"كرمالي حرمني من كأس إفريقيا وظريف أبعدني من المولودية" بعد أن تعرّفنا في الجزء الأوّل والثاني على الكثير من الجوانب الخاصّة والرياضية لنجم مولودية الجزائر لنهاية الثمانينيات والنّصف الأوّل لعشرية التسعينيات نور الدين غولي، سنتعرّف في هذا الجزء وهو الأخير عن السنوات التي قضّاها في فريق المولودية ولماذا فضّل الانتقال إلى فريق صغير اسمه مكارم ثليجان رغم أنه كان في قمّة عطائه، إضافة إلى كلّ هذا سنتعرّف على بعض من جوانب حياته الخاصّة، وحتى لا نطيل عليكم أكثر نترككم مع الجزء الثالث والأخير من نصّ الحوار المطوّل الذي خصّنا به نور الدين غولي أو (نونو) كما كان يحلو لأنصار المولودية مناداته حين كان في عزّ شبابه· - كيف تقيّم المواسم السبع التي قضيتها في المولودية؟ -- سنوات لا تنسى ولن تزول من ذاكرتي، عشت فيها أجمل حياتي الكروية· - لكنك غادرت المولودية من الباب الضيّق.. -- هذه هي سنّة اللاّعب، حين يكون في قمّة عطائه وفي عزّ صحّته يحمل على الأكتاف من طرف المسيّرين وحين يصاب يرمى ويصبح غير مرغوب فيه، وهذا الذي حدث لي بالضبط· - جرح مؤلم جدّا، أليس كذلك؟ -- أكيد جرح مؤلم ولن يندمل مهما طال الزمن أو قصر، إذ ليس سهلا أن تجد نفسك بمجرّد أن تتعرّض لإصابة تضطرّ إلى إجراء عميلة جراحية عليها وبعدها لا تجد أيّ أحد من المسيّرين يسأل عنك ويواسيك في آلامك· تصوّر أنه في أوّل لقاء لي مع رئيس الفريق عبد القادر ظريف يعد العملية الجراحية التي أجريتها على مستوى القدم، قال لي: (إنني وضعت اسمك ضمن قائمةاللاّعبين الذين سيتمّ الاستغناء عن خدماتهم)، وذكر لي اسم مازة وتومي ومراقة وتفار وهيديبل، فغادرت المولودية باتجاه فريق مكارم ثليجان بدموع حزينة· - لماذا لم تنتقل إلى اتحاد العاصمة الذي طلب خدماتك؟ -- تريد الصراحة، اخترت اللّعب لمكارم ثليجان لأسباب مادية· - وهل وجدت المال الذي ذهبت من أجله إلى هذا الفريق؟ -- الحمد للّه وجدت المال ووجدت الرجال وفي مقدّمتهم الحاج غلاّب· - إذن لم تندم لانتقالك إلى مكارم ثليجان.. -- أكيد لم أندم، خاصّة وأن هذا الفريق كان على رأسه الحاج غلاّب، فرغم أن ثليجان أشبه بالقرية إلاّ أنه صنع للقرية اسما كبيرا، وبات الجميع يعرف هذه القرية بفضل فريقها الكروي، والفضل الكبير يرجع للحاج غلاّب، حيث لم يكن ينقصنا أيّ شيء، فكان أحسن من المولودية· - قبل انتقالك إلى فريق مكارم ثليجان، أتذكّر جيّدا أن أولمبي (الكاف) التونسي طلب خدماتك لكنك رفضت، لماذا؟ -- كلّ ما في الأمر أنني كنت قد أمضيت عقدا في مكارم ثليجان يستحيل فسخه· - ولماذا لم تعد من جديد للّعب لفريق اتحاد البليدة وهو الفريق الذي يوجد على مقربة عن مقرّ سكناك؟ -- المشكلة ليست في هوية الفريق الذي ألعب له بعد عودتي من فريق مكارم ثليجان، بل في طبيعة عملي وظروفي الاجتماعية، فكنت أفضل اللّعب لفرق صغرى على حساب فرق النّخبة كون هذا الأخيرة ترغمني على ترك عملي على اعتبار أن توقيت التدريبات هي في الصبيحة، وهو التوقيت الذي لا يناسب طبيعة عملي· - وما قصّة رفضك اللّعب لمولودية قسنطينة وشباب بلوزداد؟ -- الحاج غلاّب هو الذي رفض تسريحي إلى هذين الفريقين، حيث قال لمسيّري الفريقين: (أعطيكم جميع اللاّعبين إلاّ غولي)، وقد حاولت إقناعه أكثر من مرّة بتسريحي إلى شباب بلوزداد بعد انتهاء موسمي الأوّل لكنه رفض فكرة الحديث عن موضوع التسريح قائلا لي: (انس يا نور الدين هذا الموضوع إلى الأبد)· - ما صحّة ما قيل لي من جهات رسمية عن سحب اسمك من قائمة المنتخب الوطني المشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي لعبت في الجزائر عام 1990؟ -- صحيح ما قيل لك، فبعد أن تصدّر اسمي قائمة اللاّعبين الذين أضافهم المدرّب عبد الحميد كرمالي كونه كان يعرف إمكانياتي وطريقة لعبي باعتباره كان يشرف على تدريبي في المولودية، كما أنني كنت أحسن مهاجم في البطولة، حيث كنت ثاني أحسن هدّاف، وإذا بالشيخ كرمالي يفاجئ الجميع ويوجّه الدعوة للاّعب محمد رحيم من اتحاد الحرّاش رغم أن سنّه لم يكن يتجاوز السابعة عشر، وبعدها بأيّام عرفت لماذا عوّض اسمي باسم رحيم محمد· - وما هي هذه الأسباب؟ -- لا داعي لذكرها وأفضّل الاحتفاظ بها لنفسي، فلا أريد أن أفتح جرحا جديدا في مسيرتي الكروية· - جرح كبير إذن؟ -- بالطبع جرح كبير، خاصّة بعدما حرمت عنوة من المشاركة في دورة تاريخية نظّمتها الجزائر وعاد لقبها إلى المنتخب الوطني، فكيف تريدني أن لا أتاثّر؟ والذين شطبوا اسمي لا علاقة لهم بكرة القدم· - من هؤلاء الذين حرموك من المشاركة في دورة الجزائر الإفريقية؟ -- من الأحسن أن لا أذكر أسماءهم، فالشيخ عبد الحميد كرمالي وبالرغم من الحبّ الذي كان يكنّه لي أرغم على شطب اسمي وتعويضه بلاعب اتحاد الحرّاش محمد رحيم، المهمّ أن المنتخب الوطني توّج بالكأس والجمهور الجزائري ساهم بنسبة كبيرة في هذا التتويج التاريخي· - لنسألك الآن عن المنتخب الوطني، هل ترشّحه لبلوغ المونديال؟ -- أكيد أرشّحه، وإن شاء اللّه الرّاية الوطنية ستكون حاضرة في مونديال جنوب إفريقيا، وسترفرف عاليا في سماء القارّة الإفريقية· - لكن المنافسة لم تنته بعد، فهناك ثلاث مباريات متبقية.. -- صحيح أن هناك ثلاث مباريات متبقّية، لكن المباراتين القادمتين في الجزائر أمام كلّ من المنتخبين الزّامبي والبوراندي نقاطهما في متناول العناصر الوطنية، وإذا حقّقنا الفوز في كلاّ المباراتين فيعني هذا أننا سنخوض المباراة الأخيرة أمام المنتخب المصري بتشكيلبة من الآمال كما قال المدرّب رابح ماجر، إن شاء اللّه المنتخب الوطني سيكسب ورقة العبور إلى المونديال قبل مواجهة مصر· - ولماذا؟ -- ليخوض منتخبنا الوطني مباراته الأخيرة أمام مباراة مصر من أجل إقامة الولائم والأفراح في الجزائر· - ما تعليقك بخصوص أسعار اللاّعبين في الجزائر؟ -- أغلى لاعب في الجزائر لا يزيد ثمنه في سوق التحويلات عن ال 200 مليون سنتيم، فلو كان لدينا حقّا لاعبين في المستوى لما أضحى المنتخب الوطني لاعبوه حكرا على المحترفين، فالحقّ يقال لا نملك ولا لاعب واحد في البطولة الوطنية بإمكانه اللّعب للمنتخب الوطني، فحتى لموشية في الحقيقة إن تكوينه كان في فرنسا وإلاّ لما لكان اليوم ضمن التشكيلة· - وأين يكمن السبب؟ -- في طريقة تفكير رؤساء النّوادي، حيث يبحثون فقذ عن الفوز ولا شيء آخر واللّعنة على تطوير اللّعبة، لكن هناك أمل كبير مع القرارات التي صدرت من الاتحادية لردّ الاعتبار للبطولة الوطنية التي فقدت هيبتها· - من هو أحسن لاعب في البطولة الوطنية؟ -- في نظري الخاص لا يوجد، فحاج عيسى الذي كنت أعتبره أحسن لاعب لطّخ سمعته بسبب تصرّفه اللاّ رياضي خلال مباراة الجزائر مع مصر، فمهما كان مستوى اللاّعب يجب أن يحترم قرارات مدرّبه حتى ولو وضعه على مقاعد المدرّجات. هذا هو اللاّعب الحقيقي، أمّا أن يثور في وجه المدرّب ويتصرّف تصرّفات طائشة ففي نظري الخاص لا يستحقّ حتى اللّعب لفريق وفاق سطيف· - بعد كلّ هذا بودّي أن أطرح عليك بعض الأسئلة السريعة.. -- تفضّل. - ماذا تمثّل لك كرة القدم؟ -- رياضتي المفضّلة. - ماذا أعطيت لها؟ - ربع قرن من حياتي والبقّية يأتي إن أطال اللّه في عمري. - لاعب كنت معجبا به.. -- صالح عصّاد ورابح ماجر. - وعالميا.. -- روماريو وقبله مارادونا. - وحاليا من هو لاعبك المفضّل؟ -- يعجبني كاكا ورونالدو وميسي. - ما هو منتخبك المفضّل؟ -- االمنتخب الإنجليزي. - مدرّب مدين له.. -- شريف أمغار أوّل مدرّب أشرف عليّ. - أحسن مدرّب أشرف عليك.. -- من الصّعب اختيار مدرّب ما كون كلّ واحد له طريقته الخاصّة في التدريب. - مدرب تمنّيت أن يدرّبك.. -- الرّاحل روغوف. - لماذا؟ -- لأنه فيلسوف في التدريب. - لاعب تمنّيت اللّعب بجانبه؟ -- رابح ماجر. - ملعب كنت تجد راحتك فوقه.. -- ملعبا 5 جويلية و19 ماي بعنابة. - ملعب كنت تخشى اللّعب فوقه.. -- سفوحي بباتنة. - أحسن جمهور.. -- جمهور الشناوة لا يوجد مثله.. (ايزهوك). - وأسوأ جمهور.. -- الجمهور الذي يثور عليك ويشتمك ولا يحترم مشاعرك· - مقابلة لا تنساها.. -- مع المتتخب الوطني الجامعي بإسبانيا عام 1989. - أحسن مقابلة لك.. -- مع المولودية ضد اتحاد الحرّاش بفوزنا (4/2). - أحسن هدف سجّلته.. -- في شباك اتحاد الحرّاش بضربة مقصية من خارج منطقة العمليات· - هدف تمنّيت تسجيله.. -- مع مولودية الجزائر ضد شباب برج منايل. - لونك المفضّل.. -- الأحمر والأخضر. - يومك المفضّل.. -- الجمعة. - صفة تتميّز بها.. -- عمل الخير قدر المستطاع. - أشياء تؤثّر في وجدانك.. -- الأطفال اليتامى. - مدينة جزائرية تنال إعجابك.. -- أحبّ مدن الجنوب. - آخر بلد زرته.. -- تونس. - بلد أعجبت به.. -- إنجلترا. - بلد تتمنّى زيارته.. -- البقاع المقدّسة لأداء مناسك الحجّ. - أشياء مواظب عليها.. -- الصلاة. - قناتك المفضّلة.. - (الجزيرة) و(اقرأ). - القناة الجزائرية.. -- أشاهدها من حين لآخر، خاصّة نشرات الأخيار والبرامج السياسية. - سؤال تمنّيت أن يطرح عليك.. -- سألتني عن كلّ شيء، (يعطيكم الصحّة وخيركم ما يتنساش)، وبالمناسبة أتمنّى لجريدتكم التوفيق والنّجاح، كما أتمنّى لجميع عمّال جريدة (أخبار اليوم) صحفيين وتقنيين وكلّ من له علاقة بالجريدة الصحّة والهناء· حاوره: كريم مادي