قرار باريسي بِرفض طلب تسليم بوشوارب الجزائر تُدين المماطلات والمراوغات الفرنسية ف. زينب أخذت الحكومة الجزائرية علما بقرار القضاء الفرنسي رفض طلب تسليم عبد السلام بوشوارب الذي أدانه القضاء الجزائري في عدد من قضايا الفساد والاختلاس واستغلال النفوذ التي كبدت الخزينة العمومية الجزائرية خسائر مُعتبرة حسب ما أورده بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية. وذكر البيان أنه دون الإخلال بحقها المشروع في اللجوء إلى سُبل الانتصاف القانونية الأخرى الممكنة تنتهز الحكومة الجزائرية هذه الفرصة لتسليط الضوء على الغياب التام لتعاون الحكومة الفرنسية مع الطرف الجزائري في مجال المُساعدة القضائية المُتبادلة على الرغم من وجود العديد من الاتفاقيات الدولية والثنائية المُخصصة لهذا الغرض. ففي إطار مساعيها الرامية لاسترجاع الثروات المنهوبة من البلاد اصطدمت الجزائر بشكل آلي ومُستمر ولا تزال تصطدم بمماطلات ومراوغات وتسويفات غير مُبررة وغير مفهومة من الجانب الفرنسي وهو ما يتجسد في عدم تجاوبه مع خمس وعشرين (25) إنابة قضائية قدمتها الجزائر. كما يجدر التنويه إلى أنّ هذا الموقف الفرنسي يتفردّ ويختلف عن مواقف الشركاء الأوروبيين الآخرين الذين يتعاونون مع السلطات الجزائرية بكل إخلاص وصدق ودون أي خلفيات أو دوافع خفية بخصوص مسألة الأملاك المكتسبة بطرق غير شرعية وهي المسألة التي يُدركون أنها تحظى بأهمية خاصة وحساسية بالغة بالنسبة للجزائر. روتايو ينتمي إلى تيار لم يتجرع أبدا انتزاع الجزائر استقلالها أكد الكاتب الصحفي والمحلل الفرنسي المتخصص في الشؤون الدولية أنطوني بلانجيه أن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو ينتمي إلى تيار في اليمين الفرنسي لم يستطع يوما تقبل أن الجزائر افتكت استقلالها ولم يتم منحه لها من قبل فرنسا. وقال الكاتب الصحفي في قناة فرانس إنفو تي في أن برونو روتايو ينتمي إلى تقليد يميني في فرنسا لم يتمكن قط من الاعتراف بأن الجزائر انتزعت استقلالها ولم يمنح لها. الجزائر قامت بثورة في 1954 وانتزعت استقلالها وقالت لا لفرنسا . وأضاف بلانجيه قائلا على احدى القنوات التلفزيونية : لكن هذه الفئة من اليمين الفرنسي التي وضع فيها العسكريون والمؤسسة الحاكمة الكثير من الآمال لا تزال تعبر عن نفسها مثل روتايو . من جهته ندد الحزب السياسي فرنسا الأبية أمس الجمعة بتصريحات برونو روتايو الذي يستغل جميع الذرائع الممكنة لمهاجمة الجزائر مؤكدا أن هذه التصعيدات تخدم مصالحه الشخصية . وفي تصريح لإذاعة فرانس إنفو انتقدت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب فرنسا الأبية ماتيلد بانو بشدة لجوء روتايو إلى كل الذرائع الممكنة من أجل تصعيد اللهجة مع الجزائر وهو تصعيد يخدم في النهاية مصالحه الشخصية في سياق سعيه لرئاسة حزب الجمهوريون . وأضافت بانو أن التصعيد الذي تقوده الحكومة الفرنسية ضد الجزائر غير مسؤول . وفيما يخص قضية الهجرة أوضحت بانو والنائب عن الحزب ذاته إيريك كوكيريل رئيس لجنة المالية في الجمعية الوطنية أن نسبة قبول الجزائر لقرارات الإبعاد من الأراضي الفرنسية تعادل نظيرتها في دول أخرى مثل المغرب وتونس. وكان زعيم فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون قد شن يوم الأربعاء هجوما شديد اللهجة على وزير الداخلية الفرنسي بسبب تصريحاته ضد الجزائر مشددا على أن ملفات الهجرة من اختصاص وزير الخارجية وليس وزير الداخلية. يذكر أن عدة أصوات ارتفعت في فرنسا للتنديد بحملة التضليل التي يقودها وزراء ومسؤولون فرنسيون إلى جانب اليمين المتطرف والتي تستهدف الجزائر بشكل يومي. دعوة إلى فتح جميع الأرشيف حول استخدام الاستعمار للكيمياوي دعا المؤرخ الفرنسي كريستوف لافاي الذي شارك في إنجاز الفيلم الوثائقي الجزائر وحدات الأسلحة الخاصة إلى فتح جميع الأرشيف العسكري في فرنسا حول الاستخدام واسع النطاق للأسلحة الكيميائية المحظورة والغازات السامة من قبل الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الوطنية. وفي حوار مع جريدة لوكوريي دالجيري قال السيد لافاي: يجب فتح جميع الأرشيف العسكري في فرنسا حول هذا الموضوع موصيا بإطلاق حملات واسعة لجمع الشهادات الشفوية في مختلف مناطق الجزائر . وأوضح أن مخرجة الفيلم الوثائقي كلير بييه اختارت من خلال هذا العمل الوثائقي كشف الحقيقة للفرنسيين حول وجود حرب كيميائية خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر. وأعرب الدكتور في التاريخ بجامعة إيكس (مرسيليا) منذ 2014 عن أسفه الشديد فيما يخص إشكالية الحصول على الأرشيف مشيرا إلى أنه في فرنسا لم يكن هناك أي نية لرفع السرية عن الحرب الكيميائية وكان علينا النضال من أجل ذلك.