أثبتت إحدى الدراسات لعلم التغذية أن الصوم مهم جدا لعلاج بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين وأنواع السرطانات، وحسب ما جاءت به الأبحاث فإن الصوم يساعد على مكافحة السرطان ويعزز في فاعلية العلاج من خلال عمله على إبطاء معدلات نمو وانتشار الأورام السرطانية بين المرضى في الوقت الذي قد تسهم فيه هذه العادة الحميدة في شفاء البعض في حال تزامنه مع العلاج الكيماوي الذي يعمل على تعزيز فاعليته، فالسرطان هو ذلك النمو المتزايد للخلايا دون انضباط بنظام الأنسجة الأساسي من حيث عمر الخلية أو اتجاه نمو النسيج، ففي الأحوال العادية ينمو كل عضو بمقدار معين وتنمو أنسجته وخلاياه في اتجاه معين وفق نظام دقيق بحيث لا يتجاوز النسيج أكثر مما هو محدد له وفق المنظومة النسيجية المتناسقة في جسم الإنسان وعند حدوث أي خلل في هذا النظام فقد يؤدي إلى نمو بعض الأنسجة دون مراعاة قوانين النمو فتتحول إلى خلايا سرطانية بمعنى أنها تنمو في أي اتجاه دون مراعاة قواعد النمو. وقد ارتأينا أن نسلط الضوء في موضوعنا على فئة المرضى بالسرطان وما يتحملونه في شهر رمضان الذي يأتينا مرة واحد في كل سنة، ومرضى السرطان بشكل خاص يمرون بظروف صحية صعبة عند تلقيهم للعلاج الكيماوي ولكن رغم كل ذلك تجد الأغلبية منهم يصومون، حيث أثبت العلماء بأن التقليل من إمداد الجسم بالطعام يبطئ عملية تكاثر الخلايا مما يعني أنه في حالة حدوث أي خلل بالمادة الوراثية تكون الخلايا غير سرطانية أين تكون هناك فرصة للجسم لتصليح الخلل قبل أن يتفاقم الوضع وتتكون خلايا سرطانية أخرى، وأثبتت الدراسات أن الصوم يساعد على استهداف الخلايا السرطانية من قبل المواد الكيماوية بشكل خاص دون اللمس بالخلايا السليمة، فالصيام وما يتضمنه من تقوية وتعزيز لخلايا الجسم يعطي الخلايا السليمة قدرة أكبر على التصدي للمواد الكيماوية. فالصيام يجبر الجسم على الاعتماد على مخازن الطاقة المتواجدة به مما يؤدي إلى إطلاق السموم المكبوتة من هذه المخازن التي لم تستعمل لأيام وشهور، إذ تعمل هذه السموم كعلاج كيماوي طبيعي باعتبارها تجري في الدم وتهاجم الخلايا السرطانية بشكل خاص ومصدر تلك السموم يأتي من البيئة، من هواء ملوث وطعام مصنع، وللصيام دور آخر إذ يقوم على تقوية جهاز المناعة في الجسم حيث تزداد قدرته للتعرف على الخلايا السرطانية وإبادتها، إذ يلجأ الجسم إلى استخدام كمية طاقة كبيرة لعمليات هضم الطعام وهكذا يمكن للجسم استخدام الطاقة بشكل آخر عند الصيام، حيث يستغل الصيام لتنظيف الجسم من الخلايا الميتة والخلايا السرطانية والسموم. ولكن بالرغم من هذه الفوائد الكبيرة للصيام على مرضى السرطان إلا أنه أوجب عليهم اتباع مجموعة من القواعد للحفاظ على سلامتهم، ولعل أهمها استشارة الطبيب عند مباشرة الصيام والصيام في الأيام التي تسبق العلاج الكيماوي والتوقف عن الصيام في حالة حدوث أي أعراض غير مرغوبة.