رجَّحت حكومة إسلام آباد مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بباكستان في هجوم شنّته طائرة دون طيّار. وقال مسؤولون بالمخابرات الباكستانية: (إن أبو يحيي اللّيبي أحد أكبر المخطّطين في تنظيم القاعدة، والرجل الثاني بعد زعيم التنظيم أيمن الظواهري، ربما قُتل في هجوم شنّته طائرة دون طيّار في شمال غرب باكستان)، وإذا تأكّدت وفاته فإنها ستكون أكبر ضربة توجّه إلى القاعدة منذ أن قتلت قوّات أمريكية خاصّة أسامة بن لادن في غارة سرّية في باكستان في ماي 2011. وقالت مصادر أمريكية إن اللّيبي الذي يحمل درجة علمية في الكيمياء نجا من هجمات سابقة نفّذتها طائراتٌ دون طيّار، كان هدفًا لضربة شنّت الاثنين في منطقة شمال وزيرستان القبلية. ووصف مسؤولون أمريكيون اللّيبي واسمه الحقيقي محمد حسن قائد بأنه الرجل الثاني بعد الظواهري الطبيب المصري الذي تولّى زعامة القاعدة بعد وفاة ابن لادن. وأبلغ مسؤولو استخبارات باكستانيون بأنهم يعتقدون أن اللّيبي كان بين سبعة أجانب قتلوا في هجوم الاثنين. وتوالت الهجمات الأمريكية في باكستان، حيث أدّت غارة أمريكية جديدة الاثنين إلى مقتل 15 شخصًا. وصرّح مسؤولو مخابرات بأن 15 شخصًا قتلوا في هجوم شنّته طائرة أمريكية بلا طيّار على شمال غرب باكستان يوم الاثنين. وقال المسؤولون إن الهجوم استهدف مخبأ للمسلّحين في قرية هيسوخيل في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية.، وهذا ثالث هجوم يشن خلال ثلاثة أيام. وبهذا، ارتفع عدد قتلى الهجمات التي شنّتها طائرات بلا طيّار في باكستان خلال الأيّام الثلاثة الماضية إلى 27 شخصا. من جهة أخرى، أعلنت باكستان أمس الثلاثاء نجاحَ تجربة جديدة لصاروخ ذي قدرة نووية هي الخامسة من نوعها في ستّة أسابيع منذ إطلاق جارتها وخصمها الهند للمرّة الأولى صاروخا ذا قدرة نووية طويل المدى. وسبق وأن جرّبت باكستان صاروخ (حتف 7) الذي يبلغ مداه 700 كلم عدّة مرّات في السنوات الأخيرة. وقال الجيش الذي يتمتّع بنفوذ كبير في باكستان في بيان إن (حتف 7) هو صاروخ (يتمتّع بقدرة ممتازة على المناورة ويحلق على ارتفاع منخفض بحيث يتواءم مساره مع تضاريس الأرض). وهذه التجربة هي الخامسة لباكستان منذ 25 أفريل بعد خمسة أيّام على إعلان الهند عن نجاح تجربتها الأولى لصاروخ (أغني 5) طويل المدى ذي القدرة النّووية، وهو نجاح تكنولوجي مؤكّد حسب الخبراء. وتواجهت الهند وباكستان في ثلاث حروب منذ استقلال البلدين الجارين عام 1947 في أعقاب انسحاب الاستعمار المتسرّع والدامي من إمبراطورية الهند البريطانية. وحصل البلدان رسميا على السلاح النّووي في أواخر التسعينيات وهما يشنان مذاك حرب بيانات مع كلّ تجربة صاروخية. واستأنفت الجارتان في الأشهر الفائتة عملية سلام شاقّة انطلقت عام 2004، لكن نيودلهي علّقتها في أواخر 2008 بعد هجمات بومباي التي نفّذتها فرقة كوماندوس من مسلّحين اسلاميين باكستانيين وأسفرت عن مقتل 166 شخص في العاصمة الاقتصادية الهندية.