تواجه المرأة الحامل عدة مشاكل منذ بداية حملها إلى غاية الإنجاب سواء كانت متاعب صحية أو نفسية قد تستمر إلى غاية الشهر الرابع فما فوق من مدة الحمل، ولعل من بين الأمور المتعبة التي قد تعترض صحة المرأة الحامل هو تعرض العديد من النساء الحوامل خلال أشهر الحمل إلى ما يسمى بسكر الحمل الذي يبقى ملازما للمرأة إلى غاية وضع المولود وخاصة في فصل الصيف أين يكثر الإقبال على تناول السكريات خاصة السوائل منها التي تساهم بدرجة أكبر في رفع نسبة السكر في الدم. ويعرف سكر الحمل عند المرأة الذي يحدث نتيجة ارتفاع نسبة السكر أثناء الحمل فقط ليختفي فور وضع المولود مباشرة نتيجة الهرمونات الاستيرويدية التي تتواجد أثناء الحمل بنسبة عالية جدا تقلل من استجابة السكر للبنكرياس وهرموناته، هذه الأخيرة تساعد وبشكل واضح على إفراز نسب عالية من السكر التي تنتقل من الكبد إلى الدم وتتسبب في إعاقة دخول السكر إلى الخلايا والأنسجة مما يؤدي إلى تمركزه في الدم، ويتم تشخيص هذا المرض ابتداء من منتصف الشهر الخامس أي خلال الأسبوع السادس والعشرين وذلك بالقيام بتحليل للسكر لكل النساء الحوامل وخاصة بالنسبة للنسوة التي شهدت مراحل حملها الأولى نسبة ارتفاع للسكر أو بالنسبة للنساء اللواتي تم إنجابهن لأطفال بأوزان كبيرة فوق الأربعة كيلو غرام والأمر نفسه بالنسبة للحامل المريضة التي تعاني من السمنة وزيادة الوزن أو بالنسبة لهؤلاء اللواتي يكون تاريخ عائلاتهن حافلا بحاملي مرض السكر، لذا أوجب على كل امرأة حامل تظهر عليها أعراض المرض أن تباشر بالإجراءات الوقائية التي يمكن أن تجنب هذا المرض من خلال اتباع نظام يسمح بتنظيم الوجبات الغذائية المتناولة والتقليل من السكريات، هذا في حالة عدم التأكد من المرض، أما في حالة ثبوته فأوجب ذلك اتباع حمية غذائية التي يتم تحديدها حسب وزن كل امرأة والتي تكون الأمل الأول في تحقيق العلاج، وفي حالة فشل الحمية أوجب تدخل الطبيب من خلال حقن الأنسولين والذي تحدد جرعته حسب مقدام السكر الموجود في الدم. وفي حالة المريضة بداء السكري من قبل والتي تعالج بواسطة الحبوب فهنا الأمر يختلف، إذ يجب أن تحول فورا للأنسولين حين تكتشف بأنها حامل وذلك للخطر المحدق بالجنين وتأثيرات الحبوب عليه، وللإشارة فإن الطبيب المشرف على المرضى بمرض سكر الحمل يكون اختصاصيا في الغدد الصماء بالتعاون مع أطباء آخرين في عيادات الحوامل أين يتم إجراء تحليلات دورية لنسب السكر ومتابعة دقيقة للجنين عن طريق الأشعة التليفزيونية متبوعة بتخطيط القلب ومتابعة وزن الجنين، وتتواصل هذه الفحوصات والتتابعات إلى غاية يوم الولادة، وفي هذا المجال نبهت أخصائية النساء والتوليد بإحدى العيادات السيدة (نوال .س) تقول: (إن عدم خضوع المرأة الحامل للعلاج يعرض حياة الجنين للخطر من خلال زيادة وزنه وجسمه في التضخم مما يؤدي إلى إصابته بانخفاض السكر لأن غدة البنكرياس عنده تبدأ في الاستجابة للسكر الزائد في دمه من خلال إفراز كميات من الأنسولين التي تشكل خطرا كبيرا على حياة الجنين، هذا فيما يخص الأشهر الأولى من الحمل)، وتضيف الدكتورة في نفس السياق: (خطورة هذا المرض لا تتوقف عند هذا الحد وإنما تستمر إلى غاية الأشهر الأخيرة من الحمل أين تتأثر المشيمة وأوعيتها الدموية نتيجة استمرار ارتفاع السكر أين تبدأ مرحلة العجز المشيمي التي تنعكس سلبا على الجنين ويصبح نموه متكافئا مع فترة الحمل، أما فيما يخص الولادة فإنها ترتبط بنسبة السكر الموجود عند المرأة الحامل فإذا كانت تتحكم في هذه النسبة فإنها ستكمل الشهر التاسع من غير خوف حتى وإن كانت ممن يستعملون الأنسولين، أما إن كانت عكس ذلك فقد يضطر الطبيب إلى إدخال الحامل للطلق الصناعي في منتصف الشهر التاسع من أجل أن تكون الولادة طبيعية، ولكن في مثل هذه الحالة أين تعاني الأم من سكر الحمل فيفضل أن تخضع للولادة القيصرية حماية لحياة الأم والجنين معا).