دعا النائب الكويتي محمد هايف الحكومات العربية إلى التدخل لوقف المجازر التي ترتكبها الأغلبية البوذية في بورما ضد المسلمين بتواطؤ من حكومتهم منذ أسابيع. جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة الكويتية لمساعدة مسلمي إقليم أراكان في بورما . ودعت اللجنة جميع أحرار العالم بمساعدة المشردين واللاجئين والمحاصرين الآن في إقليم أراكان في(بورما) وسرعة نجدتهم بعد أن تجاوزت حكومة ميانمار والجماعات البوذية كل الأعراف والاتفاقيات والقوانين الدولية والإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان العالمية بإقدامهم على محاصرتهم وحرق قراهم وهدم مساجدهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومارست ضدهم أبشع أنواع القتل والتنكيل والتهجير والتجويع فهم بين قتيل ومعتقل وجريح ومُحاصر وسط تعتيم إعلامي مريب وقطع جميع الاتصالات في إقليم أراكان ووضع الحواجز والثكنات العسكرية بين القرى والأحياء المسلمة مما يمنع إنقاذ وإسعاف أي جريح ومصاب في الحرائق والاعتداءات. وناشدت اللجنة الحكومات العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لتبني موقف واضح وحاسم مما يحدث الآن من مجازر مروِّعة ضد المسلمين في إقليم أراكان والدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة هذه المأساة والكارثة الإنسانية، كما تناشد اللجنة جميع الجمعيات والهيئات الإسلامية لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام أن تسلط الضوء على ما يحدث لإخواننا في إقليم أراكان المضطهد المحاصر وتشكيل ضغط فاعل لزيارة إقليم أراكان ودخول وسائل الإعلان وجمعيات الهلال والصليب الحمر الدوليين لكسر هذا الحصار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين والشيوخ والنساء والأطفال المحاصرين. كما طالبت جميع الدول العربية والإسلامية بالذات التي لها علاقات واتفاقيات اقتصادية وعسكرية وأمنية بمراجعة هذه الاتفاقيات المبرمة مع حكومة بورما التي تخلت عن جميع القيم الإنسانية والأعراف الدولية وحقوق الإنسان. ودعت اللجنة في ختام اجتماعها منظمة المؤتمر الإسلامي أن تقوم بواجبها الإسلامي والإنساني تجاه ما يتعرض له إخوانهم في إقليم أراكان من مجازر مروعه بعقد جلسة عاجلة لبحث ومناقشة ما يتعرض له هذا الإقليم المنكوب من ممارسات خارجة عن القيم وعن القانون وحقوق الإنسان. من جهته دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، السياسية البورمية أونغ سان سو كي رئيسة الجمعية الوطنية للديمقراطية في ميانمار، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، لأن تلعب دوراً إيجابياً في إنهاء العنف ضد الأقلية المسلمة التي تشهده ولاية آراكان في ميانمار (بورما سابقا). وأعرب إحسان أوغلو عن عميق قلقه إزاء العنف المتواصل ضد حقوق الروهينجا المسلمين في ميانمار، حيث قُتل وجُرح وشرِّد الآلاف من أبناء هذه الأقلية إلى داخل وخارج ميانمار، مشددا على موقف منظمة التعاون الإسلامي الثابت في متابعتها لقضية الروهينجا. وأكد الأمين العام للتعاون الإسلامي في رسالته لسو كي موقف المنظمة الثابت كذلك من التعاون معها ومع حكومة ميانمار في هذا الصدد، مضمنا رسالته دعوة إلى (سو كي) لزيارة مقر الأمانة العامة ل (التعاون الإسلامي) في جدة من أجل التباحث في هذه المسألة. يأتي هذا في وقت توالت فيه بياناتُ الاستنكار في العالم الإسلامي فبعد استنكار مفتي مصر وشيخ الأزهر وعلماء دين من الخليج العربي، طالبت رابطة علماء فلسطين كافة المنظمات والمؤسسات الحقوقية في العالم بمناصرة المسلمين وإيقاف حمامات الدماء في بورما وغيرها. واستنكرت الرابطة في بيان لها تلك المذابح بحق المسلمين في بورما، حيث طالبت الحكومات والشعوب العربية والإسلامية والمنظمات الدولية والحقوقية في العالم بالعمل على نصرة المسلمين المضطَهدين المعذبين في بورما ودعت كافة المنظمات الإنسانية إلى تقديم كل أشكال الدعم، لإنقاذهم من بين أنياب البوذيين الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، لكي يعيشوا في أمن وسلام.