سلّمت الجزائر لدولة فلسطين مجموعة من الأشرطة الأرشيفية تتعلّق بأحداث بارزة للثورة الفلسطينية منذ السبعينيات إلى يومنا هذا قام بتغطيتها ومعالجتها التلفزيون الجزائري، ويمكن القول إن تلك المادة تمثّل ثروة أرشيفية حقيقية ينتظر أن يشرع التلفزيون الفلسطيني في استغلالها في أقرب الآجال. قام بتسليم هذه الأشرطة يوم الأحد المدير العام للتلفزيون الجزائري السيّد توفيق خلاّدي لسفير دولة فلسطينبالجزائر السيّد عبد الخالق حسين بحضور وزير الاتّصال السيّد ناصر مهل. وفي هذا الإطار أكّد المدير العام للتلفزيون الجزائري في تصريح أدلى به على هامش تسليم هذه الوثائق التاريخية أن هذه الأشرطة التي منحت للتلفزيون الفلسطيني هي عبارة (عن أرشيف كامل حول مسار الثورة الفلسطينية منذ السبعينيات الى يوما هذا). وتضمّ هذه الوثائق -كما أوضح السيّد خلاّدي- مجموعة من الأشرطة والأفلام قام بإنتاجها التلفزيون الجزائري و(تتناول أحداثا كبرى من بينها خطاب الرئيس الرّاحل ياسر عرفات أمام الجمعية العامّة للأمم المتّحدة عام 1974 برئاسة الجزائر في شخص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصفته آنذاك وزيرا للخارجية)، وتتحدّث أيضا عن إعلان ميلاد دولة فلسطينبالجزائر في 1988 أثناء أحد اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت بالجزائر آنذاك. كما تضمّ هذه الأشرطة التي قدّر عددها ب 82 شريطا وتمثّل أكثر من 85 ساعة من البرامج، (عودة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ألى قطاع غزّة عام 1994). ويرى السيّد خلاّدي في هذا الإطار (أنه من واجب الجزائر أن تسلّم هذه الوثائق لدولة فلسطين باعتبارها ذاكرة تاريخ نضال الشعب الفلسطيني المرير ضد الاحتلال الإسرائيلي). من جهته، بارك وزير الاتّصال (هذه المبادرة التي قام بها التلفزيون الجزائري لفائدة فلسطين من خلال تسليمه مجموعة من أشرطة ووثائق تتناول أحداثا تاريخية بارزة في المسار النضالي الفلسطيني). وأكّد الوزير قائلا: (نحن من الجيل الذي ساند ويواصل مساندته للقضية الفلسطينية ظالمة أو مظلومة)، مجدّدا في نفس الوقت تضامن الجزائر الأخوي والطبيعي مع الشعب الفلسطيني إلى غاية تحقيق استقلاله المشروع. واعتبر هذا الأرشيف (جزءا من الذاكرة التاريخية التي تجمع البلدين)، خاصّة وأن بعض الأشرطة والأفلام -كما قال- (تتحدّث عن تضامن الجزائر مع القضية الفلسطينة وتبرّز أهمّ الأحداث التي احتضنتها الجزائر آنذاك)، مجدّدا (وقوف الجزائر مع القضية الفلسطينة الى غاية تحقيق النّصر). أمّا سفير دولة فلسطسن بالجزائر فقد أعرب (عن شكره للجزائر التي وقفت دوما إلى جانب القضية الفلسطينية). واعتبر السيّد عبد الخالق هذا الأرشيف الذي تسلّمه بمثابة (ثروة حقيقية للشعب الفلسطيني المناضل، حيث يشكّل جزءا مهمّا من تاريخه وذاكرته)، مؤكّدا على ضرورة الحفاظ على (هذا الإرث وهذه الوثائق المهمّة التي تحتلّ صدارة تاريخ الشعب الفلسطيني المكافح)، وأكّد على (أهمّية هذه الوثائق والأشرطة والتسجيلات التي تبرز أهمّ الحقبات التاريخية للشعب الفلسطيني)، مشيرا إلى أن الجزائر التي (ساندت دوما الثورة الفسطينية واحتضنتها تقدّم اليوم خدمة كبيرة للشعب الفلسطيني بتسليمها هذه الوثائق لحفظ ذاكرة وتاريخ كفاحه).