إن الإنسان بدون طموح كالصحراء القاحلة لا وجود للحياة فيها الطموح هو غذاء الروح واللبنة الأساسية لاستمرار الحياة فلكل منا هدف في حياته رسمه ووضع له الأسس لتحقيقه هذا الهدف الذي نسعى لتحقيقه هو طموحنا وهو غايتنا التي نناضل جاهدين للوصول إليها وحتى وإن حققنا أهدافنا الآنية يبقى الطموح قائدنا نحو أهداف أسمى يتأثر طموح الإنسان عادةً بعوامل عديدة متعلقة بثقافته وشخصيته وتربيته وعاداته وغيرها..... وبناءً على هذه العوامل فإن للطموح نوعان أساسيان - الطموح البناء: وهو الذي ينطلق من فكر واعي ومنطق حكيم ومن تربية وثقافة رفيعة المستوى، هذا النوع من الطموح غالباً ما يرتبط بأهداف سامية غايتها الأساسية بناء علاقات سليمة والوصول بالإنسان إلى مراتب الشرف دون إحداث أي ضرر بالغير بل على العكس يحاول تطوير كل من حوله لأنه يكون موجهاً نحو أهداف عامة يستفيد منها الجميع.. - الطموح الهدام: وهو على النقيض تماماً من النوع الأول، حيث ينطلق هذا النوع من تفكير سطحي ومن تربية وثقافة مريضة وغالباً ما يرتبط هذا النوع بمفهوم الطمع الأعمى وحب الذات دون مراعاة لمشاعر أو أحاسيس الآخرين والهدف منه الوصول إلى غايات شخصية حتى ولو كان الوصول إليها يتطلب إيذاء الآخرين، بالإضافة إلى ذلك دائماً ما يحاول هذا النوع نسف كل إنجاز قد تحقق وبكل الوسائل الممكنة حتى وإن كانت غير أخلاقية لكي يبقى منفرداً بالإنجاز دون أن يشاركه أحد به والطموح في عالم الرياضات المتنوعة وخاصة كرة القدم يجب أن يكون سامياً عن كل جوانب الطمع وحب الذات يهدف للوصول إلى غايات راقية تكون كالمنارة التي يهتدي بها كل تائه ظل طريقه. الجسد الكروي متكون من مجموعة من الأعضاء إن صح التعبير إذا إشتكى منه عضو إشتكت باقي الأعضاء. لذا وجب رسم خريطة أو مشروع يلتقي فيه جميع فعاليات الجسد الكروي كل يقوم بدوره حتى نحصل على مشروع ناجح بكل المقاييس فاللاعب ملزم باشياء ومقيد بقوانين تجعله يعطي المردود المطلوب لأنه العضو الأكثر نشاطا في هذا الجسد وبالمقابل يأتي دور المسيريين في درجة أقل لكن دورهم لا يقل أهمية بإعتبارهم قادة كل إقلاع من أجل السمو والرقي ليكمل المعادلة عنصر الجمهور الذي بدونه لا مجال للحديث عن كرة القدم وهذا الجمهور سلاح ذو حدين قد يكون دافعا نحو الإنجازات ومن جهة ثانية قد يكون سبب الإنكسارات والإخفاقات... الطموح هو البنزين الذي يولد نار الإرادة لكل من يريد تحقيق أهدافه فعلى كل إنسان باحث عن المجد أن يتسلح به ويعرف أي مسلك بأخذه وعلى كل مرىء أن يتخلى عن شعار الإنسان الثالث الأبدي وهو.. __أنا ضعيف وسأبقى كذلك__ هذا الشعار الحزين جاء من مركب النقص الذي نعاني منه أمام الأمم الكبيرة فعلينا أن نثق في إمكانياتنا أولا وبالموازاة مع العمل المتعدد الجبهات لكل فرد من مجتمعناو لكي نأمل يوما رؤية رياضتنا تتألق في العالمية يجب أن نحقق النهضة المتعددة الجبهات فالهيئات الكروية عليها بالبرامج الطموحة التي لا تنظر أمام الأنف فحسب. والأندية الرياضية عليها أن تبني على أسس متينة وهذا لا يتم إلا بالاعتماد على التكوين.. والجماهير الرياضية إذا لاحظت التحسن سيزداد طموحها.. و المثل يقول (يد وحدة ما تصفق) إذا يجب اتحاد الجهود.. لترسيم الطموح على أرضية الواقع. * العضو: "الكاتب المبدع"