أولا : فرائض الصيام 1 الإسلام صيام رمضان فرض على كل مسلم، لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). والكافر لو صام فلن يقبل منه؛ قال الله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ). 2 النية يجب على كل مسلم وجب عليه الصيام أن ينوي ذلك قبل طلوع الفجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يُجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له). ويكفي صائم رمضان نية واحدة طوال الشهر إلا إذا قطع صيامه فعليه تجديد النية. 3 الإمساك عن الأكل والشرب ومقاربة النساء يجب على الصائم الإمساك زمان الصوم عن المطعوم والمشروب والجماع لقوله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْل). 4 طهارة المرأة من الحيض والنفاس عن معاذة رضي الله عنها قالت: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: (كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة). 5 الزمن القابل للصوم لا يجوز صوم رمضان إلا في شهر رمضان، ولا يجوز تقديمه بيوم أو يومين وكذلك لا يجوز الزيادة بعد انقضائه كأن يصوم يوم العيد، فهو من الصيام المحرم، ويتحقق صيام يوم من طلوع الفجر إلى الغروب، ولا يجوز الصيام من بعد الغروب إلى الفجر. ثانيا: سنن الصيام 1 تعجيل الفطر قبل الصلاة بعد تحقق الغروب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ). 2 الفطر على رطبات فتمرات فحلوى فحسوات ماء فقد (كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ). 3 السحور وتأخيره للتقوِّي على الصوم، لقول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً). 4 قيام شهر رمضان بصلاة التراويح، قَالَ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). 5 قيام ليلة القدر: قَالَ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). 6 الإكثار من تلاوة القرآن، لأن فيه أنزل قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ). و(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَلَى جِبْرِيلَ، فَيُصْبِحُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ لَيْلَتِهِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ، حَتَّى كَانَ الشَّهْرُ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ عَرَضَ فِيهِ عَرْضَتَيْنِ). 7- الاعتكاف في رمضان، وخاصة في العشر الأواخر منه: و(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان). ثالثا: مكروهات الصيام هناك أفعال تكره في حق الصائم وهي لا تفسد صيامه، إلا أن بعضها قد يؤدي إلى فساد الصوم، ومن ذلك: - المبالغة في المضمضة والاستنشاق عند الوضوء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما). - تذوق الطعام لغير حاجة: وذلك بأن يجعله على طرف لسانه ثم يطرحه، لما في ذلك من تعريض الصوم للفساد. - مجاهرة أصحاب الأعذار بالفطر أمام الناس مع إمكانية الإسرار به، لما في ذلك من جر التهمة إلى نفسه، وتغرير الجاهل على الفطر بغير عذر. - الصيام في السفر مع وجود المشقة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس من البر الصيام في السفر). - صيام المريض والحامل والمرضع إذا شق عليهم الصوم. - النوم أكثر ساعات النهار مع القيام لأداء الصلوات في مواقيتها جماعة وينام بين كل صلاتين، فهذا يكره، إذ يفوّت عليه أجورا كبيرة، ولأنه لا يشعر بالجوع والعطش اللذين هما من حكم الصيام، ولأنه يؤدي إلى السهر ليلا وهو مكروه لغير حاجة. - الانتصار للنفس والرد على المعتدي بالمثل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح أحدكم يوما صائما، فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم). رابعا : مفسدات الصيام 1 الأكل والشرب: أن الله عز وجل حرَّم على الصائم في نهار الصوم الأكل والشرب. قال الله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ)، وأما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي). 2 الجماع: أن الله عز وجل حرَّم على الصائم في نهار الصوم الرفث وهو الجماع، قال الله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ). 3 الحيض والنفاس: فالحائض والنفساء لا يحل لهما الصوم، ويفطران أيام هذا العذر في رمضان ثم يقضيان، وإذا صامتا لم يجزئهما الصوم. 4 الإغماء: فالمغمى عليه لا يصح صومُه ويلزمه القضاء. 5 تعمد إخراج القيء: يبطل الصوم بتعمد إخراج القيء ولو لم يرجع منه شيء إلى الجوف، وعليه القضاء والكفارة لتلاعبه بالصيام. 6 وصول شيء إلى الجوف: يبطل الصوم بوصول شيء إلى محل الطعام وهو المعدة والأمعاء، سواء كان سائلا مثل الماء أو جامدا مثل الطعام، فمن تعمد إدخال شيء من ذلك متلاعبا فسد صومه، وعليه القضاء والكفارة. 7 نية رفض الصيام: يبطل الصوم بنية رفضه، ويلزم بذلك القضاء والكفارة. إعداد / نصرالدين خالف خطيب بمسجد عرفات بن عكنون الجزائر