عندما استفزّ سياسيون وأشباه إعلاميين وأنصاف فنّانين وأرباع محامين مصريين الشعب الجزائري برمّته خلال (فتنة المونديال) الشهيرة، وجاء ردّ الفعل الجزائري مفاجئا للمصريين وقويا جدّا إلى درجة أثّرت على الاقتصاد والسياحة في مصر، نُسب إلى العقيد اللّيبي معمّر القذافي قوله للمصريين: (لقد قمتم بلمس شنبات أسد نائم، وها هو الأسد يستيقظ ليهاجمكم). والشعب الجزائري لا يبدو (الأسد النّائم) الوحيد الذي يتعرّض في أيّامنا (للإزعاج)، فالعالم الإسلامي برمّته صار مستهدفا والمسلمون في كلّ مكان باتوا عرضة للاستفزاز والإهانة· وفي عصر الفتن لا نكاد نطوي صفحة فتنة على شاكلة الفتنة المونديالية حتى نواجه فتنة أخرى أشدّ وأخطر، وبعد أن ظلّت مقّسات الإسلام والمسلمين عرضة لشتى أنواع الإهانات والاستفزازات والمساس بالمقدّسات من طرف المتطرّفين الصهيو صليبيين أصبحت الإهانات والاستفزازات والمساس بالمقدّسات أمورا مقزّزة تأتي من بني جلدتنا ممّن ينتمنون إلى أمّتنا ولا يتردّدون في الاعتداء اللّفظي وغيره على رموز ديننا الحنيف ومقدّساته بدعوى حرّية التعبير والحقّ في الإبداع· بعد الهجوم الذي تعرّضت له قناة (نسمة) الفضائية التونسية إثر تجرّؤها بكلّ وقاحة على بثّ فيلم كرتوني يحتوي على مشهد يجسّد الذات الإلهية، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا، سمعنا بعض إسلاميي تونس يعتذرون عن الهجوم لكننا لم نسمع للأسف اعتذارا من القناة على مساسها بحرمة الذات الإلهية، بل على النّقيض من ذلك سمعنا تعبيرا عن العزّة بالإثم والتخفّي وراء حرّية التعبير لضرب مقدّسات المسلمين ورموزهم· ولم يختلف حال مخرجة مصرية اسمها كاملة أبو ذكرى عن حال القناة التونسية كثيرا، ولو أن جريمة قناة (نسمة) أشدّ وأنكى· فالمخرجة المصرية تجرّأت على وضع صور لها على حسابها في موقع (الفايس بوك) تظهر فيها بصحبة صديقتين لها تضعان النّقاب وتلوّحان بعلامة النّصر، بينما تحمل إحداهما سيجارة بشكل يتناقض مع هذا الزيّ الذي يعدّ لباسا لعدد كبير من المسلمات· وذهبت المخرجة المذكورة أبعد من ذلك حين أخذتها العزّة بالإثم وقالت إنها لا تبالي بمن يعارضها أفكارها، وبأنها لا تخشى أن يُفتى بإهدار دمها· وبغض النّظر عن حكم الشرع في النّقاب واختلاف العلماء حول وجوبه، فإن الاستهزاء به استهزاء بشريحة واسعة من المسلمات، وهو سلوك متطرّف ينبغي أن يعاقب صاحبه، مثلما ينبغي وضع حدّ لكلّ المتطرّفين الساخرين من دين ورموز المسلمين·