رد وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أمس السبت على وزير الخارجية الروسي سيرغيى لافروف بعد إلقائه كلمته في الجامعة العربية معتبرا أن دعوة الأخير إلى إعطاء الأولوية لوقف إطلاق النار في سوريا غير كافية "بعد ما تمت أعمال إبادة"· وقال الوزير القطري "هناك إبادة ممنهجة من قبل الحكومة السورية في ظل حديثنا الآن عن وقف إطلاق النار"، مضيفا "بعد ما تمَّ من قتل، لا يمكن أن نقبل فقط بوقف إطلاق النار" و"لا نريد أن يكافئ أحد بهذه الطريقة"، في إشارة إلى ضرورة إسقاط النظام السوري· وكان لافروف قد حذر من أي "تدخل سافر" في شؤون سوريا وذلك أثناء لقاء مع الموفد الدولي للملف السوري كوفي انان كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت· وأثناء هذا اللقاء الذي لم يوضح مكانه تم "التشديد على أنه من غير المقبول الاستخفاف بمعايير القانون الدولي بما في ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية لسوريا" كما أوضحت الوزارة في بيان· من جانبه، اتهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، في كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، روسيا والصين بمنح النظام السوري "رخصة للتمادي في الوحشية"· وقال الفيصل إن "الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة في ما يتعلق بالشأن السوري منح النظام السوري الرخصة للتمادي في الممارسات الوحشية ضد الشعب السوري دون شفقة أو رحمة"· من جهة أخرى، هددت الحكومة السورية بأنها ستتخذ إجراءات عقابية بحق مراسلين دخلوا الأراضي السورية بشكل غير قانوني وفق القوانين النافذة· ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزارة الإعلام السورية التي تشرف على النشاط الإعلامي في سورية قولها إن الوزارة تابعت "تسلل بعض مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية إلى سورية بطرق غير شرعية ومخالفة للأنظمة والقوانين وكذلك قيام بعض وسائل الإعلام بالاعتماد على مراسلين من داخل سوريا بشكل غير قانوني يفتقر لأصول اعتماد المراسلين" مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق هؤلاء الأشخاص والمؤسسات وفق القوانين النافذة· وفي إشارة إلى "الجزيرة" لفتت الوزارة، في بيان لها، إلى قيام مراسلي بعض وسائل الإعلام ولاسيما بعض القنوات الفضائية "المعروفة بعدائها لسوريا بمرافقة الإرهابيين في تحركاتهم وتسويق جرائمهم بحق السوريين وتلفيق الأخبار التي لا تستند إلى أي وقائع الأمر الذي يعتبر شراكة في الإرهاب الذي يتعرض له الشعب السوري بكل مكوناته ويضعهم كأشخاص ومؤسسات أمام المساءلة القانونية"، وكانت "الجزيرة" قد قامت مؤخرا ببث تحقيق صحفي أجراه "مراسلها" أحمد زيدان داخل الأراضي السورية، عن يوميات الجيش السوري الحر· ويذكر أن عددا كبيرا من المراسلين دخلوا إلى مدينة حمص المحاصرة خلال الأسابيع الأخيرة وأقاموا في حي بابا عمرو الذي شهد قصفا عنيفا· وقتل في الحي المحاصر مراسلان أجنبيان هما الأمريكية ماري كولفن والفرنسي إيمي أوشليك، وسبقهما قبل ذلك أيضا الفرنسي جيل جاكيي· وحملت الوزارة الوسائل الإعلامية التي تعمل لتهريب مراسليها إلى داخل سوريا بشكل غير شرعي المسؤولية "القانونية والأخلاقية والنتائج المترتبة عما قد يتعرض له هؤلاء المراسلون نتيجة مرافقتهم المجموعات الإرهابية المسلحة"·