عرفت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف هذا العام أجواء خاصة، حيث تزامنت مع سوء الأحوال الجوية التي تشهدها الجزائر والتساقط المعتبر للثلوج الذي أعاق حركة السير وبالتالي حركة المواطنين والشباب الذين اعتادوا الاحتفال بالمفرقعات· وشهدت مختلف ولايات القطر الوطني، ومنها العاصمة، أيام الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ركودا نسبيا مقارنة مع الأعوام الماضية، بسبب موجة البرد الشديدة التي اجتاحت المنطقة وتساقط الثلوج، الحركة قليلة لأنه يوم عطلة، أذ تمشي فيها فتحسب نفسك في إحدى القرى النائية، لعدم توفر وسائل النقل بالشكل الذي اعتدنا عليه، كما عرفت الطرقات بولاية الجزائر حركة مرور متثاقلة بسبب سوء الأحوال الجوية التي تسببت في وقوع حوادث حسبما أكده أمس الأحد مسؤول من مكتب أمن الطرقات بمجموعة الدرك الوطني لولاية الجزائر· أما فيما يخص المحلات التجارية فهي تقريبا كلها مغلقة، خاصة المخابز التي تعرف المفتوحة منها اكتظاظا ومناوشات بين المشترين من أجل الخبز بالإضافة إلى أزمة في الحليب· أما فيما يخص الدجاج فحدث ولا حرج ورغم غلاء أسعاره إلا أن الجزائريين لم يستطيعوا التفريط فيه حتى الأسواق التي كانت لاتخلو أبدا من الناس هي اليوم هادئة، أما الاحتفال لدى الأطفال الذي عهدناه بالمفرقعات فإن فعاليته قلت بالنظر إلى البرودة الشديدة وهو ما انعكس بطريقة إيجابية من ناحية أخرى على المواطنين بالنظر إلى قلة الحوادث التي يخلفها في كل مرة الاستعمال المفرط والعشوائي للمفرقعات سواء على صحة المواطن أو على أملاكه أين كانت تسجل خسائر معتبرة بسبب اشتعال ألسنة اللهب والحرائق التي تأتي على البيوت ومستلزماته· ورغم هذا لم تقل الفرحة في هذا اليوم بفضل المناظر الجميلة التي صنعتها الثلوج المتساقطة والبهجة التي عمت العاصمة وباقي ولايات الوطن· دعوات لمواصلة الاحتفالات بالمولد وتجنب المفرقعات شدد الأستاذ مدير الشؤون الدينية والأوقاف للعاصمة موسى عبد اللاوي على أن الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يجب أن يكون في ليلة أو في ليلتين وإنما يجب أن يكون خلال شهر كامل تعرض فيه محاضرات ودروس يتم التطرق فيها إلى الجوانب الإنسانية لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم· ورأى المتحدث في تصريح للإذاعة الوطنية، أن المستفاد من هذه المناسبة هو التقصي والوقوف على عدد من الجوانب المتصلة بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في شقها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والدعوة إلى التحلي بها تحليا أسمى من تفاهات الألعاب النارية والمفرقعات التي هي تضر أكثر من أن تفيد· كما ألح على ضرورة الاحتفاء بسنة النبي الكريم في هذه المناسبة أكثر من أي وقت مضى للتعريف به وبصفاته وخلقه خاصة في ظل التكالب الغربي على العالم الإسلامي بتشويهه للإسلام والمسلمين بمس مقدساتهم والاستهزاء بها وفي مقدمتها شخصية الرسول الكريم· فكان الأحرى بالمسلمين تباعا أن يجددوا العهد مع الله ورسوله بالاحتفال به كل عام وذلك بإتباع سنته وعملا بقوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) السنة التي ما إن تمسكنا بها لن نظل أبدا· وللعلم فإنه لم يعرف على المسلمين الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قبل ستة قرون، أي ما يعادل ستة مئة وخمسة وعشرون سنة، إلا أن بداية الاحتفال به، كانت لما ذهبت الخلافة إلى عهد الملك المظفر لكن عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحتفل بيوم ميلاده، وذلك حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول فيما أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذلك يوم ولدت فيه، وفيه أنزل عليً، لهذا يجب أن يكون يوم ميلاده يوما مميزا يعطر بسيرته وذكر فضائله ويكون يوم خير لنا فيذكره لنا ويشفع لنا به، بدل أن يكون يوم شر لنا نحاسب عليه فيتسلل هذا إلى أجيالنا القادمة، فينمو ويرسخ الوعي الديني عندهم· عشرات الجرحى بسبب "المحارق أدى استعمال المفرقعات خلال الليلة الماضية بوهران إلى إصابة 57 شخصا معظمهم من الأطفال بحروق متفاوتة حسبما علم أمس الأحد لدى مصالح المركز الإستشفائي الجامعي لوهران· وقد استقبلت مصلحة الحروق بالمستشفى المذكور 37 حالة خلال الساعات الأخيرة تتراوح أعمار أغلبهم بين 5 و27 سنة فيما سجلت مصالح الإستعجالات لنفس المؤسسة الإستشفائية حوالي 20 ضحية يضيف المصدر ذاته· كما تم تحويل 10 أشخاص نحو مصلحة أمراض العيون بعد أن أصيبوا نتيجة استعمالات (خطيرة) لهذه المفرقعات التي يكثر إنتشارها تزامنا والاحتفال بالمولد النبوي الشريف· وقد سجل بتر أصبعي يد طفلة بحي سيدي البشير (شرق مدينة وهران) بعد استعمالها لمرفقعات شديدة الانفجار حسبما أشار إليه ذات المصدر·