من الآداب التي ينبغي على الصائم مراعاتها ما يلي: حفظ اللسان عن الكذب، والغيبة، والنميمة، والفحش، والخصومة، والمراء، والتزامه السكوت، وشغله بذكر الله سبحانه، وتلاوة القرآن، فهذا صوم اللسان. (فإذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب، والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم صيامك وفطرك سواء). قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). وقال عليه الصلاة والسلام: (الصيام جُنَّة، فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم..). غض البصر، وكفه عن النظر إلى كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله عز وجل. كف السمع عن الإصغاء إلى كل محرّم، لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه. كف بقية الجوارح من اليد، والرجل، عن الآثام، المكاره، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار، فلا معنى للصوم الذي هو الكف عن الطعام الحلال إذا كان الإفطار على الحرام، فمثل هذا الصائم مثل من يبني قصراً ويهدم مصراً. أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه، ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى، لتقوى النفس على التقوى. أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقاً مضطرباً بين الخوف والرجاء، إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين، أو يرد عليه فهو من الممقوتين، وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها.