تعود قصّة (العشق الممنوع) التي جمعت ريال مدريد وبرشلونة من خلال مبارياتهما إلى ردح من الزمن لأن النّاس أحبّت هذا النّوع من اللّقاءات وألفته، لكن الكراهية التي تراود اللاّعبين الأخصام لها أسباب جغرافية يعتقد بها الكاتالانيون من ناحية محاولة الانفصال عن البلاد، ويمكن لبساط الملعب الأخضر أن يغطّي عليها ويعيد زرع البسمة بين نجوم البلد الواحد الذين سرعان ما يتعارفون ويتآلفون في القميص الأحمر·· قميص منتخب (الماتادور) التي تبقى أغلى وأعلى· وما إن ينتهي لقاء بين الفريقين الأكثر شهرة في المعمورة والأكثر جذبا لأهل البسيطة حتى يأخذ كلّ جمهور مضجعه الذي يحبّ أن يخلد إليه ليعبّر عن فرحه وينفث مشاعره فهناك دوما (وارد ومورود)، فجماهير الريال لا تخلي ساحة (ثيبيليس) مهما حصل حتى يطلع صباح جميل ويصيح ديك المدينة السمين والذي يشبه حبش العيد (إل بافو)، مؤكّداً فوز الأبيض، وإن تحوّل فريق ريال مدريد إلى ثيابه السود والحمر الجديدة في أيّامنا ولم نألفها على أبدان لاعبيه من قبل، ولا ننسى النّافورة الشهيرة في وسط الساحة التي ترسل رذاذ مياه منعش بعد مباراة مشوقة وعصيبة، وسهرة مضنية تطفئ حرارة القلوب· لكن لريال مدريد ظهور متألّق وغياب طويل على مدى السنوات حسب الأرقام، فهو (حبّة فوق وحبّة تحت) وطالما عانى من عدم الاستقرار مع خصمه برشلونة في النتائج التي تكون لافتة للنّظر واسألوا شباك المرميين إن كنتم لا تعلمون· فحبّ ريال مدريد سكن النّفوس وأسرالعقول، ويمكن لجماهير (الملكي) أن تنشد لو كانت تجيد اللّغة العربية ما ردّده فنّان الشعب الرّاحل سيد مكّاوي (عرش القلب ملكتو وتربعت عليه)·