ما تزال أزمة الحليب مفروضة على الباعة والمواطنين بولاية المسيلة، فالأولون انخفض تموينهم من عشر صناديق فما فوق، إلى أربعة صناديق فما دون، والمستهلك المسكين يلهث من دكان لآخر للظّفر ولو بكيس من هذه المادة التي قد تمسح ماء وجه مائدة إفطاره. وقد طالت هذه لأزمة على مستوى الولاية بشكل ملحوظ، رغم التصريحات التي تفيد بحلّها وبتوفير مسحوق الحليب بما فيه الكفاية ابتداء من الأيام الأولى للشهر الفضيل، إحتراما لحرمة المناسبة وتحقيقا لحقوق المواطن، إنما مشكلة ارتفاع الأسعار وغياب مادة الحليب عن الأسواق إضافة إلى الخلل في توزيع مادة الخبز ببعض المناطق الرئيسية بمدينة المسيلة كلها عوائق كانت غالبة وفرضت تشويشا على راحة المستهلك الصائم في رمضان. " أخبار اليوم " قامت بجولة لبعض محلات المواد الغذائية التي اعتادت كلها بيع مادة الحليب، وقد عبر لنا أغلب التجّار عن معاناتهم مع ندرة هذه المادّة التي يزداد الطلب عليها في شهر رمضان، حيث أفادوا أنهم كانوا يترقبون مضاعفة التموين خلال هذه الأيّام وليس تقليصها إلى العدد الضئيل المذكور، لأن إقبال المواطن على الحليب يتضاعف في هذه الفترة لضرورة تعدد استعمالاته خاصة في تحضير مادة " الفلان " التي اعتاد عليها المواطن المسيلي. وأعاب جل الباعة مشكلة ندرة الحليب في شهر كهذا، ودعوا المسؤولين إلى تدارك الأمر بتوفير المسحوق الذي تم الوعد به أياما قبل حلول الشهر الكريم. المواطنون من جهتهم لم يستسيغوا نفاد أكياس الحليب باكرا بمحلات المواد الغذائية، واعتبروها سابقة كانوا ظنوا أنها قد ولت ، واعتبروا الخوض في مثل هذه النقائص والمشاكل من التفاهات التي تلهي وتغبن أكثر ممّا ترحم من الشّراء والتردّد على الأسواق. أما المتحكمون في سوق مسحوق الحليب، فما يزالون يعدون بتوفير الحصة الكافية من هذه المادة في أقرب الأوقات لتغطية السوق المحلية بالحليب الكافي لتغطية حاجيات المستهلك، وسبق وأن أفاد الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين باقتراب الفرج وكان قد صرح أيضا أن هيئته كانت من الجهات الأولى التي دقت ناقوس الخطر بخصوص ندرة هذه المادة، أما الأزمة فقد تفاقمت وتضاعفت بعد ارتفاع سعر مسحوق الحليب في الأسواق العالمية بما يزيد عن ال 50 بالمائة وهو ما جعل عدد من لدول التي تستورد هذه المادة ومنها الجزائر، تعاني، الشيء الذي أنعكس سلبا على الحصة الإجمالية التي تجلبها الجزائر من زبائنها المعتادين. ويظهر جليا أن الأزمة عالمية أكثر منها محليّة ويبقى الخوف قائما حسب خبراء السوق من أن تطول، رغم الأصوات المنادية إلى التعقل باقتراب زوال الأزمة ورفع الغبن عن المواطن المسكين الذي يطالب بكيس من الحليب فقط وببعض الكرامة. فئة أخرى من المواطنين لم تسمع عن ندرة أكياس الحليب لأنها اعتادت على اقتناء الحليب المجهز في عبوات مثل رغم ارتفاع أثمانها بالمقارنة مع أثمان أكياس الحليب، بما يفوق الضعف ولها مبرراتها في ذلك، وأهمها القدرة على الحفظ الطويل، سواء بالخارج أو بعد فتحها داخل الثلاجة، وكذا مكوناتها التي يعتبرها الكثير من مفضلي هذه المادة في عبواتها المعقمة، أكثر تنوعا من ناحية الفيتامينات. لكن السواد الأعظم من المواطنين لاشك أنه يقبل على أكياس الحليب وليس غيرها، فهي مادة بالنسبة إليهم سريعة وكثيرة الاستهلاك ومعقولة الثمن، خاصة بالنسبة للعائلات التي يتعدد أطفالها والذين يحتاجون في نموهم وغذاءهم إلى مادة الحليب، التي تعد أيضا الغذاء المفضل للكثير من عمال الورشات والمعامل، ويترقب الكثيرون زوال الأزمة وتموين سوق الحليب بحصته الكافية من المسحوق رحمة بالمواطن المسكين الذي اعتادت مائدته على الحليب كمادة استهلاكية أساسية.