مع اقتراب الذكرى الرابعة لحرب لبنان الثانية التي اندلعت في 12 جويلية عام 2006، ذكرت تقارير صحفية عبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتدرب حاليا على خطط لاحتلال مناطق في جنوب لبنان بهدف السيطرة على ما وصفتها ب »محميات حزب الله« من أجل منع إطلاق صواريخ كاتيوشا قصيرة المدى باتجاه شمال إسرائيل. وتأتي تلك التقارير بالتزامن مع وصف قادة عسكريين في إسرائيل، الهدوء الذي تعيشه الجبهة الشمالية مع لبنان بالهدوء الوهمي، مشيرين إلى أن فشل المفاوضات مع سوريا يعزز فرص اندلاع حرب في المنطقة. وقالت صحيفة »هآرتس« العبرية إن الجيش الإسرائيلي بدأ يدرك مؤخرا ضرورة احتلال مناطق في جنوب لبنان، بالرغم من أن ضباطا في الجيش الأمريكي أشاروا إلى ضرورة القيام بذلك »احتلال مناطق يتم إطلاق الصواريخ منها« خلال لقائهم مع ضباط إسرائيليين بعد حرب لبنان الثانية وأشار تقرير للصحيفة إلى »نجاح الجيش الإسرائيلي في الجولة المقبلة يجب أن يستند إلى الدمج بين احتلال منطقة وإجراء مسح جزئي فيها بحثا عن صواريخ وملاجئ حزب الله بقدر ما يسمح الوقت وضرب المواقع الهامة لحزب الله وحكومة لبنان«. ونقلت صحيفة »القدس العربي« اللندنية عن »هآرتس« قولها: إن »الجيش الإسرائيلي قام ببناء محمية طبيعية على جبال الكرمل مشابهة تماما للتحصينات التي أقامها حزب الله في جنوب لبنان، وإنّ الجيش بعد مرور أربعة أعوام على حرب لبنان الثانية يقوم بإجراء تدريبات لمحاكاة هجوم إسرائيلي محتمل ضدّ حزب الله«. وأضافت: »إن تدريبات الجيش تتركز في اختراق المواقع والتحصينات المشابهة لتلك التي أقامها حزب الله بشكل واسع في لبنان، والتي فشل الجيش الإسرائيلي في عام 2006 في اقتحامها، الأمر الذي أدّى إلى فشله«. وتابعت: »إنّ قوات الجيش، وفي مقدمتها أفراد وحدة نخبة جولاني، يقومون بالتدرب بشكل مكثف للغاية بهدف تحقيق إنجازات كبيرة في المواجهة القادمة مع حزب الله«. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية في تل ابيب زعمها قولها إنّ المخابرات العسكرية الإسرائيلية كانت على علم بالتحصينات التي أقامها حزب الله، قبل اندلاع حرب لبنان الثانية، ولكن بسبب الفشل فإنّ المعلومات عمّا يُسمى إسرائيلياً بالمحميات الطبيعية لحزب الله لم يصل إلى القوات التي كانت تحارب على الأرض الأمر الذي أدى في نهاية الحرب إلى فشل الجيش في المواجهة. وكشف النقاب عن أنّ الجنود اعتقدوا أنّ المحميات الطبيعية لحزب الله لم تكن إلا عبارة عن بعض الخيمات، وبالتالي باشروا بالدخول إليها، ولكن بعد تسجيل عدد من العمليات الفاشلة ومقتل وجرح عشرات الجنود الإسرائيليين خلال عمليات المحميات الطبيعية، فهم الجيش أنّ المحميات الطبيعية ما هي إلا شبكة للاصطياد وتوقف عن الدخول إليها، بحسب المصادر العسكرية في تل أبيب. موسى يقلل من فرص الحرب في سياق متصل، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى: »أنا لا أعتقد أن هناك حرباً على الأبواب، وأرى أن هناك مبالغة سواء من الجانب الآخر الذي يتحدث دائماً على هذا المستوى من المواجهة والحرب، إنما المهم أن نكون على حذر ولكن لا أرى أن هناك حرباً على الأبواب«. وجاءت تصريحات موسى خلال لقاء جمعه برئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، في بيروت الجمعة، وبحثا خلاله الوضع في المنطقة واحتمالات ما قد يحدث في إطار النزاع العربي- الإسرائيلي، وموقف لبنان العضو العربي في مجلس الأمن. وأشار موسى إلى أنه نقل إلى الحريري »ملخص نتائج اجتماع القمة الخماسية في ليبيا بشأن الأفكار الخاصة بتطوير جامعة الدول العربية وإنشاء مجلس رؤساء الوزارات«. وعما إذا كان قد تطرق الحديث مع الحريري إلى ظاهرة سفن المساعدات إلى غزة، أوضح موسى أن »ما نشهده ليس ظاهرة بقدر ما هو رد فعل لحصار