حذّر رئيس المجلس الوطني الاِنتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل من حرب أهلية في ليبيا في حال استقالة المجلس الذي يواجه أخطر أزمة منذ سقوط نظام معمّر القذافي، أرغمت نائب رئيسه على الاستقالة· وقال عبد الجليل في مقابلة مع تلفزيون (ليبيا الحرّة) اللّيبي: (لن نستقيل لأن الاستقالة قد تؤدّي إلى حرب أهلية)، وذلك في أعقاب تصاعد الاحتجاجات ضد السلطات الجديدة· وأدلى عبد الجليل بتصريحاته بعد ساعات من استقالة نائبه عبد الحفيظ غوقة من المجلس إثر احتجاجات طالبته بالاستقالة، كما اضطرّ المجلس تحت ضغط الشارع إلى إرجاء تبنّي القانون الانتخابي الذي سيتمّ على أساسه انتخاب مجلس تأسيسي في جوان بعدما هاجم متظاهرون غاضبون السبت مقرّ المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي مهد الثورة في شرق ليبيا· وهي أوّل أزمة سياسية تواجهها السلطات الجديدة منذ أن تولّت زمام الأمور في البلاد، وإذ استبعد عبد الجليل استقالة المجلس اتّهم (أياد خفية) بالوقوف خلف أعمال العنف الأخيرة· وأعلن غوقة الأحد استقالته (بما فيه مصلحة الأمّة) عقب تزايد الدعوات إلى استقالته، وقد هاجمه طلاّب في جامعة بنغازي الخميس، وقال متحدّثا ل (فرانس برس) إنه (بعد انتهاء حرب التحرير بدأت تسيطر أجواء من الحقد لا تخدم المصلحة الوطنية)، وتابع: (المهمّ هو الحفاظ على المجلس الوطني الانتقالي، لا نريد لبلادنا أن تنزلق إلى الفوضى لأن هذه المرحلة حاسمة ولا تقلّ دقّة عن المرحلة التي سبقتها)· وحرص عبد الجليل على الإشادة بغوقة مؤكّدا أنه (اختار الوطن قبل شخصه) ودعم الثورة فيما كان آخرون (في مصر أو في أماكن أخرى مختبئين)· وألقيت قنابل يدوية الصنع السبت الماضي على مقّ المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي قبل أن يحتلّه مئاتُ المتظاهرين ويحرقوا واجهته، كما تظاهر ما لا يقلّ عن أربعة آلاف طالب الأحد في بنغازي شرق ليبيا احتجاجا على اعتقال 11 من زملائهم بعد الهجوم الذي تعرّض له غوقة في جامعتهم، على ما أفاد مراسل وكالة (فرانس برس)· وغالبا ما يواجه غوقة اتّهامات من المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته ويصفونه بأنه (متسلّق) أي انتهازي ومن أركان نظام القذافي· وتعرّض المجلس الانتقالي مؤخّرا لانتقادات غير معهودة منذ سقوط القذافي وما زال اعتصام في بنغازي، مهد الثورة على القذافي في شرق ليبيا، يطالب بمزيد من الشفافية وإقصاء الذين كانوا في النّظام السابق·