كشف وزير الموارد المائية السيّد عبد المالك سلاّل أن نسبة امتلاء السدود عبر الوطن بلغت حاليا 72 بالمائة، مشيرا إلى أنه من المتوقّع أن تتقلّص هذه النّسبة مع نهاية هذا الصيف المتميّز بالحرارة الشديدة إلى 65 بالمائة، (وهي نسبة ستكون قياسية في تاريخ الجزائر بحكم أن متوسط امتلاء السدود في نهاية كلّ صيف كانت دائما لا تزيد عن 30 بالمائة). ذكر سلاّل لدى معاينته للمحطّة العملاقة لضخّ مياه سدّ (بني هارون) بميلة، وهو أكبر سد في الجزائر، أن المحطّة عرفت الأسبوع الماضي أشغال صيانة في المضخّة الثانية (لم تؤثّر على مستوى تموين السكان)، مضيفا أن هذه الأشغال أنجر عنها تراجع في منسوب مياه السد الخزان لوادي العثمانية الذي يجري منه تموين قسنطينة وجنوب ولاية ميلة بمياه الشرب. وأضاف الوزير أنه مع استئناف الضخ مجدّدا ارتفع منسوب السدّ الخزّان اليوم إلى 21 مليون متر مكعّب ومن المتوقّع أن تصل مياه السدّ المخزّنة إلى 33 مليون متر مكعّب في غضون عشرة أيّام. وكان السيّد سلاّل قد زار في الصبيحة موقع السدّ الخزّان الذي يزوّد قسنطينة يوميا بزهاء 300 ألف متر مكعّب، وتمّ تزويد هذا السدّ مؤخّرا بمحطّة ضخّ عائمة ستتكفّل بالضخّ باتجاه محطّة المعالجة لعين التين في حال انخفاض منسوب السدّ الخزان. وأعلن الوزير أن مركب (ابن هارون) سيصل مداه نهاية 2013 وعلى أبعد تقدير في 2014 وذلك بفضل ربط 12 سدّا بشرق البلاد بما يجعله (غير قابل لأن يعيش الندرة في مياهه). ومن المنتظر أن يتمّ قريبا ربط سدّ (قروز) بوادي العثمانية (45 مليون متر مكعّب) بسدّ بني هارون، وكذلك بسدّ بوسيابة بالميلية (جيجل) بما يعطي مركبا من السدود بسعة إجمالية تصل إلى مليار و250 مليون متر مكعّب. وقدّمت للوزير بمحطّة الضخّ لدوار البيدي حوصلة حول وضع قطاع الري بولاية ميلة، حيث تصل حصّة الفرد الواحد 121 لترا مقابل متوسط وطني يتجاوز 160 لتر. كما تميّز الولاية نسبة ربط في شبكة الماء الشروب ب 73 بالمائة و81 بالمائة في شبكة التطهير. ومن جهته، ذكر مدير الموارد المائية أن 15 بلدية أخرى بولاية ميلة معنية بدراسة فنّية لضمان استفادتها من مياه الشرب انطلاقا من سدّ بني هارون الذي يسجّل حاليا منسوبا قدره 940 مليون متر مكعّب. وبعين المكان اقترح وزير الموارد المائية دراسة إمكانية إنجاز محطّة كهربائية لسدّ حاجيات محطّة الضخّ العملاقة بدوار البيدي. كما عبّر السيّد سلاّل عن موافقته على دراسة مشروع إنجاز شاطئ اصطناعي للترفيه والاستجمام. وتنوي ولاية ميلة كما صرح بذلك الوالي السيّد عبد الرحمن كاديد (إنجاز عدد من المبادرات لتشجيع الاستثمار السياحي) على ضفاف سدّ بني هارون الممتدّ على 35 كلم عبر إقليم 6 بلديات بالولاية. ويرتقب أن يكون هذا الشاطئ على مقربة من قاعدة الرياضات المائية المرتقب بناؤها قرب القرارم قوقة، حسب نفس المسؤول. وكان السيّد سلاّل قد استهلّ زيارته بتفقّده مشروع محيط التلاغمة للسقي انطلاقا من مياه سدّ بني هارون، والذي يسقي في شطره الأوّل مساحة قدرها 4447 هكتار. ويتبع المشروع الذي تقدّمت أعماله بنسبة 55 بالمائة ويزمع إنهاؤه في أواخر هذه السنة، للديوان الوطني للسقي وصرف المياه، كما أوكلت أشغاله لمؤسسة هيدرو تهيئة منذ شهر أوت 2010.