* هل الدعاء المعجزة لسيدنا موسى عليه السلام مشروع؟ وهل يجوز نشرُه وتوصية الناس به أم لا خاصة أنه قد جاء فيه: إذا أهملته يسئ حظي 3 سنوات وهو كالتالي: (اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الأعظم الطيب المبارك، الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرّجت، أن تجعلنا في هذه الدنيا من المقبولين والى أعلى درجاتك سابقين، واغفر لي ذنوبي وخطاياي وجميع المسلمين، اللهم اغفر لي وعافني واعف عني وأهدني إلى صراطك المستقيم وارحمني يا أرحم الراحمين برحمتك أستعين سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وأستغفر الله عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك، اللهم اغفر للمسلمين جميعا الأحياء منهم والأموات وأدخلهم جناتك، وأعذهم من عذابك، ولك الحمد، وصلّ اللهم على أشرف الخلق سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أهله وصحبه أجمعين). أرسله إلى 25 شخصاً، أرسله وإن شاء لله رب العالمين يفرجها عليك دنيا وآخرة. * أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية عن هذا السؤال بالقول: هذا الدعاء من حيث الأصل دعاء حسن الألفاظ والمعاني وليس فيه مخالفة شرعية ظاهرة وهو يشتمل على ثناء على الله بأسمائه الحسنى وتوسُّل بها ثم سؤال الله من خيريْ الدنيا والآخرة من الفرج والقبول والمغفرة والعافية والهداية والرحمة والاستعانة ثم ذكر الثناء والحمد ثم سؤاله دخول الجنة والوقاية من النار ثم الختام بالصلاة. ولنا مع هذا الدعاء تنبيهات مهمة: الأول: أن هذا الدعاء لا يثبت من جهة النقل فلا يُروى بإسناد صحيح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. الثاني: نسبة هذا الدعاء إلى النبي موسى عليه الصلاة والسلام فيه نظر، ولو روي عنه هذا لكان من جملة أخبار بني إسرائيل التي لا نصدقها ولا نكذبها. الثالث: أنه لا يشرّع للمسلم التعبد بذكر أو دعاء روي عن شرع ما قبلنا إلا إذا صدقه شرعُنا أو كان موافقا له في جميع ألفاظه. الرابع: صيغة هذا الدعاء مركّب من جملة أدعية واردة وفيه زيادات والتركيب والتصنع فيه ظاهر من قبل منتحله من الجهَّال. الخامس: لا حرج على المسلم في الجملة دعاء الله بكل ما فيه خير ويؤدي إلى المطلوب، لكن لا يجوز إثبات شرعية دعاء والتزامه إلا إذا دل الشرع على ذلك. ولم يدلّ الشرع على هذا الدعاء. السادس: ما رتب على هذا الدعاء من الترغيب بذكر الفضل الخاص والترهيب، أمرٌ منكر ليس له أصل في الشرع، ولم يرد فيما نعلم في النصوص الوعيد والتخويف بنزول الهمِّ أو قلة الرزق أو العذاب في الآخرة على ترك ذِكر أو دعاء خاص. وإنما هذا من وضع القُصَّاص الذين يتأولون الكذب في سبيل نشر الأعمال الصالحة وترغيب الخلق بها، ولهم في هذا المقام أحوالٌ عجيبة، وقد ورد الوعيد الشديد فيمن كذِب في أمور الشرع. السابع :قد ثبت بحمد الله أدعية جامعة وأذكار حسنة في القرآن والسنة ما تغني عن الأذكار والأدعية المكذوبة، فينبغي للمسلم الالتزامُ بها والحرصُ على ضبطها ونشرها بعد التأكد من ثبوتها وصحة نسبتها عن طريق النظر في الكتب الصحيحة وسؤال العلماء الموثوق بهم وهذا أمر متيسر والحمد لله. فعلى هذا لا يشرّع المواظبة على هذا الدعاء والتزامه واعتقاد أنه من السنة، ولا يجوز للمسلم نشرُه وترويجُه وإيصاء الخلق به والادعاء بأنه مفرِّج للهمّ في الدنيا والآخرة وأن تاركه يصاب بقلة الحظ. ومن تساهل في إشاعة الأدعية والأذكار الواهية التي لم تثبت في نصوص الكتاب والسنة ولم يفعلها رسولنا صلى الله عليه وسلم ويستحبها، فهو داخل في الوعيد ومتعرض لعقوبة الكذب في دين الله.