سبب تسميتها سميت ليلة القدر بذلك: لأن الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال. فيكتب في أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال. أنها مأخوذة من عِظَم القدر والشرف والشأن. لأنها تكسب من أحياها قدراً عظيماً لم يكن له قبل ذلك، وتزيده شرفاً عند الله تعالى. سميت بذلك لأنّ العمل فيها له قدرٌ عظيمٌ. سميت بذلك لأن الله تعالى قدّر فيها إنزال القرآن. قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ). وقال: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ). فضائل ليلة القدر 1 / أنها خيرٌ من ألف شهر: قال الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ). 2 / نزول الملائكة والروح فيها؛ قال الله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ). تتنزل بكل أمرٍ من الخير والبركة. 3 / أنها سلام إلى مطلع الفجر؛ قال الله تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ). 4 / من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه) يعني مُصدِّقاً بفرض صيامه، ومصدقاً بالثواب على قيامه وصيامه، ومحتسباً مُريداً بذلك وجه الله، بريئاً من الرياء والسمعة، راجياً عليه ثوابه. 5 / تقدير الأرزاق والآجال والمقادير فيها؛ قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ). فيحكم الله أمر الدنيا إلى قابل في ليلة القدر ما كان من حياة أو موت أو رزق. علامات ليلة القدر قال أُبيّ رضي الله عنه: والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان، ووالله إنّي لأعلم أي ليلةٍ هي، هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها. متى تلتمس ليلة القدر؟ إنها في العشر الأواخر من رمضان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إني أُريت ليلة القدر ثم أُنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر). فيستحب تحرّيها في الأوتار من العشر الأواخر، كليلة الحادي والعشرين، والثالث والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع والعشرين، والتاسع والعشرين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر). وقولِه صلى الله عليه وسلم: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) وقولِه: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى). وقولِه: (هي في العشر الأواخر، في تسع يمضين أو في سبع يبقين). وهي في ليلة السابع والعشرين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة) فأرجاها ليلة سبع وعشرين. وهو قول جمع من الصحابة منهم أبي بن كعب، وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، ولحلف أبيّ بن كعب رضي الله عنه على ذلك. ما يستحب من أعمال في ليلة القدر يستحب لمن أراد إحياء ليلة القدر أن يقوم بهذه العبادات والآداب: 1 / صلاة التراويح: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه). 2 / الدعاء بما أرشد إليه صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: (اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعف عني). 3 / سنة الاعتكاف: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان. 4 / الاجتهاد في إحيائها بالعبادة، وإيقاظ الأهل لذلك: فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. 5 / الاغتسال والتطيب والتزيّن: وقد ورد هذا عن بعض السلف؛ حيث كان النخعي رحمه الله يغتسل في العشر كلها، ومنهم من كان يغتسل ويتطيّب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر. وورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه إذا كان ليلة أربع وعشرين اغتسل وتطيّب ولبس حلّة إزاراً ورداءً، فإذا أصبح طواهما فلم يلبسهما إلى مثلها من قابل. وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين، وأربع وعشرين، ويلبس ثوبين جديدين، ويستجمر (يتطيب بالبخور). إعداد / نصرالدين خالف خطيب بمسجد عرفات بن عكنون الجزائر