أضافت عودة المنتخب الإيطالي إلى المراتب الأولى بتأهّله إلى نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم مفردات إلى القاموس الغني للّعبة. "كالتشيوكوميسي" ظلّلت بداية مشاركة إيطاليا في البطولة سحابة فضحية المراهانات (كوميسي) في كرة القدم (كالتشيو)، والتي لطّخت سمعة البلاد مرّة جديدة. واضطر المدافع دومينيكو كريسكيتو إلى التخلّي عن مكانه في المنتخب مباشرة قبل مغادرته إلى بولونيا بعد تفتيش غرفته في المعكسر التدريبي الإيطالي. لكن بعد (توتونيرو) (لوتو السوق السوداء) عام 1980 والتلاعب بالنتائج (كالتشيوبولي) (احتكار كرة القدم) في 2006، أحرزت إيطاليا مرّتين كأس العالم، فهل هذه إشارة جيّدة؟ "بيسكوتو" حرفيا (بسكويت) أو قطعة حلوى صغيرة، مشتقّة من سباقات الخيل. حيث تعني عبارة (إعطاء بسكويتة) إعطاء الحصان منشّطا، أصبحت العبارة في كرة القدم مرادفة لتدبير فريقين اتّفاقا ما. وما زالت إيطاليا تحتفظ بذكريات سيّئة عن تعادل السويد والدانمارك (2-2) في كأس أوروبا 2004 الذي ساهم في تأهّل المنتخبين الأسكندينافيين إلى الدور ربع النّهائي على حسابها. وخشيت إيطاليا من أن التعادل (2-2) بين إسبانيا وكرواتيا في الدور الأوّل من كأس أوروبا 2012 قد يؤول بها إلى المصير نفسه، لكن الإسبان فازوا في المباراة (1-صفر) بهدف في الدقيقة الأخيرة. "رومبو" شكل هندسي يعكس في كرة القدم اعتماد خطّ وسط من أربعة لاعبين، ولاعب خامس متأخّر. ومنذ الدور ربع النّهائي تشكّل (رومبو) المنتخب الإيطالي من صانع الألعاب أندريا بيرلو مع كلاوديو ماركيزيو على الجناح الأيمن ودانيلي دي روسي على الجناح الأيسر، إضافة الى تياغو موتا أو ريكاردو مونتوليفو في موقع متقدّم. ويطلق على (رومبو) في إنجلترا (تشكيلة الألماسة)، وهي التي تلخّص الأحجار الكريمة في خطّ وسط المدرّب برانديللي. "كاتيناتشيو" تعدّ الكلمة حاليا مفردة مفضّلة نظرا انجاح برانديللي في إحداث ثورة في أسلوب اللّعب الإيطالي، قائمة على امتلاك الكرة والهجوم خلافا للطريقة القديمة المعروفة باسم (كاتنياتشيو) والمبنية على الدفاع الحديدي. لكن مع تقدّم الإيطاليين بنتيجة المباراة، كما كان الحال مع ألمانيا في نصف النّهائي، يعرف اللاّعبون كيف يقفلون أبواب (كاتيناتشيو) دفاعهم لضمان الفوز. "تريلي كامبانيلينو" الاسم الإيطالي لشخصية (تينكر بل) في سلسلة (بيتر بان) المفضّلة لدى بيرلو، ويكنّى به نسبة إلى السّحر الذي يؤدّيه لدى امتلاكه الكرة. "آزوري" (الزرق) وهي كنية المنتخب الإيطالي، يطلق عليه أيضا اسم (الناسيونالي)، لكن ليس (سكوادرا آزورا) أو (الفريق الأزرق). "ميزابونتا" (نصف نقطة)، وتشير إلى دور مساعد في خطّ الهجوم يؤدّيه حاليا مونتوليفو، وتستخدم في شكل أكثر شيوعا عبارة (رقم تسعة خاطىء) أو (تسعة ونصف) للدلالة على هذا الدور. "كوتشياو" (الملعقة)، فالإيطاليون لا يستخدمون اسم (بانينكا) للدلالة على طريقة تسديد ركلة الجزاء المخادعة التي سجّلها اللاّعب أنطونين بانينكا في مرمى ألمانياالغربية وضمّنت لتشيكسلوفاكيا الفوز بكأس أوروبا 1976، وبدلا من ذلك يطلق الإيطاليون على التسديدة اسم (الملعقة). وفي مباراة ربع النّهائي ضد إنجلترا كان بيرلو سعيدا جدّا بتقديم طعم من (الملعقة) للحارس الإنجليزي جو هارت، خصوصا وأن الأخير (مدّ لسانه). "بروفونديتا" (عمق) أو تعويذة برانديللي التي يطلقها على المهاجم ماريو بالوتيلي في العامين الماضيين. لكن في المباراة ضد ألمانيا استمع (سوبر ماريو) جيّدا وأثمر الدرس، انطلق إلى (البروفونديتا) بتمريرة من مونتوليفو، تقدم خطوة أمام فيليب لام ليسجّل هدفا ثانيا رائعا.