** ماذا يعمل من أراد التوبة من شهادة الزور، أو من الكذب لأخذ حق الآخر؟ * نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا للتوبة النصوح، وباب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو يصل الإنسان إلى حال الغرغرة عند الموت، والله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا لكل من تاب وأناب، قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر: 53، وقال العلامة ابن كثير في تفسيره: (وهذا عام في جميع الذنوب، من كفر وشرك، وشك ونافق، وقتل وفسق، وغير ذلك، كل من تاب من أي ذلك تاب الله عليه)· ومن صدق التوبة في الحالة التي ذكرت هو الندم على شهادة الزور والإقلاع عنها والعزم عزما أكيدا على الحذر منها في المستقبل، ورد الحق المترتب على الكذب قبل المحاسبة بذلك يوم القيامة، حيث يكون رد الحقوق بالحسنات أو بتحمل السيئات، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم وإن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسناتٌ أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)· ومن صدق التوبة كثرة الاستغفار بإحدى الصيغ المأثورة، ومن ذلك ما في صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيِّد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)· ومن مقتضيات التوبة الصادقة أن يوجه المسلم حياته إلى الأخذ بأسباب الاستقامة ويجدد التوبة بعد كل خطأ أو تقصير، والله تعالى أعلم· * عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم وإن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسناتٌ أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)·