جميل أن يتسابق الناس إلى فعل الخيرات وإدخال الفرح والسرور على الكثير من العائلات المعوزة في هذا الشهر الكريم ،والجمل منه أن تقوم المصالح الحكومية ، ومنها البلديات على الخصوص على التكفل بالمواطنين الذين لا يملكون قوت يمهم ، فتقدم لهم وطيلة الشهر الفضيل ما يسمى "قفة رمضان" وهي عبارة كما يعلم الجميع عن مواد غذائية مختلفة تعتبر ضرورية لمائدة رمضان ،وهذا فعل يحمد القائمون عليه ويشكرون ،وخاصة أولئك الذين يدفعون الموال الطائلة نظير توفير الضروريات والمستلزمات التي من شأنها أن تغني عن السؤال طيلة الشهر..؟ ولكن الذي قد يؤخذ عن هذا العمل الخيري الذي بادرت به الحكومة الجزائرية ،أن هناك جهات غريبة وغير معنية بالعملية تندس أوساط الفئة المحتاجة و تستفيد هي الأخرى من قفة رمضان دون وجه حق ،وهذا وإن دل فإنه يدل على مدى الأنانية المفرطة لدى هؤلاء من البشر الذين لا يستحيون من فعل أي شيء ولو كان على حساب الآخرين أو على حساب كرامتهم ..! تجد هؤلاء يفعلون المستحيل من أجل الحصول على قفة رمضان ،فهم في طوابير يتصل أولها بآخرها يتدافعون فيعز هذا الحر في حين أنه في إمكانهم أن يتعففوا عن ذلك ، ولكن الجشع ملأ نفوسهم فأعماهم عن جادة الحق ،وهذا في غياب رقابة صارمة أو رادع قانوني ..؟ إن قفة رمضان في حقيقتها سلوك حضاري وسنة حسنة ، ولكن الإجراءات المتبعة في تسليمها متخلفة وتمت للكرامة الإنسانية بصلة ، فهي هدر للكرامة وتعد عن الخلق الحسن ، زيادة على أن الأسلوب المتبع في التوزيع وعلى رؤوس الأشهاد فيه نوع من الحقرة وسوء المعاملة..؟ كان يفترض أن تقوم البلديات بإحصاء كل معوز وفقير ومحتاج ،ثم تقوم بعد ذلك بصرف لهم ما قيمته من تلك السلع في شكل دراهم نقدا قبل رمضان ،وهذا حتى يقوم بشراء ما يحتاجه من سلعة ومواد غذائية ضرورية ، أو يمكن يتفق مع أصحاب المحلات حسب تواجد الفقراء في تلك الجهة ، فيتم توجيهم إليها ، وهكذا نكون قد قضينا على الإسراف وعلى الحط من كرامة كل محتاج وبالتالي مساعدة هؤلاء بطريقة حضارية دون أن يعلم بهم أحد..؟!