أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء إنتهاء الوباء الناتج عن فيروس "اتش 1 ان 1" المعروف عالميا بإسم انفلونزا الخنازير. ونقلت تقارير إخبارية عن المديرة العامة للمنظمة مارغاريت شان قولها "إن خبراء المنظمة طلبوا رفع الفيروس من قائمة الوباء وتصنيفه كأحد أنواع الانفلونزا"، لينتهي بذلك كابوس الأنفلونزا اللين، بعد أن تسبب في مقتل أكثر من 18 ألف شخ، بينهم عشرات الجزائريين. وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية "ان العالم لم يعد في مرحلة الانذار السادسة لانتشار الوباء. اننا ندخل الآن في مرحلة ما بعد انتشار الوباء". وأضافت "إن الفيروس الجديد اتش1ان1 اصبح في نهاية السباق". للإشارة فإن المديرة العامة للمنظمة أعلنت عن هذا الخبر عملا بتوصيات لجنة الخبراء التابعة للمنظمة التي اجتمعت صباح أمس بغية استعراض تطور انتشار الوباء. للتذكير فإن فيروس أنفلونزا الخنازير تسبب في وفاة 18 ألف وخمسمائة شخص منذ اكتشافه في أفريل 2009 . من جهة أخرى، قال باحثون ان فيروس انفلونزا الخنازير (اتش1ان1) خضع لتحور واستخدم حيلة جديدة لينتشر بكفاءة بين البشر في علامة اخرى تساعد الخبراء في التنبؤ بما اذا كان فيروس للانفلونزا يمكن ان يسبب وباء. واكتشف الفيروس (اتش1ان1) للمرة الاولى في البشر في ابريل نيسان 2009 لكن بحثا جينيا اشار فيما بعد الى انه في الواقع ظل ينتشر لعشر سنوات على الاقل وربما أكثر في الخنازير. وكتب يوشيهيرو كاواوكا من كلية الطب البيطري بجامعة ويسكونسن ماديسون وجامعة طوكيو الذي شارك في اعداد البحث "هذا الوباء (لفيروس) اتش1ان1 حدث له هذا التحور وذلك هو السبب في انه يمكنه ان يتكاثر بفعالية في البشر. "هذا يعطينا مؤشرا اخر للمساعدة في التنبؤ باحتمالات حدوث اوبئة للانفلونزا في المستقبل." وفي الشكل النموذجي فان فيروس الانفلونزا يحتاج لحمضين امينيين -الليسين والاسباراجين- في موقعين محددين في بنائه قبل ان يتمكن من القفز من الحيوانات الى الانسان والتكاثر بكفاءة في الخلايا البشرية. لكن (اتش1ان1) ما زال يشكل لغزا للعلماء لانهم غير قادرين على العثور على الحمضين الامينيين في هذين الموقعين. وفي تجربة اجريت على الفئران اكتشف كاواواكا وزملاؤه ان حمض الليسين الاميني كان موجودا في موقع مختلف تماما لكنه اتاح للفيروس ان يكون بنفس الفعالية في التكيف مع الخلايا البشرية. وقالت منظمة الصحة العالمية اوائل جوان ان وباء (اتش1ان1) لم ينته بعد على الرغم من ان نشاطه الاكثر قوة انقضى في مناطق كثيرة من العالم. وكان الاطفال والاشخاص الذين يعانون حالات خاصة تضعف الجهاز المناعي مثل الربو والسكري وامراض القلب والحمل هم الاكثر اصابة بالفيروس. وفي سياق ذي صلة، قال فريق دولي من العلماء ان فيروس «ايتش 1 ان 1» المعروف بأنفلونزا الخنازير الذي تفشى عام 2009 استخدم «خدعة» بيولوجية- كيميائية ل «خطف» الخلايا المضيفة التي سببت الوباء الأخير. ونقل موقع «هلث داي نيوز» عن الباحث يوشيهيرو كاووكا من جامعة «ويسكانسون- ماديسون» قوله «اكتشفنا لم انتشر وباء فيروس اتش 1 ان 1 بشكل جيد جداً لدى البشر»، وأوضح ان هذا الفيروس هو خليط من 4 أنواع مختلفة من فيروسات أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير التي ظهرت خلال السنوات ال90 الماضية، كما يحتوي على بقايا جينية من الوباء الفيروسي الذي تفشى عام 1918 وأدى الى وفاة حوالي 20 مليون شخص. ويتطلب فيروس الأنفلونزا وجود حمضين أمينيين، الليسين والأسباراجين، في مواقع محددة على البروتين لدى الطيور لينتقل من الحيوان ويتكاثر لدى الانسان. غير ان الباحثين وجدوا ان حمض الليسين موجود في مكان مختلف تماماً في البروتين فيما يتعلق بفيروس «اتش 1 ان 1»، ما يمنح الفيروس القدرة على التأقلم في الخلايا البشرية.