طالب سكان حي الدبلوماسي بدرقانة ببلدية برج الكيفان السلطات المحلية بالنظر في وضعية سكناتهم المتدهورة والهشة التي تعود لأكثر من 24 سنة والتي أضحت تتآكل بشكل ملفت للانتباه كونها بيوتا شبه جاهزة، وسبق للسلطات المحلية والولائية أن قطعت وعودا بإعادة ترحيلهم لفترة وجيزة إلى سكنات لائقة إلا أن ذلك بقي مجرد حبر على ورق، ولحد كتابة هذه الأسطر لم تتلق تلك العائلات المرحلة أية التفاتة، وحسب تعبيرهم كانت آمالهم معلقة على برنامج رئيس الجمهورية الصادر بالقضاء على البيوت الهشة والجاهزة وفي هذا السياق تحدث بعض من السكان المستقدمين من عدة أحياء إلى درقانة على غرار الحامة وبلكور والقصبة بعد تعرض منازلها للسقوط عن معاناتهم، حيث منحت هذه الأخيرة السكان شققا شبه جاهزة على أمل إعادة ترحيلهم إلى سكنات أخرى بعد انتهاء الفترة الافتراضية لبنايات وهياكل هذه العمارات التي لا تتعدى فترة تشغيلها أكثر من 20 سنة. وأبدى السكان امتعاضهم الشديد من هذه السكنات غير اللائقة التي باتت تهدد حياتهم الصحية نتيجة الأمراض المتعددة، ففي الوقت الذي تتشكل فيه الأرضيات والأسقف من مادة الإسمنت العادي فإن الجدران »جاهزة« وتتكون من مادة »الأميونت« المحظورة. وأضاف محدثنا أن الجدران بدأت تتناثر داخل المنازل بسبب مادة القطن المحشوة داخل الجدران والتي أصبحت متنفسا ويستنشقه السكان خاصة الرضع والأطفال. وحسب السكان فإن معظم القاطنين بذات الحي مصابون بأمراض متنوعة الناجمة عن هذا النوع من البنايات كالربو والحساسية وخاصة السرطان نظرا لدرجة الاهتراء والقدم الواضح عليها، حيث يجمع السكان على تآكل الجدران وسقوط أجزاء كبيرة منها واهتراء الأسقف نتيجة التسربات المتواصلة لمياه الأمطار والمياه المستعملة عبرها، ناهيك عن شدة البرودة داخلها في فصل الشتاء وشدة الحرارة في فصل الصيف. وفيما يؤكد السكان أن زلزال 2003 ألحق أضرارا كبيرة بالشقق إلى درجة تحول بعض الجدران الفاصلة بين الغرف من مكانها وتطاير البلاط من أماكنه، فإن بعض السكان خاصة ممن اشتروا منازلهم وسدّدوا كافة مستحقاتها للجهات الوصية وهم في انتظار الحصول على عقود الملكية يطالبون بإيجاد حلول تقنية مبنية على أسس علمية تسمح لهم بتحويل الجدران الجاهزة إلى جدران عادية مصنوعة من الإسمنت ويتلقوا بالمقابل تطمينات بعدم تأثيرها على أساسات العمارات وعلى حياة القاطنين بها. وعبر صفحاتنا يرفع هؤلاء السكان بمطالبهم للسلطات المحلية والولائية للتعجيل بترحيلهم لإنقاذ أرواحهم من الموت الذي يتربص بهم أو منحهم عقود ملكية وإعطائهم الضوء الأخضر للشروع في تجديد منازلهم بصفة نهائية وعادية والاستقرار في سكنات ملائمة كباقي المواطنين الجزائريين.