم ابتعد، قبل أن ينادينا دون زميلتنا، وقال لي إنه يمكن له أن يؤجر لي خيمة، ولكن ليس بنفس الثمن الذي يؤجر به عادة الخيمة، وقبل أن استفسر منه عن المبلغ الذي يريده قال لي إنه سيأخذ مني 2000 دينار، رغم أنّ الثمن بالنسبة للآخرين لا يتجاوز الأربع مائة دينار، ولما رأى ترددنا وحيرتنا، قال فيما يشبه الهمس إنه بإمكانه مساعدتنا، وأن يأخذ منا 1800دينار، وهو أقصى ما يستطيعه، كما قال لنا، خاصة وأنه يجازف بمهنته ولقمة عيشه، كما أخبرنا أنه علينا، وحتى لا نثير الشبهات، ألاّ نستجلب الأنظار وأن لا نخرج من الخيمة طيلة الوقت إلى أن نغادر، وبعدما سمعنا كل تلك التصريحات رفضنا اقتراحه وانصرفنا، ورغم أنه كان مستعدا لأن ينقص من الثمن أكثر، إلاّ أننا كنا قد غادرنا المكان. ورغم أن تلك الممارسات قد تتم في الخفاء، إلا أن العائلات التي ترتاد تلك الشواطئ قد تتفطن لها، ما يفسد عليها جلساتها، ويجعلها إما تغير المكان، أو تغادر الشاطئ إلى غير رجعة، وقد تفعل أكثر من ذلك فتتقدم بشكوى ضدّ صاحبه، غير أن بعض التجار وبعض العاهرات لا يعيرون اهتماما ولا احتراما للغير، ويمارسن دعارتهم على الملأ، مثلما يحدث في أحد الشواطئ والذي وما إن يحل المساء، حتى تصطف العاهرات وحتى الشواذ على طول الشاطئ، وينتظرون كلهم الزبون الذي يدفع أكثر، يعدونه بليلة حمراء في خيمة أو حتى فندق من الفنادق التي لا ضمير ولا أخلاق لها، والتي تسمح، بل تشجع تلك الممارسات التي تدر أموالا طائلة، يفعلون ذلك منتهكين حرمات الأسر، التي تحسب أنه بإمكانها أن تمضي يوما صيفيا في أجواء عائلية محترمة.