كشفت إحصاءاتٌ رسمية فرنسية أن الدين الإسلامي يعدُّ هو الدين الأكثر تفضيلا في فرنسا، مشيرةً إلى أن أربعة آلاف شخص يعتنقون الإسلام كل عام، حسبما تشير آخر الأبحاث التي أجرتها وزارة الداخلية الفرنسية. وأعلن خبراء الأديان في فرنسا أن 70 ألف فرد غيروا دينهم ليعتنقوا الإسلام حتى الآن. وبحسب تقرير الداخلية، فإن المسيحية الكاثوليكية تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 2900 فرد في العام، ثم اليهودية 300 فرد. وصرح علماء الاجتماع الفرنسيون بأنه قبل 15 إلى 20 عامًا كان السبب الأساسي في اعتناق من دخلوا في الإسلام لدين جديد هو بحثهم عما يملأ الفراغ الروحي بداخلهم، أما الآن فالعامل الأساسي هو المناخ الاجتماعي، طبقًا لما أوردته شبكة (الألوكة). وتضم فرنسا أكبر عدد من المسلمين في القارة الأوروبية (ما بين 5 إلى 6 ملايين مسلم) أغلبهم جزائريون، إلا أن المسلمين هناك يتعرَّضون لصنوف مختلفة من التضييق والاضطهاد والجرائم العنصرية، خاصة من قبل اليمين المتطرف المتنامي بشكل كبير في أوروبا. وكان المرصد الوطني الفرنسي لمكافحة العداء للإسلام قد أعلن في وقت سابق هذا العام أن الأعمال والتهديدات المعادية للمسلمين والمسجلة لدى الشرطة والدرك على الأراضي الفرنسية سجلت ارتفاعا بنسبة 34 بالمائة عام 2011، وذلك مقارنة مع العام الأسبق 2010. واقتحم العشرات من عناصر اليمين المتطرف يوم السبت الماضي (20 أكتوبر 2012) ورشة بناء لمسجد في مدينة بواتيي الواقعة في وسط فرنسا تعبيرا عن رفضهم لبناء المسجد هناك. وتمكَّن نحو 70 يمينيًّا متطرفًا من دخول المكان الذي هو عبارة عن بناء رمادي كبير له مئذنة ويقع في ضاحية بوكسيرول التابعة لمدينة بواتيي. وبعدما صعدوا إلى سطح المسجد وضعوا لافتة تحمل اسم تنظيمهم (جيل الهوية). كما سحبوا سجادات صلاة إلى خارج المسجد ووضعوها على سطحه ما أدى إلى إتلافها بسبب المطر. وكتبت هذه العناصر على موقعها الإلكتروني: (منذ بناء المسجد الكبير في بواتيي، وجيل الهوية يدعو إلى استعادة ما تم الاستيلاءُ عليه؟!)، مضيفين أنه (قبل 1300 عام تقريبًا كان شارل مارتل يعتقل العرب في بواتيي)، في إشارة إلى معركة بين الفرنسيين والفاتحين المسلمين بقيادة عبد الرحمان الغافق في منطقة بوانيي قبل 13 قرناً. إلى ذلك، طالب مجلس مسلمي فرنسا بحظر الجماعة اليمينية المتطرفة التي أقدمت قبل أيام على احتلال المسجد، وأصدرت (إعلان حرب) ضد ما سمته (أسلمة) فرنسا. ودعا رئيس المجلس محمد موسوي إلى توفير حماية أفضل لمساجد ومقابر المسلمين مما وصفها بالهجمات العنصرية، التي أوضح أنها قفزت بشكل حاد عام 2011 واستمرت في الزيادة هذا العام. ودعا موسوي إلى حل هذه الجماعة، وقال: (إن اجتياح المسجد يمثل تصعيدًا جديدًا في العنف ضد المسلمين). وأضاف أن تلك الأعمال سجلت زيادة بنسبة 14% في النصف الأول من هذا العام. وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد استنكرت التحريض على الحقد، وقالت في بيان: (إن الدولة ستمارس أكبر قدر من الحسم لمواجهة التظاهرات التي لا تنم عن التسامح وتخرق المعاهدة الاجتماعية). جديرٌ بالذكر أن مكتب المدعي العام في بواتيي وضع أربعة من المحتجين الذين احتلوا المسجد قيد تحقيق قضائي عن نشر الكراهية والتمييز العنصري.