* مظاهرات في باريس ضد "قانون الأرمن" تنصف الجزائر صعّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، لهجته تجاه فرنسا، واتهمها بارتكاب "إبادة جماعية" بالجزائر، وباستغلال التاريخ في شن حملات انتخابية، بعد أن تبنت فرنسا قراراً يجرّم مَن ينكر "إبادة" مئات آلاف الأرمَن على أيدي الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى، وهي التي تتنكر لجرائمها الدموية البشعة في بلادنا· وجاء التصعيد الكلامي لأردوغان نحو باريس بعد يوم من إقرار الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان الفرنسي) مشروع قانون يقضي بتجريم كل مَن ينكر إبادة جماعية تعرض لها الأرمن على يد الأتراك العثمانيين في الفترة بين عامي 1915 و1918· وترفض أنقره وصف المجازر التي تعرض لها الأرمن في آخر عهد الإمبراطورية العثمانية بالإبادة، وتعتبر أنها وقعت في سياق الحرب العالمية الأولى وهجوم روسي على شرق تركيا، قتل فيه أرمن وأتراك أيضا· وقال رئيس الوزراء أردوغان: "لم يتم ارتكاب اية إبادة في تاريخنا· نحن لا نقبل ذلك"· كما انتقد أردوغان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي واتهمه بشن حملة انتخابية قبل الانتخابات الرئاسية، التي ستجري العام المقبل، للحصول على أصوات 500 ألف أرمني يعيشون في فرنسا· وقال إن "التاريخ والناس لن يغفروا لمن يستغلون الحقائق التاريخية لتحقيق أهدافهم السياسية"· واتهم أردوغان النواب الفرنسيين الذين دعموا القرار بأنهم اتخذوا قرارات سياسية على أساس من "العنصرية، والتمييز وكراهية الأجانب"· وأضاف أردوغان: "ارتكبت فرنسا مذبحة بحق ما يقدر بنحو 15 بالمائة من سكان الجزائر عام 1945، وما بعده"، وشدد لهجته قائلاً: "هذه إبادة جماعية"، واتهم أردوغان الرئيس اليهودي لفرنسا ساركوزي ب "تغذية كراهية المسلمين والأتراك سعيا وراء مكاسب انتخابية"· وأضاف في معرض تعليقه على الاحتلال الفرنسي للجزائر: "إذا كان الرئيس الفرنسي السيد ساركوزي لا يعلم شيئا عن هذه الإبادة الجماعية، فإن بإمكانه أن يسأل والده بال ساركوزي، الذي خدم في صفوف الجيش الفرنسي في الجزائر خلال أربعينيات القرن الماضي"· وتابع: "إنني متأكد أن لدى والده الكثير من الأمور ليخبر بها نجله عن المذبحة الفرنسية في الجزائر"· وطلب الرئيس الفرنسي اليهودي، أمس الجمعة، من تركيا احترام "قناعات" كل طرف، وذلك إثر ردود الفعل القوية لأنقرة على تبني فرنسا قانونا يجرم إنكار "إبادة" الأرمن· وقال ساركوزي: "أحترم قناعات أصدقائنا الأتراك، إنه بلد كبير، وحضارة كبيرة، وعليهم احترام قناعاتنا في المقابل"· وأضاف ساركوزي "أن فرنسا تحدد سياستها بشكل سيادي"، معتبرا أنه "يتعين في كل الظروف الحفاظ على برودة الدم والهدوء"· من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة تركيا إلى "ضبط النفس"، بعد تصريحات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، التي وصفها جوبيه بأنها "مبالغ فيها"· وأضاف "هناك الكثير من الأسباب للإبقاء على علاقات الثقة وحتى الصداقة بين فرنسا وتركيا"· وفي سياق ذي صلة، تظاهر مئات الأشخاص يوم الخميس 22 ديسمبر أمام البرلمان الفرنسي، المسمى بالجمعية الوطنية الفرنسية بباريس منددين بالتصويت على مشروع قانون من شأنه أن يجعل إنكار ما تعتبره فرنسا "إبادة ضد الأرمن"، جريمة يعاقب عليها القانون، وتساءل الغاضبون على "قانون الأرمن": ماذا كانت تفعل فرنسا في الجزائر؟ في إشارة إلى المجازر الدموية الرهيبة التي ارتكبتها الدولة الفرنسية خلال احتلالها لبلادها· وأمام مبنى السفارة الفرنسية في أنقرة، رفع عشرات المتظاهرين لافتات كتب عليها "ساركوزي كاذب" و"ماذا كنتم تفعلون في الجزائر؟"·