دخلت مختلف وحدات الحماية المدنية المنتشرة عبر التراب الوطني في حالة طوارئ حقيقية، لمواجهة عدد غير قليل من الحرائق (المفاجئة) التي انتشرت في العديد من الولايات، لتتلف مئات الهكتارات من المساحات الغابية وغيرها، ولتساهم في ارتفاع درجات الحرارة التي واصلت، أمس السبت، منحاها التصاعدي. تكون الحرائق التي اندلعت يوم الجمعة قد تسبّبت في إتلاف أزيد من 300 هكتار من الغابات عبر المناطق الغربية والجنوبية لولاية تيبازة، حسب التقديرات الأوّلية لمصالح الحماية المدنية فيما تواصلت أمس السبت عمليات إخماد النيران لليوم الثاني على التوالي، ليكون أعوان الحماية المدنية قد دخلوا في (حربا حقيقية) على عشرات الحرائق هنا وهناك. وأفادت مديرية الحماية المدنية بالولاية بأن عناصرها تمكّنوا إلى غاية ساعة متأخّرة من اللّيلة قبل الماضية من التحكّم في 20 حريقا عبر الغابات المتواجدة ببلديات تيبازة وفوراية وحجوط وحجرة النصّ وحمر العين وشرشال وسيدي أعمر، فيما لم تسجّل أيّ خسائر بشرية. وتكون المناطق التي سجّل بها أكثر الأضرار غابات الدومية وسيدي صالح ودوار بومعزة وواد البلاّع وأغبال وسيدي عمران وواد قلاّل وسيدي محمد بن عائشة. وتواصلت أمس السبت عمليات إخماد النيران في غابتي شنوة وحجرة النص لليوم الثاني على التوالي بسبب عدم وجود مسالك تؤدّي إلى مناطق الحرائق وكثافة تلك الغابات، خاصّة منها غابة قرقور بشنوة. ويكون حسب مصالح الحماية المدنية ارتفاع درجات الحرارة ليوم الجمعة، والتي قاربت ال 40 درجة بتيبازة، بالإضافة إلى سرعة الرّياح الساخنة سببا في اندلاع وانتقال لهيب النيران، فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا لتحديد أسباب وظروف نشوب تلك الحرائق. وأوضح المصدر أن حصيلة تقديرات الخسائر تبقى (مؤقّتة وقابلة للارتفاع أو النقصان)، حيث يجري حاليا العمل بالتنسيق مع مصالح محافظة الغابات بالولاية لتحديد حجم الأضرار النّهائية. كما أكّد المصدر أنه (لحسن الحظّ لم تسجّل أيّ خسائر بشرية ما عدا إسعاف ثلاثة أشخاص تعرّضوا للاختناق بسبب كثافة الدخان المتصاعد جرّاء هول الحرائق)، مبرزا أن عناصر الحماية المدنية تمكّنوا من حماية المنازل القريبة من مناطق الحرائق، وكذا تجهيزات مركز مراقبة البحرية المتواجد في أعالي جبل شنوة. وكان آخر حريق غابات عرفته الولاية ذلك الذي شبّ يوم الأحد الماضي وتسبّب في إتلاف أزيد من ثمانية هكتارات من غابات النّاحية الغربية والجنوبية للولاية.