قضت أمس محكمة جنايات العاصمة بتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا على المتّهم (ب· أدو بن يايا) من توارق أدرار يعمل كمهرّب سجائر بعد ما اتّخذت ضده إجراءات التخلّف، فيما قضت بإدانة قريبه (ب· مصطفى) الذي يعمل سائق سيّارة أجرة بالسجن النّافذ 05 سنوات لارتكابهم جناية الانخراط في جماعة إرهابية بعدما تبثّ تورّطهما كعنصري دعم وإسناد لكتيبة الملثّمين النّاشطة في الحدود الجزائرية المالية بقياة (مختار بالمختار) المكنّى (الأعور)، حيث انحصرت مهمّتهما في تأمين الطريق للعناصر الإرهابية· إحالة المتّهم (ب· مصطفى) على العدالة لمواجهة الجرم المنسوب جاء على إثر تحقيق فتحته الفرقة الإقليمية للشرطة القضائية لولاية الجزائر شهر سبتمبر الفارط في إطار مكافحة نشاط العناصر الإرهابية المنضوية تحت لواء تنظيم الجماعة السلفية للدعوى والقتال، وبالضبط تلك النّاشطة في منطقة الساحل بجمهورية المالي تحت قيادة المدعو (مختار بلعور) أمير كتيبة الملثّمين. وعليه، تمّ توقيف المتّهم بعد استغلال خطّه الهاتفي، حيث تبيّن أنه أجرى 68 مكالمة هاتفية مع الإرهابي (ب· أدو بن يايا) وتبادلا 06 رسائل قصيرة، حيث قام بنقله على متن سيّارته من منطقة أدرار إلى بلدية مسعد بولاية الجلفة، ثمّ إلى جبل بوكحيل معقل كتيبة (المهاجرون) بغرض تأمين الطريق للعناصر الإرهابية التي كانت تتبعه على متن سيّارة من نوع (طويوطا ستايش)، وقد توقّفوا في الطريق أين تبادل معهم المتّهم (ب· أدو) الحديث باللّغة الترقية ثمّ قام بإعادتهم إلى منطقة المنيعة مقابل مبلغ 30 ألف دينار. كما توصّلت التحرّيات إلى أن المتّهم قام ببيع سيّارته بأمر من مجنّده (ب· أدو) تفاديا لاكتشاف أمره من طرف مصالح الأمن· المتّهم (ب· مصطفى) عند مواجهته من طرف قاضي الجلسة أنكر التهمة المنسوبة إليه، مصرّحا بأن المتّهم قريبه وقد توجّه شهر جوان 2010 إلى منزل خالته بولاية أدرار لحضور مراسيم زاوية القصور، وهناك التقى بالمتّهم الثاني وهو قريبه من بعيد وطلب منه إيصاله إلى بلدية مسعد بغرض شراء سيّارة، وفي الطريق تلقّى اتّصال هاتفيا من شخص ادّعى أنه صاحب السيّارة وألغى الموعد معه، كما نفى أن يكون على علاقة بالجماعات الإرهابية النّاشطة في دول الساحل، وفي طريق عودتهما التقى (أدو) بشخصين ملثّمين وعرّفه بهما على أنهما يعملان في مجال تهريب السجائر· ومن جهته، المتّهم صرّح أمام قاضي التحقيق بأنه تمّ تجنيده للعمل كعنصر دعم وإسناد من طرف أحد التوارق يدعى (ب·ع) لصالح كتيبة الملثّمين التابعة ل (مختار بلعور) وقد كلّف بتأمين أشخاص يسهّلون عملية نقل العناصر الإرهابية من الصحراء الجزائرية إلى دولة مالي فاقترح تكليف المتّهم الأوّل دون أن يكون على دراية بالمهمّة المسندة إليه. ممثل النيابة العامّة أكّد خلال المرافعة أن أركان جناية الانخراط في جماعة إرهابية متوفّرة، غير أن المتّهم وخلال كافّة مراحل التحقيق أنكر معرفته بالإرهابي (بلحوس)، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المتّهم عيّن من قِبل آخر كعنصر دعم وإسناد لجماعة (مختار بلمختار)، كما كان يقوم بتأمين الطريق لجماعة الملثّمين من خلال الترصّد لتواجد حواجز أمنية بالطريق، كما أضاف أن هاتفه النقّال كشفه والتمس في الأخير توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقّهما، قبل أن تصدر هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية الحكم السالف ذكره·