ظالم أدى إلى الكثير من المآسي الإنسانية في غزة، بالإضافة إلى أنه حصار هو أساساً غير قانوني تقوم به دولة تحتل أراضي أخرى على جزء من هذه الأراضي المحتلة على الرغم من التزامها طبقاً للقانون الدولي بأن ترعى مصالح سكان الأراضي المحتلة الذين هم تحت الاحتلال أو تحت الحصار، وبالطبع موضوع الحصار وآثاره وردود الفعل عليه تبقى دائماً جزءاً من الحديث بين المسؤولين العرب«. ونقلت صحيفة »السياسة« الكويتية عن موسى قوله بشأن المبادرة العربية: »الحاجة إلى موقف إزاء الرفض الإسرائيلي وإزاء الاحتمال الكبير لعدم التقدم في المباحثات المقبلة، والحاجة إلى موقف إزاء إصرار إسرائيل على الاستمرار في الاحتلال، وعدم الدخول في أية مباحثات جدية لإنهائه، هذا هو الموقف الذي يتبلور حين يكون واضحاً تماماً موقع كل وثيقة وماهية الخطوات المقبلة«، وختم قائلاً: »نحن لم نصل إلى هذه النقطة، إنما في سبيلنا للوصول إليها في وقت قريب«. حرب جديدة وكانت صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« الأمريكية ذكرت في تقرير سابق لها أن حزب الله يستعد لحرب جديدة مع إسرائيل وأنه واثق من النصر، وذلك بعد نحو 4 أعوام من آخر مواجهة بين الطرفين. ونقل نيكولاس بلانفورد، مراسل الصحيفة في لبنان، عن »أبو هادي« أحد مقاتلي الجماعة المتمرسين قوله إن حزب الله مستعد لحرب أخرى وينتظرها بشغف، ويتوقع أن تكون قصيرة، حيث إن الإسرائيليين لن يتمكنوا من مواجهة الأعمال التي ستقوم بها جماعة حزب الله. وقال المراسل: إن معاقل حزب الله في سهل البقاع من المرجح أن تكون أحد خطوط المواجهة العديدة خلال الحرب المقبلة، والتي توقع أن تتسبب في دمار أكثر من سابقتها. وأضاف أن حزب الله استفاد من دروس الحرب الماضية، وأدخل عليها تكتيكات ميدانية جديدة، إضافة إلى حصولها على أنظمة أسلحة وصواريخ أرض- أرض، وربما صواريخ متطورة مضادة للطائرات. وتابع أن كثيرا من المحللين يعتقدون أن الحرب المقبلة لن تقتصر على حزب الله وإسرائيل، لكنها ستصل إلى سوريا، ومن المحتمل أن تمتد إلى إيران، ما قد يشعل المنطقة بأسرها، وذلك في إشارة إلى قول قادة حزب الله إن هذه الحرب سوف تؤدي إلى تغيير التوازن الجغرافي السياسي في المنطقة. مزاعم إسرائيلية وكانت وسائل إعلام عبرية زعمت في وقت سابق، أن حزب الله عاد أخيراً إلى مواقعه في المناطق المفتوحة في جنوب لبنان، التي تطلق إسرائيل عليها »محميات طبيعية«، التي شغلها قبل حرب 2006، معتبرة أن الحزب »يقوم بذلك بصورة خفية حيث يتحرك ناشطوه بلباس مدني كي لا تضبطهم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان »يونيفيل« وتتهمهم بخرق القرار الدولي الرقم 1701«. كما اتهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الحكومة اللبنانية بالسماح لحزب الله بتطوير قدراته العسكرية من خلال تهريب أسلحة في انتهاك للقرار الدولي 1701. وقال: »حزب الله يشارك في الحكومة اللبنانية ويطور قوته العسكرية في ظل هذه الحكومة«، زاعما أن »هذه الأسلحة دون شك موجهة إلى المدنيين الإسرائيليين، وأكد أن مسؤولية الحكومة اللبنانية منع الهجمات على إسرائيل ومواطنيها«. ورد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، على هذا التهديد بالقول، إن إسرائيل في ضائقة وأنها فقدت قوة الردع في حرب لبنان الثانية والآن تحاول أن تقوي قوة الردع من خلال التهديدات بشن هجوم جديد ضد لبنان وضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة الحصار. وكان نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم قال الأسبوع الماضي: »إن إسرائيل تعيش في حالة من الارتباك لأنها تدرك أن أي اعتداء على لبنان سوف يفشل، مؤكداً على احتمال اندلاع مواجهة مسلحة جديدة بين الميليشيا اللبنانية وحزب الله في القريب العاجل«.