الكثير من المواطنين، وقبل حلول عيد الفطر يخرجون للتسوق والتفسح ليلا، ولهذا فان الكثير من المحلات فضلت أن لا تفتح أبوابها إلا في ساعات الليل، وهو الأمر الذي أثار استياء البعض، واستحسان البعض الآخر. مصطفى مهدي محلات بيع الملابس الجاهزة، محلات بيع التبغ والعطور، وتقريبا كل ما لا يحتاج المواطن خلال النهار، او يقصده أكثر في الفترة الليلية، كل تلك المحلات، ومع اقتراب العيد، فضلت أن تغلق أبوابها في النهار لكي تفتحها خلال السهرة الرمضانية، ولتستمر في العمل إلا ساعة متأخرة من الليل، ولو أن الأمر يختلف من حي لآخر، إلا أن ذلك لم يمنع البعض من أن يبقوا محلاتهم مفتوحة إلى الصباح، وساعات الفجر، خاصة تلك المحلات المتواجدة على مستوى الأحياء الشعبية والتي لا تغلق أبوابها مبكرا، ويبقى أصحابها، عادة ساهرين مع أبناء الحي، كبشير من باب الواد، والذي يملك محلا لبيع الملابس يقول لنا: "إننا في الحي نسهر إلى الفجر، ونتسحر معا، ثم ننام، وأنا انهض على الساعة الثانية بعد الزوال، ولكني لا اعمل في النهار، لان ذلك يتعبني من جهة، ولأنني لا استطيع أن احتمل البعض من المواطنين الذين يجعلونك تغضب بسرعة، وأخاف، بصراحة أن يفسد صيام يومي، ولهذا فإنني أفضل أن أعمل نهارا". ولكن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه بعض الباعة، والتي تمنعهم من أن ينشطوا ليلا، مثل تواجد بعض المحلات في أماكن خالية، لا يقصدها البشر، بل ويعرض أصحابها إلى الخطر، تماما مثل محل بيع للملابس في حي العمارة في الشراقة، والتي يتواجد به محل نسيم، والذي قال: "في الحقيقة في رمضان لا أعمل لا ليلا، ولا نهارا، ذلك أن الناس، والزبائن ليسوا كثيرين، وهو الأمر الذي يجعلني لا أعمل نهارا، أما في الليل فكما ترون فلا أحد يمر من هنا، لان الإنارة منعدمة، فكيف تريدون لشخص ما، او لعائلة أن تأتي إلى هنا لكي تشتري قطعة ملابس، والحال أن من يأتي هم الأشخاص الذين اعتادوا أن يشتروا من عندي، والذين يعرفون المكان جيدا، ولا يخشون على أنفسهم من الاعتداءات، ولو كانت الإنارة موجودة لحل المشكل، ولكن الجميع صار يخشى المرور من هذه الطريق ليلا، ولا يأتون إلى هنا إلا نهارا، وفي رمضان، وبما أن العائلات، او أكثرها تفضل التسوق ليلا، فانه لا زبائن لي حتى في النهار، ولهذا أدعو السلطات المعنية بان تضع حلا للحي، ليس فقط للمحلات المتواجدة فيه، و لكي تزدهر تجارتها، بل حتى للمواطنين العاديين من سكان الحي، ومن غيرهم، من الذين صاروا يتفادون المرور من هنا حتى بسياراتهم، ولو انه لا يوجد سراق كثيرون، إلا آن كل شيء وارد". والعاصمة عموما يبقى منظرها ليلا يتراوح بين أحياء تفتح أبوابها وأخرى تفضل العمل نهارا.