كشف وزير العدل حافظ الاختام السيّد الطيّب بلعيز أمس الأربعاء أن 6000 محبوس استفادوا من إجراءات العفو أو تخفيف العقوبة خلال الشهور المنقضية من سنة 2010، موضّحا أنه »في إطارا إجراءات العفو الأخير المتّخذة من طرف رئيس الجمهورية استفاد ستّة آلاف سجين تقريبا من العفو أو تخفيف العقوبة«. وذكر السيّد بلعيز على هامش إشرافه على مراسيم حفل تكريم النّزلاء المتفوّقين في شهادتي التعليم المتوسّط والبكالوريا على مستوى المؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحرّاش في الجزائر العاصمة أن عدد السجناء النّاجحين في شهادتي البكالويا، والذين سيستفيدون من إجراءات العفو غير معروف حاليا وسوف يكون متوفّرا بعد صدور النتائج النّهائية في القريب العاجل. وبخصوص الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية التي تتوفّر عليها المؤسسات العقابية، شدّد الوزير على ضرورة تدعيم التأطير داخل السجون بعدد أكبر من الأساتذة المنتدبين لضمان تأهيل المحبوسين، كما طالب بزيادة عدد الأطبّاء النّفسانيين العاملين داخل المؤسسات العقابية. كما أحصى السيّد بلعيز 13 مؤسسة خارجية جديدة في إطار إعادة إدماج المساجين اجتماعيا. وفي مجال التربية بمفهومها الواسع في قلب عمل السجون اعتبارا من أن الجهل - كما يقول السيّد بلعيز - من أهمّ الأسباب في انتشار الجريمة، فإن التعليم والتكوين المهني والتربية العقابية تعدّ من أهمّ أساليب المعاملة العقابية التي تضمن تأهيل المحبوسين. وبالنّسبة لنشاط التعليم بالمؤسسات العقابية لسنة 2009 - 2010، سجّل 16925 محبوس لمزاولة التعليم بالمراسلة و6041 محبوس في مختلف أطوار محو الأمّية وما يقارب ال 780 محبوس لمزاولة التعليم الجامعي بمختلف المؤسسات أي بزيادة - كما يقول الوزير - 4000 مسجّل جديد خلال هذا الموسم. وأكّد السيّد بلعيز أن حركية التعليم العام لكلّ مستوياته والتكوين المهني في كافّة تخصّصاته سجّلت ارتفاعا مستمرّا من عام إلى آخر، لا سيّما في عدد النّاجحين في شهادتي التعليم المتوسّط والبكالوريا، ويعدّ ذلك مؤشّرا على نجاعة الإصلاحات التي انتهجتها وزارة العدل. بالنّسبة لبرنامج العدالة للخماسي الحالي 2010-2014، قال الوزير إنه سيتمّ التركيز على »استكمال ما تبقّى من إصلاح العدالة وكذا باقي النّصوص القانونية والتشريعية وبناء المؤسسات العقابية«، وكذا التركيز على التكوين وإعادة الادماج وؤنهاء البرنامج المتعلّق بالاعلام الآلي. وفي سياق ذي صلة، وصف الطيّب بلعيز نسبة نجاح المحبوسين في شهادتي التعليم المتوسّط والبكالوريا ب »الكبيرة جدّا« وهذا بفضل السياسة العقابية الرشيدة التي تتّبعها الدولة والمعتمدة على الإصلاح والتكوين وإعادة الادماج. وأكّد السيد بلعيز خلال إشرافه على حفل تكريم النّزلاء المتفوّقين في شهادتي التعليم المتوسّط والبكالوريا على مستوى المؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحرّاش (الجزائر العاصمة)، أن هذه السنة عرفت 1859 ناجح في شهادة التعليم المتوسّط و560 ناجح في البكالوريا. ويعدّ هذا التكريم - كما يقول الوزير - ثمرة تطبيق سياسة إصلاح المؤسسات العقابية في شطرها المتعلّق بالتعليم والتكوين، والتي تظهر من خلال النتائج الملموسة، والتي عرفت ارتفاعا محسوسا هذه السنة. وقد تمّ تكريم خلال هذا الحفل تسعة نزلاء ينتمون إلى مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحرّاش من بينهم امرأتان. وكان أوّل متفوّق في شهادة البكالوريا هو السجين »نوار« من عنابة، يبلغ من العمر 37 سنة، بمعدّل 17.13، والذي استفاد من تخفيف عقوبته، فيما كان »شمس الدين« ذو الأربعين سنة، المتفوّق الأوّل في شهادة التعليم المتوسّط بمعدّل 42.12. وبالنّسبة للعنصر النّسوي فقد تحصّلت السجينة »رزيقة« على شهادة البكالوريا للمرّة الخامسة بمعدّل 05.11. وأكّد السيّد بلعيز أن السجناء النّاجحين سوف يزاولون دراستهم عن طريق التعليم عن بعد، وأن بعضهم سوف يستفيدون من الحرّية النّصفية، لا سيّما الجامعيون منهم. وحضر هذا الحفل التكريمي أعضاء من الحكومة وكذا رئيس اللّجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان وأعضاء اللّجنة الوزارية المشتركة لتنسيق نشاطات إعادة تربية المحبوسين وإعادة إدماجهم الاجتماعي والسلطات القضائية لمجلس قضاء الجزائر، وكذا ممثّلين عن المجتمع المدني، بالإضافة إلى أولياء النّزلاء النّاجحين.