اعتقلت السلطات الإماراتية فجر الأحد، أحد الدعاة بسبب توجيه النقد لبعض ما ورد في كلمة لحاكم الشارقة التي ألقاها قبل أيام· فقد اقتحمت أجهزة الأمن الإماراتية منزل الداعية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محمد عبد الرزاق الصديق في الشارقة وقامت باعتقاله بسبب انتقاده بعض ما ورد في كلمة لحاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حول ما يدور في الإمارات، واتهامه لبعض من المواطنين الإماراتيين ب(العمل لمصالح وأجندات خارجية والتحذير منهم)، وفقا لموقع (التواصل) الإماراتي· وكان من ضمن رسالة النقد التي وجَّهها الصديق لحاكم الشارقة (ملخص القول أن كلمة الشيخ سلطان حفظه الله كلمة أبوية حانية تدعو إلى التعاون، ولي عتبٌ على والدنا الشيخ سلطان فيما لم نكن نتوقعه منه كشيخ دكتور مثقف، لم نتوقع أبداً من شيخ دكتور مثقف يتكلم بعنصرية حول الأصليين والمتجنسين، لم نتوقع أبدًا من شيخ دكتور مثقف أن يفرق بين مواطنين أصليين وغير أصلين، لم نتوقع أبداً من شيخ دكتور مثقف أن يزدري قبائلَ عربية أصيلة من شرق الخليج·· يا شيخ سلطان إننا ننظر إليك كوالد للجميع وأنت تنظر إلينا كأصليين ومتجنسين، ورغم كل ذلك سنعض على جراحنا·· وستبقى يا شيخ سلطان شيخ الجميع)· وكان آخر ما كتبه الصديق على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: (الشرطة عند باب بيتي يريدون أن يدخلوا البيت·· أيها الإخوة الأحبَّة إن اعتقلوني الآن فكلُّكم آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر)· وقد ذكرت ابنة الداعية الصديق أن السلطات قطعت أغلب هواتف أبنائه وأهله لمدة أربع ساعات، وذلك قبل اعتقاله، بالإضافة لقطع الإنترنت ومحاصرة البيت، وقالت إن (أكثر من 20 شخصا، بعضهم يرتدي لباس الشرطة والبعض الآخر بملابس مدنية ومعهم امرأة جاؤوا لأخذه)· وتصاعدت الأزمة بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر ودولة الإمارات إثر تهديد قائد شرطة دبي ضاحي خلفان بمطالبة الإنتربول بالقبض على القرضاوي لنقده قيام السلطات الإماراتية بترحيل سوريين تظاهروا ضد نظام بشار الأسد، وكأنَّ حكام الإمارات ملائكة لا يخطؤون وهم فوق النقد· وبعد شد وجذب مع إخوان مصر على خلفية هذا الملف، صرَّح الفريق ضاحي خلفان بأن ملف الداعية يوسف القرضاوي قد انتهى بالنسبة إليه، لكنه واصل في تصريحات صحافية متفرقة توجيه انتقادات لاذعة لجماعة الإخوان المسلمين· حاكم الشارقة ينتقد الإخوان والقرضاوي وانضم إلى هذا التصادم حاكم الشارقة الذي قال في تصريحات وزعت على نطاق واسع في دولة الإمارات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي: (كل من يسيء إلى دولتنا يُعاقب، ويُتخذ ضده الإجراء اللازم، حسمًا ودرءًا للعبث والفوضى)· على حد وصفه· وقال الشيخ سلطان: (دولتنا سخَّرت خيراتها ومرافقَها وقدراتها لخدمة مواطنيها، ثم نجد من يسيء إلى البلد، ويتنكر للنعم)· وأضاف: (دولتنا تسودها أجواءُ التفاهم والمحبة والتعاون بين الحاكم والمحكوم، والمشاكل تعالج بينهم داخليًّا)· ورأى حاكمُ الشارقة أن تنظيم الإخوان العالمي يستهدف الشباب الإماراتيين على وجه الخصوص قائلاً: (نحذر شباب الإمارات من الاغترار بالمسارات الحزبية، والأجندات الخارجية)، مشيرًا إلى خطر (استغلال الشعارات الإسلامية لترويج المناهج الحزبية مرفوض، إذ ينبغي الرجوع إلى العلماء الراسخين)· وقال الشيخ سلطان: (دولتنا لها طبيعتُها وتركيبتها وقانونها وأهلها، ولا تحتاج إلى أجندات خارجية مُغرضة)، معبرًا عن امتعاضه الشديد ممن (يتكلم ويتهجم على دولتنا) والذي (لابد أن نرد عليه، ولا ينبغي السكوت، ولا يرضينا هذا التهجم)· وتوجه حاكم الشارقة إلى الأسرة الإماراتية بالقول: (نصيحة للآباء أن يحافظوا على أبنائهم من الأفكار الحزبية، والتوجهات الجهادية المتطرفة)، على حد قوله· وحذر من خطر ما أسماه (الإسلام السياسي) على التعليم وقال: (لقد تفاقم خطرُ الجماعات الحزبية، حتى وصلوا إلى الجامعات والمدارس ومراكز الناشئة، فيجب الحذر)· وأثار الشيخ سلطان موضوع الحجج التي تطلقها جماعات الإخوان حول (أسلمة) الدول كوسيلة لوصولهم إلى الحكم، ودعا ضمنياً إلى الاكتفاء بالعبادات والابتعاد عن السياسة والمطالبة بالديمقراطية والحريات في هذه المملكة الشمولية، قائلاً: (نحن لا نعادي الإسلام والتعبد والإصلاح، تَعَبَّدْ لربك، وأصلح نفسَك وأهلك ومنطقتك بالتي هي أحسن)·؟! وزعم حاكم الشارقة بأن (أبواب المسؤولين في بلاده مفتوحة)، وأن (من لديه نقد أو شكوى أو مظلمة فليأتِ إلينا، وسيجد الحضن الدافئ!)· وقال في إشارة واضحة إلى ما صار يُعرف بازدواجية الولاء: (يجب الحذر من البيعات الخارجية، والولاء لأحزاب بدعية، فمن التناقض أن توالي الأجندات ضد دولتك)· وزعم أن الدعوات التي تطلقها (حركات الإسلام السياسي سلمية اليوم كما تبدو لكنها سرعان ما تتحول إلى العنف)، وقال: (الحذر من منهج الخوارج، فهم ينكرون اليوم بالقول وغدًا بالسيف!)، كما قال· وأضاف حاكم الشارقة في مداخلة إذاعية مع برنامج (الخط المباشر) الذي يذاع عبر أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة: (كثيرون يدَّعون الإسلام ويفرضون التشريعات والفتاوى ولكن ليس لهم الحق في هذا الأمر أو في المزايدة على الإماراتيين في الدين والتشريعات، إذ إن هذه الشؤون لها أهلها من ذوي العلم والخبرة)، رافضًا أن (يفرض هؤلاء على الشعب الإماراتي أجنداتهم وأفكارَهم)· التي تتعارض مع رغبة الأسرة الحاكمة في الإبقاء على النظام الشمولي بالبلد·