أعادت سوريا إلى الحضن العربي.. وأنعشت القضية الفلسطينية إنجازات دبلوماسية بارزة للجزائر الرئيس يتلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية بِجدّة ب. لمجد حققت الجزائر إنجازات دبلوماسية بارزة في الآونة الأخيرة حيث تمكنت منذ ترؤسها للجامعة العربية من وضع حد للتشرذم العربي ولم الشمل الذي أثمر بعودة سوريا إلى بيتها العربي وكذا تحقيق نقلة نوعية لاسيما تجاه القضية الفلسطينية التي عادت إلى واجهة الأحداث بقوة والتقريب بين الإخوة الفرقاء في فلسطين. وساهم ترأس الجزائر للجامعة العربية في جمع الشمل الفلسطيني وتعزيز مبدأ الحوار خاصة وأن دبلوماسيتها لطالما عمدت إلى الحلول السلمية حيث لعبت دورا فعالا ومحوريا في كل الخطوات لدعم القضية الفلسطينية على اعتبارها قضية مركزية ومحورية. ولم يكن من باب الصدفة أن تحرص الجزائر على تنظيم لقاء فلسطيني جامع قبيل انعقاد القمة العربية وهي التي سعت في وقت سابق إلى إنهاء ملف الانقسام والتشرذم بين الفصائل الفلسطينية حين استضافت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية شهر يوليو الماضي وكان ذلك أول اجتماع لهما منذ 2016. وتوجت أشغال مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية الذي احتضنته الجزائر من 11 إلى 13 أكتوبر 2022 برعاية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتوقيع الفصائل الفلسطينية مجتمعة وبالأحرف الأولى على وثيقة إعلان الجزائر ليكون بمثابة أرضية صلبة لتحقيق الوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية. كما سبق لرئيس الجمهورية أن سجل خلال إشرافه على لقاء الحكومة بالولاة بقصر الأمم يناير الماضي الانتصارات المتواصلة التي حققتها الجزائر في قمة لم الشمل العربي التي كانت فلسطينية بامتياز مؤكدا أنها ستواصل على هذا الدرب معربا عن أمله في أن تصبح دولة فلسطين خلال السنة الجارية عضوا كامل الحقوق في الأممالمتحدة . ويشهد القاصي والداني على ما بذلته الجزائر في سبيل إعطاء القضية الفلسطينية الزخم الذي يليق بها وهو ما أشاد به رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ مؤخرا لدى استقباله من قبل السيد تبون حيث أثنى على جهود الجزائر في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. جهود الجزائر تكلل بعودة سوريا إلى حضنها العربي وكانت الدورة العادية ال31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي احتضنتها الجزائر على أرضها مطلع نوفمبر الفارط محطة فارقة أكدت مخرجاتها ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية من جديد لما لديها من التاريخ والقدرات التي تمكنها من تقديم قيمة مضافة إلى العمل العربي المشترك وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات في العالم العربي تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط. وبذلت الجزائر تحت قيادة الرئيس تبون جهودا حثيثة من أجل إعادة سوريا لمقعدها الشاغر وهو الذي لطالما شدد على أن سوريا عضو مؤسس للجامعة العربية ولا يمكن عزلها عن محيطها العربي فرمت بثقلها الدبلوماسي وحنكتها في إدارة الأزمات وتسوية الخلافات وتقريب وجهات النظر دون كلل إلى غاية تحقيق الهدف المنشود. ويشهد التاريخ على أن الجزائر تصدرت قائمة الدول العربية التي تحفظت على قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية أواخر نوفمبر 2011 على خلفية الأزمة التي عرفها هذا البلد الشقيق وظل موقفها ثابتا إزاء ذلك ولطالما طالبت بتمكينها من العودة إلى الجامعة العربية وعدم ترك مقعدها شاغرا وعملت على ذلك طيلة فترة ترأسها للجامعة العربية على مستوى القمة. ولم تتوقف الجزائر بتوجيهات من الرئيس تبون في إشهار ملف عودة دمشق إلى بيتها العربي في كل اجتماع من اجتماعات جامعة الدول العربية بناء على مخرجات قمة لم الشمل وهو الذي سبق أن قال نحن عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم الشمل العربي الممزق. نحن دولة تجمع الفرقاء دائما . وتحقق الهدف المنشود مؤخرا وتكللت الجهود المتواصلة للجزائر ورئيسها بالنجاح وكانت ثمرة الجهود المبذولة والمتواصلة عودة سوريا إلى حضن عائلتها بعد 12 سنة من الغياب لتحقق الجزائر بذلك نصرا جديدا يضاف إلى سجل انتصاراتها السابقة في سبيل لم الشمل العربي. وقرر مجلس جامعة الدول العربية المنعقد الأحد الماضي على ضوء جهود الجزائر في الدورة العادية ال31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة باستعادة سوريا عضويتها واستئناف مشاركتها في اجتماعات مجلس الجامعة. الرئيس تبون يتلقى دعوة من الملك سلمان تسلم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج السيد أحمد عطاف يوم الخميس بمقر الوزارة خلال استقباله لسفير المملكة العربية السعودية الشقيقة بالجزائر السيد عبد الله بن ناصر البصيري رسالة الدعوة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز السعود للمشاركة في الدورة الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المقرر عقدها بجدة بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 19 ماي 2023 وفقا لبيان صادر عن الوزارة.