ألحق أوّل أمس المنتخب الأرجنتيني هزيمة يمكن وصفها بالنّكراء بفوزه على منتخب الجار البرازيل بأربعة أهداف لثلاثة في اللّقاء الودّي الذي جمع المنتخبين بمدينة نيوجرسي بالولايات المتّحدة الأمريكية أمام 82 ألف متفرّج، سجّل منها أحسن لاعب فوق المعمورة الأرجنتيني ليونيل ميسي ثلاثية كاملة وبات واحدا من بين اللاّعبين القلائل في تاريخ اللّقاءات بين المنتخبين الغريمين الذي يسجّل ثلاثية كاملة في لقاء واحد، ممّا يؤكّد علو كعب ميسي. وبتوقيعه ل (هتريك) في شباك منتخب البرازيل يكون الفتى المدلّل لأنصار البارصا ومنتخب التانغو قد ضرب عدّة عصافير بحجر واحد، بل وجّه أكثر من صفعة إلى (أعدائه) منهم على وجه الخصوص أسطورة كرة القدم العالمية البرازيلي بيلي وابن بلده الشابّ نيمار ولاعب الرّيال والمنتخب البرتغالي رونالدو، كما أنه أذلّ البرازيليين بطريقته الخاصّة، فهل يوجد أكثر من هذا؟ إنها اللّيلة البيضاء في الأرجنتين السوداء المظلمة في البرازيل. وقدّم ميسي إعجازا في عالم كرة القدم بمداعبة الكرة يمينا ويسارا ومراوغته للاعبي البرازيل في أضيق المساحات قبل صياغة الكرات لنفسه وتتويج جهوده بأهداف قلّما توصف بأنها (أسطورية)، لا سيّما هدف الفوز الرّابع الذي دفع كارهيه قبل محبّيه إلى خلع القبعات احتراما لفنون (البرغوث). وردّ ميسي على كلّ انتقادات الأسطورة البرازيلية بيلي في الملعب ولم يجعل له مفرّا من البصم بأصابعه العشرة بأنه أفضل لاعب في العالم (مهارة وتهديفا). وآن الأوان للجوهرة أن يعترف بأفضلية ميسي على ابن جلدته نيمار، خصوصا وأن المباراة الودّية بين الأرجنتين والبرازيل شهدت مقابلة اللاّعبين وجها لوجه وبدا فيها (ليو) الأحسن في كلّ شيء. وكان بيلي قد صرّح قبل أيّام بأن (ميسي أفضل من رونالدو، لكن نيمار يفوقهما مهارة)، فهل يمتلك الأسطورة بيلي الشجاعة الكافية للخروج أمام وسائل الإعلام العالمية ويمنح ميسي حقّه من الإشادة بعيدا عن العواطف التي يكنّها ل (نيمار) لمجرّد أنه ابن بلده؟